الحقد القاتل..

الإنسان بطبعه يميل نحو العيش الهادئ المستقر من غير كدر ، والنفس السوية ترنوا دوماً نحو المثل العليا لإسعاد الآخرين ، والجماعة الفاعلة في المجتمع تجعل من كينونيتها ظلالاً وارفة يهفو اليها الآخرين ، وتبذل جهود اتباعها مجتمعة نحو تحقيق الكمال الإنساني في مد يد الواجب الإنساني والأخلاقي لبني الإنسان مهما اختلف رسمه أو جنسه أو لونه أو لغته أو دينة ، لئن التعامل تعامل إنساني بحت ببلسم الحب والوفاء ، لذا تجد مع هذا العالم المتجاذب في مصالحه المتنافر في مواقفه ، أنفساً إنسانية متباينة ومختلفة في رؤاها ، في شتى جوانب الحياة ، ولكن الواقع الإنساني يفرض عليها ان تترك التباينات ، والاختلافات جانباً ، لئن الإنسان عند المآسي والحروب والنكبات يستهدف ، فإنقاذ الإنسان من مواطن الردى هو مطلب الأرض والسماء أليس ذلك الكلب الذي يأكل الثرى نفساً ، استدعى جانب الحياة في النفس الإنسانية لتهبها لنفس في مجتمعها .

 فكان الجواب السماوي هو إشعال ذلك الجانب الحي في تلك النفس البشرية ليستوحي سائر الجسد فيطهره ويزكيه ويحييه حياة أفضل ، لكن عندما تجد جانب الحياة في بعض الأنفس الإنسانية قد ظللته أشواك الغل والحقد واسقته ماء الوشاية والعمالة والبسته العهر والدياثة ، وأطعمته ماشاب طعمه ونتن ريحه ، هي تلك النفوس التي باعت ضمائرها ، ودنست تاريخها ، وخانت أهلها وذويها ، حملها الحقد ، فوالت الغادر وأعطت السارق ، وهتفت لللئيم ، ودلت للوغد ، واخلفت الوعد ، وكذبت مااستطاعت حتى شاع كذبها واستفحل أمرها ، فصارت للعيان منارا ، وللعدو مرتعاً ومزارا...

قتلها حقدها في كل مقتل قتلة ، وماترك لها باب رجعة يامن تبيعون الأوطان وتخذلون الاهل والخلان ، وتنقلون الإفك وماحمله الركبان ، إن لم تفيدوا شعبكم في محنته ، فلاتكونوا لعدوه جنودا وعيونا ، لقد أخطأتم البوصلة وانحرف بكم التيار فضعتم بين الأمواج ، فإذا بكم تسرفون في نقل غابر الأحلام لتجعلونه حاضر الأيام وتستشهدوا به في غيكم وحقدكم على من خالفكم وخالف مبتغاكم في قديم الأزمان وهو اليوم لعدوكم قاهر ولعصاباته ناهر ، ولجنده نازل ماخاض معركة ولا أرسل سرية إلاّ وظفر بها، طريقه معلوم وجنده مشهود ، عرفته الجبهات واللحود  ، ما انفذ غيظاً ولا حمل حقداً ، همه ينتصر للحق أينما كان ولائه لله ثم وطنه ومبادئه، لماذا اتعبتم انفسكم للنيل منه! هل دوركم هذا ؟ ضمن مخطط أهلكم!  أم دورٌ لمخطط عدوكم ؟ توحدوا مع إخوانكم ووحدوا كلمتكم وقاتلوا تحت كلمة واحدة  إنها كلمة التوحيد ، فالفرصة سانحة والديانة مسامحة ، والأخوة ماسحة ، والقلوب بحبكم سالية ، هي لكم  هدية فابعدوا عنكم الرزية ، وإلا فالأيام حُبلى بالمفآجات..

لذا فتنبهوا و احذروا فإن الحقد قاتل. بقلم : أبوصالحة حداد عمر القحوم

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص