إعادة الأمل الجزء الثاني من العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمنع سقوط منطقة عربية ذات أهمية إستراتيجية في يد الفرس هي مفتاح التنمية والحديث عن التنمية في الجمهورية اليمنية يجرنا إلى الكتابة في اتجاهين مترابطين الأول جهوي والأخر زمني , الاتجاه الجهوي أي التنمية في الشمال والجنوب . أما الاتجاه الزمني مرحلة حكم عفاش التي بدأت عام 1994م بعد احتلال الجنوب وتسخير كل ما فيه من موارد بشرية وطبيعية لخدمة نظامه وبقاء سلطته حتى بداية عاصفة الحزم وإعادة الأمل لأنها ستقصي صالح من سلطته التي يمارسها في الخفاء بعد خروجه الشكلي من السلطة بفعل المبادرة الخليجية التي وفرت له خروج آمن من السلطة والاحتفاظ بأمواله التي سرقها من مال الشعب والعفو عن الجرائم التي ارتكبها من اجل تجنيب الجمهورية اليمنية حرب مدمرة غير أن صالح مارس عادته القذرة الغدر لمن يقدم له خير وعض اليد التي تمتد لإنقاذه.
التنمية التي تحدث عنها صالح في الجنوب خلال مدة حكمه ليس لها وجود إلا في صحفه الصفراء فقد عمل على كتم الحقائق جعل الكذب صدقا من خلال إبعاد من لديه ذرة كرامة صحفية واستبدلهم بأنصاف صحفيين جعل حقل الإعلام مرتع للمنافقين من يسمون أنفسهم صحفيين حتى إن بعض الإعلاميين لا يحمل مؤهل في الإعلام وعمره الوظيفي لا يتجاوز عشر سنوات أصبح من محرري الصحف الصفراء التي تتحدث عن التنمية.
هذا الحديث ليس تجنيا ولكن الحقائق التي نسوقها تؤكد ذلك . مشروع مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للأورام السرطانية . مشروع بناء كليات جامعة حضرموت ,مشروع المستشفى الجامعي , مشروع مصفاة حضرموت . مشروع الطاقة النووية , مشروع القطار الذي يربط عمان حضرموت عدن .مشروع ميناء المكلا الحديث , المشاريع الصناعية والخدمية على ساحل بحر العرب .مشروع الإستاد الرياضي بالمكلا , الإستاد الرياضي في سيئون من عام (2000م ) لم يستكمل . مشروع المنطقة الحرة في عدن . المشاريع الزراعية في أبين ولحج هذه المشاريع دراسة جدواها قد أنجزت منذ مدة طويلة ولكنها لم تر النور هي حبيسة أدراجه العسكرية والأمنية .
أما مشاريع التنمية البشرية في الصحة والتعليم والدخل للتصدي ومجابهة الإمراض الخطيرة السرطان والفشل الكلوي ومشاريع الترصد الوبائي لمكافحة الحميات ليس لها وجود إلا في الصحافة الصفراء , أين المستشفيات التي تعالج هذه الأمراض التي سببها استخراج النفط , حتى مساعدة العلاج في الخارج مُنعت على المرضى. أما المنح الدراسية في الخارج وهنا الحديث عن المنح المقدمة من وزارة التعليم العالي و التبادل الثقافي وتلك المقدمة من شركات النفط المنح التي خصصت لأبناء الجنوب والمنح التي حصل عليها الطلاب الحضارمة الراغبين للدراسة في الخارج . جميع هذه المنح التي تقود الى تنمية بشرية ليس لها وجود إلا في صحف عفاش وخطاباته المزيفة .
المشاريع التنموية التي يتحدث عنها صالح في الجنوب هي أولا تلك التي يقوم بإنشائها فاعلو الخير كتقديم وجبات غذاء للمرضى في المستشفيات أو حفر أبار للشرب في المناطق الريفية أو إقامة مساكن للمتضررين من الكوارث الطبيعية كما حدث في ساه الذين لم يعوضوا من كارثة سيول عام 2008 إلى الآن.( وهنا أتوجه الى الجهات التي ستنفذ مشاريع التنمية مستقبلا أن تعالج هذه المشكلة الإنسانية ) . أما النمط الثاني من المشاريع التنموية التي وجدت في الجنوب ويفتخر بها صالح هي المنشات العسكرية لقد حول الجنوب إلى ثكنة عسكرية . غرس في الجنوب ما يزيد على ( 250,000 ) جندي بالإضافة إلى جنود الاحتياط خارج المعسكرات في الأسواق . مشاريع تدمير التراث الجنوبي ونورد نموذج مسجد أبان في عدن الذي أمر بهدمه وإعادة بناءه بطريقة مشوهة ويقوم الآن بتدمير ما تبقى من تراث الجنوب كقلعة صيرة التي حولها إلى وكر للقناصة .ومن المشاريع الأخرى حفر الأنفاق لسرعة انتشار عسكره بدلا من إنشاء الكباري والجسور والطرقات لحل مشكلة الموصلات . أقام المتارس بدلا من بناء المدارس ومراكز الثقافة . ولعل أهم مشروع صالح الشبابي في الجنوب هو غض الطرف عن تجارة المخدرات حتى غرق الشباب في هذه الآفة إلا من رحم الله . يضاف إلى ذلك منع الاستيراد عبر مينا المكلا عداء الأغنام من الصومال.
نقولها صراحة أن المشاريع التي أقامها صالح في الجنوب هي وهمية والتنمية التي يتحدث عنها هي تنمية زائفة وقد تناولت ذلك في مقال نشر في صحيفة الأيام في نوفمبر ( 2008 ) بعد كارثة الأمطار والسيول .وهي الصحيفة التي حبسها صالح ولازال يحبس حارسها إلى يومنا هذا بتهمة القتل رغم إن معطيات التاريخ تبين من هو القاتل اطلب من مكونات الشمال التحرك من اجل إطلاق سراحه ليعود إلى أسرته .
أما عن التنمية في الشمال سأكتفي فقط بعرض مختصر لعل أولها بناء الكباري والجسور , استكمال البنية التحتية لجامعات تعز , إب , ذمار ) التي صدر بها قرار التأسيس مع جامعة حضرموت , توظيف ابناء الشمال في شركات النفط . معظم موظفي السفارات والملحقيات الثقافية من أبناء الشمال . منح موانئ الشمال حق الاستيراد لجميع السلع من الخارج حتى أن جميع المواد لحضرموت تأتي من الحديدة .
رغم هذا كله فقد فرجت من بلاد الحرمين الشرفيين المملكة العربية السعودية من درب إعادة الأمل هو موضع حديثنا في الجزء الثاني.
بقلم الدكتور : رزق سعد الله الجابري