ليلة شعرية بديعة .. مع قصائد " الأفق الرحب "

حضرموت اليوم / سيئون / نزار سالم باحميد:

في ليلة من ليالي قريتنا المقمرة ، و على سطح مبنى مكتبة الشيخ سالم بن زين باحميد بمدودة التقينا على مائدة الشعر حيث كان صاحب المكتبة رحمة الله عليه موجودا بيننا بشعره وقصائده التي ضمها ديوانه " الأفق الرحب " بدأت أمسيتنا في الموعد المقرر 8.00 مساء وعشنا مع الشاعر ذكرياته الجميلة في عدد من مناطق حضرموت و اليمن واستعرض مدير الجلسة بعض قصائد الديوان البالغ عددها 49 قصيدة أخذَنا الشاعر إلى زمن الثورة 1962 حينما كان في أثيوبيا وكان شوقه إلى الوطن عظيما سيما و البلاد العربية تعيش زمن الثورات التحررية من الاستعمار الأجنبي فهاهو في قصيدته الأولى ( ليالي بلادي ) :

إن شوقي إليك لا متناهي ** يا بلادي إليك قد شدّ حسّـــي

فلياليك كلّـــــها نيّـــرات ** أبداً نحن في ليـــــالي عرسي

ثم تغنينا مع الشاعر الراحل بصنعاء ، وعدن ، ومسقط رأسه مدودة ، وسيئون ، راوك ، المكلا و شبام وتغنى بكل بلاد اليمن ، و تحدث عن عشقه لسيئون :

في ليالي سيئون عطــــر و نور ** و غنـــاء و متعة و فنـــون

في ليــالي سيئون تحلو الأغاني ** و يطيب الإنشاد و التلحيـن

أما عن عشقه لليمن فنسمعه يقول :

 الليل تولى غيهبه ** و الفجر اتى ، اقبل

اقبل اني القيت با ثقالي ** قد دست لعادات الاهبل

أما مدودة فقد كان الشاعر يكن له في قلبه ووجدانه حبا من نوع آخر :

بلدة كلهـــــا جمال و عطــــر ** راية الحب فوقها معقـودة

و الفراشات في البساتين تلهو ** وتعب الرحيق من املوده

هي ارض الصبا ارتع فيهـــا ** ولداتي كنغمة الانشـــودة

ثم تحدث الشاعر عن قصر سيئون الذي انتقل إليه مقر عمله بعد أن كان في بلدية سيئون وقال في مقدمة القصيدة : صبيحة التاسع عشر من مارس 1984م كنت في طريقي إلى قصر الثورة إدارة الثقافة بسيئون مقر عملي الجديد ( قصر السلطان سابق ) ومن وحي ذلك اليوم جاءت قصيدتي .. تمر المواكب في هيبة في جلال تقدم طاعتها للذ يسكن القصر في كبرياء يطل عليها من القمم الشاهفات ... ولكن فجرا تألق ذات صباح و ألقى سناه بكل بقاع بلادي و أشرقت الشمس صافية دون غيم وزمجرت الريح .. واهتز كل بناء على غير قاعدة صلبة كان مهترئا .. وتوالت القصائد تنساب من ديوان الأفق الرحب الذي أخذنا إلى أفق رحب في سماء بلادي ، نرتع في روابيها و نستمتع بسحر شواطيها و نستنشق عبير أزهارها وشذى ورودها المنبعث من بين الخضرة في المزارع و البساتين و الحدائق الغناء .. عاش جميع الحاضرين لحظات شعرية و شاعرية بديعة لفترة زمنية لم تتجاوز الساعة و النصف طوفنا فيها على بعض مناطق بلادي ، وأحسسنا أننا لم نروِ عطشنا من هذه الرحلة الورقية التخيلية . عبّر الحاضرون عن مدى استمتاعهم بهذه الأمسية وأكدوا أنه لابد من استمرارها و تنوع مواضيعها فهي الحضن الدافي و المأوى الضافي الذي وجدنا فيه راحة لأذهاننا واستراحة لأبداننا من هجير هذه الحياة الذي كاد يعصف بنا . وتفرقت أجسادنا و قلوبنا لازالت مجتمعة ، تود لو أن منتصف الشهر القادم يجئ سريعا كي نستريح من جديد مع ديوان شعر آخر ..‏

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص