حروب بالوكالة وسباق للعمالة

تشهد موسكو في هذه الأيام احتفال الجيش الأحمر بهزيمة النازية بقيادة هتلر في الحرب العالمية الثانية بقيادة استالين وقد حضر هذا الاحتفال عدد من زعماء دول الحلفاء وكان السيسي زعيم الانقلاب في مصر من بين الحاضرين باحثا عن اكبر تأييد ودعم دولي لانقلابه وهو بذلك على  استعداد لتقديم القرابين والهدايا الثمينة والتنازلات السياسية مقتديا بسلفه السادات في كامب ديفد -اتفاقية السلام - الموقعة مع إسرائيل او اتفاقية الأرض مقابل السلام وتماشيا مع سلفه المخلوع حسني مبارك في اتفاقية الغاز مع إسرائيل فالمسألة عمالة في عمالة وهذا هو العنوان الأبرز والقربان المقبول في العصر الراهن كدليل للولاء وسماع الكلام من حكام العمالة لأصحاب السيادة والاستكبار العالمي ومنها روسيا هذه الدولة التي تسعى لاستعادة أمجادها وتاريخها الأحمر وهي اليوم في خندق المعارضة الدولية وتعارض القرارات الدولية على طول الخط لأجل المعارضة فقط ومن باب خالف تذكر وهي بذلك لاتجني من ذلك سوى الكراهية والعزلة الدولية وهناك " ايران " التي تسعى ان تكون دولة عظمى في عالم الكبار وتقوم في سبيل ذلك يدعم حركات شيعية في العالم العربي وفي الشرق الأوسط تحديدا حيث محاولاتها المستميتة لتكون هي الشرطي الجديد في المنطقة واستطاعت ان توظف عدد من الحركات الشيعية الثورية في المنطقة ومن أبرزها حزب الله في ايران والحوثيون في اليمن وتقوم هذه الحركات بافتعال حروب بالوكالة في المنطقة كقربان للولاء لإيران من ناحية وتمكن لإيران من تحقيق حلمها التاريخي لاستعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية .

من ناحية أخرى فإيران لجأت لخيار الحروب بالوكالة نظرا لاندلاع ثورات الربيع العربي وبالتالي تقهقر مشروع تصدير الثورة الإسلامية عبر الوسائل الناعمة ومنها استقطاب وتوظيف بعض الجماعات  الدينية القريبة منها في العالم العربي هذا من جهة ومن جهة أخرى لازال الملف النووي الإيراني والذي لم يحل والحصار الاقتصادي الخانق المفروض والمشكلات الداخلية مع عرب الاحواز والاكراد كل تلك العوامل تشكل عائقا أمام انتشار وتوسع الثورة الإسلامية في الوطن العربي ولكن إيران لم تيأس واستطاعت تتعامل مع هذه الملفات المتشابكة والمعقدة باحترافية وبسياسة برجماتية  واليوم هي على علاقات ممتازة ومتميزة من تحت الطاولة مع دول الغرب وفي مقدمتها  امريكا من جهة وعلاقات بالمقابل اخرى ممتازة من فوق الطاولة مع روسيا والصين ودول بارزة من جهة اخرى ..

        والسؤال الذي يطرح نفسه ومن خلال هذا المشهد السياسي للدول الاستعمارية الحديثة أو القديمة بلباس جديد ،هل يمكن نقول ان القرن الحادي والعشرين هو قرن الحرب العالمية الثالثة الغير تقليدية كسابقاتها الأولى والثانية بمعنى ستكون عبارة عن حروب بالوكالة وسباق للعمالة وتبعية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية وغيرها وانها ستكون حرب ليس لها سقف زمني اي ستكون حرب مفتوحة الى ان يأتي حين الحرب العالمية الرابعة او تقوم الساعة  فينتهي العالم برمته فالله اعلم  !!..

بقلم : ناصر الصويل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص