مقال / باحاج بطل وطن .. في زمن الخيانات

رحل باحاج والعيون الخائنة تتعقبه .. والجواسيس النائمة تتحسس تنقلاته .. فضل ان يموت عزيزا وتبقى شبوة ارض مقاومة ورفض ان يبقى مكان موقعه حتى يكون اسيرا بايدي قذرة تريد ان تساوم بشخصه كي تستسلم شبوة ..

مات البطل المجاهد باحاج في حادث سيارة بالقرب من الحدود السعودية بعد ان راء اكثر من ١٥ سيارة امامه كان يتوقع بانها تابعة للحوثي فاطفأ السائق سراجات السيارة وسلك الطريق حتى تعرض لحادث ساقه الى ربه تحت اصوات رصاص قبيلة الكرب التي جاءت بالخطأ . رافقته طيلة الاحداث الاخيرة وياليتني لم ارافقه .. لقد استعطفني بتصرفاته وسماحته وكنت حريصا ان لا اكون قريبا من اي رجل مسؤل نتيجة لطبيعة عملي الصحفي . في الحقيقة لم يتلقى باحاج اي دعما عسكريا قبل استشهاده سوى ذخائر الاسلحة الكبيرة.. كان لايزال منتظرا لدعم دول التحالف وكان يرتب صفوفه وتعرض لخيانة جواسيس قادوا مليشيات الحوثي الى طرق لايعرفها الا اصحاب الارض لاجل الانقضاض على المحافظ باحاج الذي يتمركز في مكان كتيبة الدفاع الجوي المطلة على مدينة عتق والخطر القادم على المليشيات . بعد الهجوم بالاسلحة الثقيلة وقوات النخبة والمشاه رفض باحاج الاستسلام وجاء اليه احد الوجاهات طالبا منه مغادرة المكان فورا وانا استمع لنصحه فغضب باحاج ممتعضا من هذا الوجاهه ورد قائلا .. رأسي ليس باغلى ممن هم في الثغور والجبهات.. لست حريصا على نفسي اكثر ممن هم في الجبهات ، فاتجه صوب موقع خفعه الخط الناري وتساقطت القذائف من كل جوانبه فما ان هدأت الامور حتى اتجه نحو الجبال المطلة على قرية خمر الجبهه الاخرى كان يجوب المواقع ويطمنهم بينما كانت الشائعات تزعزع الجبهات . اقسم برب السماء انني كنت اشعر باستشهاد باحاج اثنا المواجهات لكثرة القذائف التي تتساقط عن يمينه ويساره وعدم اكتراثه بحياته ومكانته والرجال التي تقاوم يرفعون اصواتهم مناشدين المحافظ بالانتقال الي مكان آمن وهو بينهم. في الجبهه مئات الرجال منهم القبائل والقاعدة لاذو بالفرار اثنا اشتداد المعارك وتركوا الجبال الشاسعة مساحتها فيها من رجلين وبعضها فارغة فصعد الحوثيون من اتجاهات عدة وجاء منادي الانسحاب بعد هروب ضعفاء النفوس .. المحافظ كان رافضا ذلك وقال لم ناتي الى هذا المكان ونحن طامعين في الحياة اما ندافع عن موقعنا هذا او نموت .. فعندما تجمعت الاقوام وهي لاتتجاوز اربعين شخصا من اصل مئات المقاتلين وعشرات الخونة الذين استبدلوا السلاح بالهواتف لمساعدة الحوثيين وتحديد اماكن الاسلحة واعداد الرجال .. وللاسف من اهل الارض وابناء المحافظة ... خرجت الجموع وظل باحاج مترددا وكان هو اخر شخص خرج من الميدان متالما من الخونة الذين تحالفوا ضده ومن القبائل التي غرته باعدادهم عند المصلحة ووعدوه بان يقفوا بجانبه اعطاهم الغالي والنفيس دفع لهم مبالغا كبيرة من اجل ان يسلحوا افرادهم ويجاهدوا معه ولكنهم كانوا خناجرا مسمومة ..لم تسلم جبهه المحافظ من احد الرجال الذي يعمل تحت مسمى المقاومة ولم يكن راضيا عن طيران التحالف الذي كان يرفض قصف الاحداثيات الذي يرسلها .. نعم باحاج كان رجلا في زمن الخيانات كان رافضا ان يظهر على الاعلام ويقول مالا يفعل بالفعل كان شديدا وحريصا في مواقفه لايبحث عن بطولات وهمية ولا يبحث عن مواقف دولية كان هو اخر من خرج من الجبل وبعث لي رسالة طلب مني ان اعلن ان المحافظ باحاج يرتب صفوفه ويلتحق بجبهة مفرق الصعيد .. ليس من صفاته الاستسلام جاء النبأ عن استشهاد شخص طالما انتقده الكثير لكنهم هم انفسهم من تحسروا على فراقه لان باحاج رمز المقاومة وفقدانه هو بمثابة سقوط المقاومة كرمز لا كقوة .. والايام القادمة ستثبت ذلك على ارض الواقع وسترون المقاومة كيف ستكون من يسأل عن المحافظ يسأل أولئك المسئولين الذين كانوا بجانبه اثنا الرخاء وسيخبرونهم بان محافظ شبوة كان يتغيب ثلاثة ايام من كل شهر للصيام . من محاسن الشهيد انه يقطع الاجتماعات عند الاذان ويؤم الصلاة بمن معه ولدي ارشيف كامل بذلك حصلت عليه من المصور الشخصي الخاص به. من تواضع الشهيد المجاهد انه يرفض كتابة صفته بالاستاذ في لوحات المهرجانات والوكالات الرسمية وانما يطلب كتابة صفته بالأخ احمد علي باحاج ولكم ان تراجعوا لوحات الاحتفالات والوكالات الا ماندر بالاضافة الى تواضعه الشديد كان يمشي حافي القدمين من منزله الى المسجد حتى في بعض البيوت الذي يحل فيها ضيفا عليهم . . من تواضعه انه نشر احد الارقام للمواطنين لاستقبال رسائلهم عبر sms لاستقبال شكاوى المواطنين والرد عليها . من يجالس الشهيد باحاج يدرك حقيقة ثقافته الاسلامية والدينية وتوسع فكرة في قضية الشيعة ورموز الامة الذي استئصلوا دعاة الفكر المنحرف وكذلك شبكة علاقاته الكبيرة . في الفترة الاخيرة قبل دخول الحوثي كان يصارحني في كثير من المواقف الذي يقوم بحل كثير من المشاكل القبلية المعقدة ويظهر اسماء اخرى ..لم يكن يوما ما يبحث عن شهرة اجتماعية وانا اتحفظ عن مواقف عديدة. ربما عدد جلوسي معه تعد بالاصابع ففي اخر ليلة جمعتني معه سفرة اخر طعام عشاء له قبل استشهاده اذهلني فيه تصرفه مع مرافقية واصدقاءه كان يعاملهم كابنائه ويقسم قطعة الخبز معهم بالاضافة الى انه كان لايتغدأ يوم الجمعة الا مع حرس منزله منذ ان تم تعيينه . لله درك يارمز شبوة بل الوطن باكمله يكفيك فقط انك المحافظ الوحيد في المحافظات الجنوبية الذي صمد ضد مليشيات الحوثي من أول خطوة حينما التزم الصمت والبعض باع محافظته بحفنة من وسخ الدنياء يكفيك انك وقفت وحيدا امام اعداء دينك واتخذت خطوات كان ثمنها حياتك . جاءت للمحافظ باحاج العديد من التهديدات والوعيد من صنعاء تنذره بان يتراجع عن قراراته الشجاعة بعد قطع علاقاته بصنعاء وايقاف الشركات النفطية والغازية والاسثمارية كرفض للانقلاب.. لكنه كان اسدا وسط كلاب مسعورة تظن بان التهديد سيجعل باحاج يخر راكعا لهم ويسلم محافظته بارخص ثمن . عشت شجاعا ..ومت شهيدا.. في زمن خسرت فيها شبوة احد ابرز قياداتها ورجالها .. انا لله وانا اليه راجعون نحمد الله انه اصطفاك في يوم من افضل ايام الله . عزائي ليس لاسرة علي باحاج وليس لشبوة فحسب وانما عزائي لاهل الوطن شمالا وجنوبا شرقا وغربا على رحيل شخصا كان على مسافة خطوة من القوى السياسية . رحمة الابرار عليك يابطل الاحرار ويااسد الشجعان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص