يا القرن يا ليتك تقع لي وطن

حضرموت اليوم / سيئون / إبراهيم كرامه بن سعد :

ليله في الطويلة خير من ألف ليله

تفضل فضيله يا صاحب الموتر تأن

يا القرن يا ليتك تقع لي وطن

ما كل الليالي مثل ليلة وصالي

حبوب اللألي ما أرضى بهن فيها ثمن

يا القرن يا ليتك تقع لي وطن

عندما تحدث الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار في قصيدته المشهورة (ليلة في الطويلة) وغناها الفنان أبوبكر سالم بلفقيه، هذه الأغنية التي تغنى بها الكثير كانت كلماتها تنقل أروع الصور عن قرن سيئون، حيث نقل فيها جمال الطبيعة، وسحر المكان، وطيبة الإنسان، الذي عاش في هذا الحي .. لقد كان حسين المحضار صادقاً ومبدعاً في نقله .

كانت القرن في تلك الفترة آية في الجمال كما يصفه لنا آباؤنا، كانت تغطي دروبه البساتين الخضراء من أشجار النخيل والسدر والليمون، وكانت مياه العيون قريبة جداً على عمق خمسة أو أربعة أمتار، حيث يوجد الماء، حتى أن الأشجار المعمرة تمد جذورها إلى أسفل وتأخذ كفايتها من هذه المياه فتزيد خضرتها وخيرها .

ويتضاعف هذا الجمال عندما تنزل الأمطار، حيث تتدفق مياه السيول وتنساب من أعالي الجبال، فتشكل منظراً رائعاً كأنها شلالات تنحدر بالمياه الصافية النقية، وتنزل عبر السواقي إلى البساتين، ويفرح بها الجميع، ويلعب الأطفال، وتغرد الطيور، وتمتلئ الأرض بالأعشاب والأزهار، وترعى البهائم، ويسعد الجميع .

عندما تغنى المحضار في هذه الأبيات لأنه شاهد منظراً ليس الذي نشاهده اليوم، لقد اختفى هذا المنظر تماماً ولم يبق منه إلا القليل شاهداً على أبيات هذه القصيدة .. نعم .. تغير المكان كثيراً، وذهبت مناظره الخلابة الساحرة، ولم يبق في القرن إلا جمال نفوس ساكنيه وأهله الطيبين، أما جمال المكان الذي تغنى به المحضار فقد ذهب وتلاشى، وحلت المباني محل البساتين الخضراء الجميلة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص