كتبه / أحمد عمر باحمادي ... بدا مستلفتاً للنظر أن الواقف مع الحق أو ما يعتقد أنه سبيل الحق بعد التحري والتمحيص يُنظر إليه من قبل السواد الأعظم من المجتمع نظرة تحمل بين ثناياها الكثير من الازدراء والاستنكار والغرابة. للأسف هذا حال من ينتصر للإصلاح والإصلاحيين في خضم موجة السخط والتشويه التي تطاله منذ زمن بعيد، إلا أن الملفت أكثر أن تلكم الحملات الظالمة أخذت في الآونة الأخيرة الكثير من التنظيم والتنسيق والدعم ! ، كما استغلت دونما هوادة التوقيت المناسب بنظرها لتبث أباطيلها وسمومها الخبيثة مستغلة ما يمر به الشعب من نوائب وأزمات . لا أريد أن أقول أننا نحس في بعض الأحيان بالغربة الشديدة في زمن غربة المؤمن؛ بقدر ما يهمني أن أقرر أن على المرء أن ينتصر لمبادئه وقناعاته ويثبت عليها ويستمسك وإن رأى أنها لم تُرضِ الكثير عنه وعنها أو تتمشى مع قناعاتهم، مع التشديد اللازم على أن يسعى الشخص لكشف تلك الشبهات والأقاويل ليكسب في صفه الكثير من المستنيرين أو المغرر بهم أو على أقل تقدير يعمل على تحييد من لا يرغب ليكف عن الخوض في الأعراض دونما دليل أو بينة . لقد جاش في صدري أن البعض ينكر الجهود ويمحو التضحيات ويجحد الكثير من الإيجابيات التي لمسها ولا يزال يلمسها المجتمع اليمني عامة على يد الإصلاح وقادته وأمصاره على طول مجريات التاريخ الوطني، لا لشيء إلا بسبب مجموعة من الترهات والأباطيل التي تقال هنا أوهناك دون أن يكلف المرء نفسه حتى مجرد السؤال عن صحتها ومدى رصيدها من الحقيقة، بل تجده في أحيان كثيرة يصدق في سذاجة مريرة ما يُنقل إليه، والأدهى من ذلك أن يقوم هو بالنقل المباشر ليحمل وزراً آخر وينوء بآثام أناس خيرين ووطنيين ـ يحبون الآخرين كحبهم لأنفسهم ـ سيحاجونه أمام الله عز وجل يوم القيامة عما قال حتى يأتي بدليل يثبت صحة مزاعمه. لا شك أن ذلك لم يكن ليحدث لو أن المرء تحلى بالهوادة والروية، ولم يستعجل في تصديق كل ما يُلقى إليه، ومن هنا يلزمني أن أنصح الناس عامة والشباب خاصة أن يتأكدوا من كل ما يُشك في حقيقته ويقفوا على حقيقة ما يجري بأنفسهم ولا يلقوا بأسماعهم للشائعات التي كم جرت علينا الويل في الدنيا و ستجره علينا في الآخرة. أيها الأفاضل الكرام : لو كانت المسألة مسألة نسخ ثم لصق لهان الأمر وسهلت الجريرة، لكنّ الأمر أشد من ذلك، هو أمانة ومسئولية وتبعة كبيرة سيسألنا الله عنها، إذ ربما نشر أحدهم تمشياً مع هواه أو لموقف يبغضه من حزب معين أو فلان أوعلان كلاماً خطيراً مفترى، أو كتب ما لا ينبغي له أن يكتبه أو نشر ما لا ينبغي له نشره وهو كذب لا حقيقة له فأنى له أن ينجو بفعلته إذا ارتفعت الأكف المظلومة بالدعاء عليه . وأجدني أؤكد هنا عن البعد كل البعد عن سب العلماء سباً مقذعاً والتفكه في أعراضهم وتقويلهم ما لا يقولون أو نشر فتاوى لم ينشروها والقول للناس أن الشيخ الفلاني قد كفركم وأفتى بقتلكم كل ذلك على غير الواقع، فهؤلاء والله يُخشى عليهم سوء الخاتمة والعياذ بالله لأن الله سبحانه وتعلى يدافع عن الذين آمنوا. لا تزال في مرآة السماء الصافية سحابة سوداء، ومن رام أن يغطي ضوء الشمس بمنخل لن يستطيع، ومن نطح الجبل ارتدّ الألم على رأسه ولم ولن يتأثر الجبل، فلتفقهوا أيها المتقولون هذه الحقائق الساطعة، فالأمر بكل بساطة : أن الحقائق مهما غابت زمناً فلن تبقى راكدة على الرصيف.
إضافة تعليق