لعنة المخدرات !!!

  لا شك أن تعاطي المخدرات من قبل بعض الشباب أو كبار السن في كثير من المجتمعات المتقدمة منها أو المتأخرة تشكل مشكلة كبيرة ومعقدة لدى كثير من هذه الدول، إذ يعتقد متعاطوها بأنهم بتناول هذا السم القاتل يريحون أنفسهم بالابتعاد عن همومهم ومشاكل الحياة اليومية التي تواجههم ولو نوعاً ما، ولكن في الحقيقة فإنهم يسببون مشاكل كبيرة لأسرهم ومجتمعاتهم ولأنفسهم يمكن أن تؤدي إلى ارتكاب جرائم قتل أو اغتصاب لمحارمهم أو لأقرب الناس إليهم دون أن يعوا ذلك، وفي نفس الوقت يتحول متعاطو هذه السموم إلى عناصر خاملة في المجتمع لا يقدمون لمجتمعاتهم أي فائدة بل عالة عليها. وتنتشر هذه الآفة في كثير من المجتمعات المحافظة منها والمتحررة، وتجد رواجاً لها كبيراً في المجتمعات  التي تنتشر فيها  الفوضى السياسية والنزاعات السياسية والعسكرية والغياب القوي للدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية، إذ يجد ضعاف النفوس الذين يبحثون عن الثراء الغير المشروع فرصة في الاتجار بهذه السموم اللعينة والمحرمة ولو على حساب الدين والأخلاق والقيم، حيث يقوم هؤلاء باستغلال الأطفال صغار السن لترويج هذه المادة وتسويقها بعد وقوعهم في شراكهم.. وما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو أنه ضبطت حالة من هذا النوع في رمضان الماضي في أحد أحياء مدينة سيئون إذ وجد شاب في أوقات المفروض أن تكون الناس فيها في المساجد مع صلاة الفجر يتكرر على مكان ما ويجلس في الانتظار فترة طويلة بعض الأيام حين لا يجد مقصده، مما دفع  بعض شباب الحي الإمساك به، وأخذ دراجته النارية التي جلست أكثر من شهر محجوزة لدى أحد أهالي الحي، وبعد الجلوس معه وجد أن هذا الشاب هو من ضحايا هذه السموم، وكشف عن كثير ممن يتعاملون مع هذه الآفة الخطيرة، ولكن للأسف لغياب الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية حال دون ضبط مثل هذه الحالات ومحاسبة القائمين عليها.. كما أن هناك حالة أخرى يقال إنها ضبطت في إحدى مدن الوادي عندما كانت أم تفتش حقيبة ابنها المدرسية عثرت بداخلها على كيس فيه بودرة مخدرات، فأخذ الولد يصيح على أمه بصوت هستيري وعلى أثر ذلك اتضح لهم أن هذا الولد هو ضحية لهذه السموم، فكان منهم أن حجزوه في غرفة ومنعوا عليه الخروج والاتصال.. المهم من إيراد هاتين الحادثتين هو أن يأخذ الآباء والأمهات وكل القائمين على شئون التربية حذرهم وحرصهم ومراقبة الأبناء حتى لا يقع أبناؤنا وشبابنا ضحية لهذه السموم اللعينة، وعلى رجال الدين وخطباء المساجد ورجال الأجهزة الأمنية والعسكرية والقائمين على الأجهزة الصحية مسئولية كبيرة وأخلاقية في محاربة هذه الآفة الخطيرة وتوضيح آثارها السلبية المدمرة على الأسرة والمجتمع والفرد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص