ابن عبيدالله السقاف : البناء الفكري والروحي هو المخرج الآمن من الأزمات وأعاصير الفتن

حضرموت اليوم / سيئون / محمد باحميد

نظم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيئون مساء يوم أمس الأربعاء 16/ 1 / 2013م محاضرة بعنوان (البناء الروحي والفكري طوق نجاة ) قدمها الأستاذ محمد بن حسن بن عبيدالله السقاف رئيس ومؤسس المركز, وذلك بحضور عدد من الأساتذة والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية .

وفي البداية تناول المحاضر أهمية البناء الروحي في حياة الإنسان من خلال استعراض بعض الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية التي ركزت كثيرا على موضوع ومكنون الروح لِمَا لها من صلةٍ وثيقةٍ بخالقها سبحانه وتعالى , مشيرا إلى أن عنوان المحاضرة هو الذي يُطابق مخرجَنا وملاذنا من واقع الأزمات والأعاصير التي تجتاحُنا وتتقاذف على هذا المجتمع والأمة بين حين وآخر , وأن هناك الكثير من الجديد والمستحدث الذي يظهر في حياتنا اليوم يُسهم بشكل كبير في تفكيك المجتمع وتمزيقه بطريقة لا يستفيد منها إلا الأعداء الذين يتربصون بنا وبأمتنا تربصا كبيرا , وأن مصالحَهم من هذا التربص كثيرة وأدناها هو نهب الخيرات وإلغاء القيم وإبعادُ الناس عن الشرع والشريعة والفضيلة في كل حال من الأحوال , وأشار إلى أن ما نراه في واقعنا اليوم قد أفقدَنا الكثير من هذه القيم التي هي عبارة عن حصانة وسياج لهذه الأمة والمجتمع الذي عُرف بمحافظته وتمسّكه بقيمه وأخلاقياته التي تجاوزت الحدود , قد أصبح الآن يتأثر بأتفه القيم المنحطة والوضيعة في كثير من الأمور.

واستعرض الأستاذ السقاف في محاضرته جوانب مضيئة من أسس البناء الروحي والفكري التي ربّى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابَه عليها وهي التي تتوافق مع النظام الفطري للنفس البشرية السوية حيثُ قام بتطهير نفوسهم وإصلاح العلاقة بينهم حتى أنهم تجردوا من جاهليتهم وعرقيتهم و أموالهم وخصوصياتهم فأصبحوا مجتمع واحد ومترابط ومتماسك في أعلى مستوياته, لافتا أن من الثغرات التي يستغلها اليوم من يستهدفون مجتمعنا وأمتنا هو التشكيك في موروثنا وإلغاء تاريخنا والتشكيك في علماءنا وفي إضعاف الثقة فيما بيننا حتى ضعفت هذه الثقة بعلمائنا فأصبح الكثير منا يتكلمُ عنهم بطريقة لا تتناسب مع مقامهم وجلالة قدرهم وعلمهم.

ioc-2013-1-16-3

وأوضح الأستاذ السقاف في نهاية المحاضرة أن مسألة استعادة البناء الروحي والفكري هي من الأمور المهمة التي يجب أن نستعيدها وأن نحافظ عليها , وأننا شركاء في العقيدة والتاريخ والوطن والمصير والعقل هو الرابط الرئيسي لكل ذلك و هذه المسألة هي مسألة مصيرُ وطن ومسألة مصيرُ أمة فإذا فرّطنا في مثل هذه الأمور وتعاملنا معها ببلادة وبسذاجة كما هو السائد فمصيرنا ومستقبلُنا سيكون مهددا بالهلاك والضياع وسنكون أثر بعد عين .

ioc-2013-1-16-5

ioc-2013-1-16-6

هذا وقد شهدت المحاضرة العديد من المداخلات والاستفسارات التي أشادت بالمحاضرة وعبرت عن الكثير من القضايا والمسائل المرتبطة بالبناء الروحي والفكري والمتعلقة بالمجتمع العربي والإسلامي .

ioc-2013-1-16-8

ioc-2013-1-16-9

ioc-2013-1-16-10

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص