يا رجال المستقبل: اسمعوا مني نصيحة ...

اشتكى الفاروق إلى الله من عجز الثقة، وجلد الفاجر.. ونحن نشتكي إلى الله من ذلك أيضا..

? (لولا داس سلفا) الرئيس البرازيلي ناجح..أحبه شعبه:

الرئيس الذي نشأ فقيرًا يتيمًا محروماً من العلم، فاستطاع خلال ثمان سنوات أن ينهض باقتصاد بلاده حتى حسب لها العالم ألف حساب وثامن كبريات القوى الاقتصادية العالمية..

فاز في الانتخابات الرئاسية البرازيلية عام 2002م بعد ثلاث هزائم متوالية في أعوام: 1989م، 1994م، 1998م.

رئيس بائس جاء من أحياء الفقراء بولاية (بيرنا مبوكو من قرية قريبة من مدينة جارانهونس لشمال البرازيل) ولد في 27أكتوبرعام 1945م وكان سابع إخوانه الثمانية الذين تخلى عنهم والدهم لأمهم الحنون المتمتعة بالصبر الجميل والإرادة القوية وعزيمة كبيرة (أريستيديس) الأمية، فسكنوا في غرفة واحدة خلف نادٍ ليلي مزعج بالموسيقى الصاخبة مع شتائم السكارى والمنحرفين من الذئاب البشرية وعباراتهم البذيئة.

بكى (دا سيلفار) يوم موتها بدموع ساخنة، ورثاها بأصدق العبارات فقال عنها: لقد علمتني كيف أمشي مرفوع الرأس، ربتني على خلق الاحترام، فاحترمت نفسي واحترمني الآخرون..

توقف (دا سيلفار) عن الدراسة وهو في الصف الخامس الابتدائي بسبب الفقر، وفقد بنصر يده اليسرى وهو في التاسعة من عمره أثناء عمله في مصنع لقطع غيار السيارات، فكان الحادث سببًا في انخراطه في اتحاد نقابات العمال ليدافع عن حقوقه وحقوق زملائه.

? بطل الفقراء:

الذي أحبه شعبه حبًا كبيرًا بفضل النهج السياسي الذي سلكه لبناء الدولة المتمثل في الديمقراطية والمشاركة الشعبية والسياسة المتوازنة، حتى قال الرئيس الأمريكي (أوباما): هو أكثر شعبية مني، بل أكثر الرؤساء (المعاصرين) شعبية في الكرة الأرضية..

? خطته أو برنامجه الذي قاد نجاحه:

عندما فاز بالرئاسة كانت البرازيل يومها على شفا الهاوية، تعاني الكثير من المشكلات والأزمات المالية والاقتصادية، فمعدل التضخم مرتفع بدرجة كبيرة ونسبة الفقر والمجاعة والبطالة كذلك، وانهيار البورصة البرازيلية وانخفاض سعر الريال البرازيلي مقارنة بالدولار، مما أثار مخاوف الرأسماليين وغضب اليمين بسبب نهجه الاشتراكي اليساري، فأثبت للجميع أنه رئيس الجميع.. المحب لبلده وشعبه المخلص في عمله.. العدل في حكمه وسياسته.. المدرك بحنكته أن الإصلاح ينطلق من محاربة الفقر ورعاية الفقراء.. فأقنع بعض رجال الأعمال والطبقة الوسطى بالاهتمام بالفقراء فانتشل عشرين مليون نسمة من تحت خط الفقر وتحسين حالهم المادي، فنجح في احتواء رجال الأعمال بالتوازن مع برنامج مكافحة الفقر.. وضع العديد من البرامج الاجتماعية التي أسهمت في نهضة البرازيل الاقتصادية من توازن بين البرامج الاجتماعية للأسرة الفقيرة إلى التصنيع والتصدير اعتمادًا على الشركات العملاقة.. فتنفس الجميع الصعداء حين أنقذ بلده من الهاوية بحنكة حتى أصبحت تتمتع بفائض يفوق مائتي مليار دولار، وأقل نسبة غلاء في العالم الثالث.. شهدت العديد من التقارير أنه خبيرًا اقتصاديًا بمهارة فطرية عالية رغم افتقاره للخلفية الأكاديمية.. استعان بمجموعة من المستشارين الأكفاء اقتصاديًا ومجموعة من الشركات الكبيرة المنتجة للسيارات والطائرات ومصانع المنتجات الغذائية: اللحوم والدواجن.

? أهم مقومات نهضته:

1) تحقيق العدالة الاجتماعية: فقد فرض ضرائب تصاعدية فوفرت ما يقارب 60 مليار دولار خصصها لمساعدة الأسر الفقيرة والقضاء على الفقر.

2) ونجح في تطبيق برنامج تحسين الأوضاع الاجتماعية (بولسا فاملي) بلغت كلفته 80 مليار ريال برازيلي، حيث حسنت أوضاع ثمانية ملايين أسرة فقيرة بتوفير دخل بحدٍ أدنى 160 دولار، بشرط أن يواظب أبناؤها على الدراسة، وتم تمويله بأكثر من 40% من الضرائب التصاعدية، لتخفيف وطأة الفقر.

3) فأصبحت البرازيل ضمن قائمة الدول المؤثرة، وهناك توقع أنه وبحلول عام 2040م سيكون الاقتصاد البرازيلي أكبر من اقتصاد ألمانيا واليابان معًا!؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص