صناعة النصر... بين الخنادق والفنادق.

في معركة بدر الكبرى كان النبي القائد وسط الجنود يسوي صفوفهم بعود الأراك الذي كان يستاك به ، فيطبطب على ظهر هذا ليتقدم ويغمز ذاك ليتأخر ويصغي بإذنه الشريفة ليستمع مشورة هذا، ويأخذ ذاك الرجل جانباً ليواسيه أو يذكره أو يوصيه . ينادي يا أبابكر فيأتيه الجواب من عمر لبيك يارسول الله . وما تلبث أن تلتحم صفوف الحرب وهو بأبي وأمي يكاد يختنق من كثرة غبار النقع المثار من تحت سنابك الخيل ، فيكاد صوته يختفي ويتلاشى بين أصوات التكبير والتهليل ، وصهيل الخيول ، وصليل السيوف، وفزعات المستغيثين ، وحشرجات صدور القتلى من كفار قريش، والشهداء من المهاجرين والأنصار.. بينما القائد العظيم محمد صلى الله عليه وسلم هناك يصول ويجول في ساحة الوغى وميدان المعركة.

لم تسمح له نفسه أن يضل بعيدا عن جنوده بحجة أنه قائد وزعيم ولو قتل فسينتصر الانقلابيون !!..... بالرغم أنه نبي ولانبي بعده..

 

وفي معركة أحد خاض صلوات ربي وسلامه عليه معركته بنفسه وليس عبر الريموت كنترول أو من غرف الفنادق الخمسة نجوم وفي غزوة الخندق ويوم العسرة وفتح مكة ويوم حنين حينما أنفضت الجموع ثبت صلى الله عليه وسلم حتى انقلبت الهزيمة نصراً ....

 

أما قادتنا اليوم فمن ظن بأنه أصبح قائدا أو رمزاً فعلامة ذلك أن ينسحب من المعركة ويتوجه تلقاء فنادق الرياض...

 

أخشى ما أخشاه أن تصيب الرياض لعنة أؤلئك الهاربين كما أصابت من قبل ذلك صنعاء وعدن وباقي قرى ومدن اليمن قاطبة.

 

أيها القادة الهاربون ثقوا أن الآخرين لن يصنعوا لكم نصراً أبداً وأن النصر لايستأجر ولا يشترى بالفلوس وأن الذين يأتون على دبابات الغرباء دوماً   وعبر التاريخ تبدو وجوههم للناضرين كالحة السواد حتى وإن كانت وجناتهم المنتفخة تشع ترفاً ونعومه وبياضا ودسومه.

تباً لعلي عبدالله صالح لكنه كان أكثر منكم شجاعة وثباتاً وذكى حينما أدرك أن القائد لايكتب له النصراً أبداً إلا إذا كان بين صفوف جنوده وعلى تراب أرضه التي يقاتل في سبيلها.

هل تدركون أن أكبر أسرار النصر هو وجود القائد بين جنوده وما عداء ذلك إنما هو الخزي والعار ولعنة الدهر وغضب الأرض والسماء.

 

هل بالأمكان أن تذكرون لي حالة واحدة عبر التاريخ حصل فيها إنتصار عظيم لأي جيش في العالم بينما كلما ظن أحد أفراد الجيش أنه صار شخصاً مهما ومستهدفاً من العدو ولى هارباً ثم أتبعوه بأفراد أسرته... حدثوني عن ذلك وأنا مستعد أن افتعل مشكله هنا لكي أحسس الجميع بأنني أصبحت مستهدفا ومن ثم تنهال النصائح علي بأن أغادر إلى أرض الرياض ولا أظنكم ستبخلون علي بحجز غرفة في أحد فنادق هناك ولو من الدرجة العادية أو المتوسطة فلامكان لنا في الدرجات العلياء ، فالسابقون السابقون......

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص