هل للنسب والعرق علاقة بالقضية الجنوبية؟

بقلم / عبدالرب السلامي أنا من يافع وينتهي نسبي إلى: "يافع بن قاول بن زيد بن مالك بن ناعتة بن شرحبيل (ذي رعين الأصغر) بن الحارث بن زيد بن يريم (ذي رعين الأكبر) بن سهل بن زيد الجمهور بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حيدان (قطن) بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان" هذا نسب قبيلتي، قبيلة يافع العربية الجنوبية! والسؤال هو: من هم إخوة يافع من حمير؟ من هم إخوة يافع من يريم (ذي رعين الأكبر)؟ من هم إخوة يافع من ذي رعين الأصغر؟ اذهبوا وابحثوا في التاريخ ستجدون أن إخوة يافع هم قبائل حِمْيَر من أبناء إب وتعز وجبن وخبان والضالع ولحج وبعض قبائل شبوة وحضرموت وعدد من القبائل المهاجرة إلى شمال جزيرة العرب!. ولو أضفنا سؤالًا آخر: من هم إخوة يافع من سبأ؟ ومن هم إخوة يافع من قحطان؟ لوجدنا أن معظم اليمن إخوة في السبئية، ولوجدنا أن معظم سكان جنوب الجزيرة العربية من البحر الأحمر الى عُمان إخوة في القحطانية!. الشيء الغريب هو أن يأتي اليوم -وتحت ضغط الحاجة السياسية- من يحاول عسف حقائق التاريخ والجغرافيا لخدمة قضايا سياسية طارئة.. مثل قول بعضهم: إن حدود الجنوب السياسية المعروفة قبل عام 1990م هي حدود تاريخية ممتدة إلى جذور الزمان!، فشعب الجنوب مختلف عن شعب الشمال ليس في الشأن الاجتماعي والسياسي الحالي فحسب، ولكنه -حسب زعمه- اختلاف عميق في العرق والتاريخ والنسب والجغرافيا منذ عهد عاد الأولى وعاد الثانية وعهود ما قبل وبعد الاسلام!. وهذا قول ظاهر البطلان، لكونه يقطع أوصال قبائل حمير ومذحج اليمانيتين عن بعضها، فيقطع يافع والضالع الحميرية عن عمقها الحميري في إب ويريم، ويقطع العواذل وعلة عن عمقها المذحجي في البيضاء ومأرب!.. إن اعتساف حقائق العلم والتاريخ تنتج بالضرورة منتجا ثقافيا مشوها سرعان ما تلفظه الأجيال.. بالضبط كما حصل للماركسيين العرب عندما ذهبوا يتعسفون حقائق الدين والتاريخ لإثبات أن أبا ذر الغفاري اشتراكي وأن عثمان بن عفان ارستقراطي! رضي الله عنهما وأرضاهما! الخلاصة التي أريد الوصول إليها هي: أن القضية الجنوبية قضية سياسية بحتة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول الى قضية عنصرية!.. فتاريخ القضية الجنوبية يعود الى عام 1994م، وعلى أكثر تقدير الى عام 1967م وكفى!. ولا يمكن للعلم أن يعطيها -مهما كانت عدالتها- بُعدا تاريخيا يتجاوز معطيات التاريخ السياسي الحديث والمعاصر في الجنوب الذي لا يتجاوز نصف قرن من الزمان!. ومن هذا المنطلق أنصح رفاقي في الحراك الجنوبي -الذي أعتز بالانتساب إليه- أن لا يكرروا أخطاء الماركسيين العرب مرة أخرى! فلا داعي للذهاب الى جذور التأريخ القديم لإثبات عدالة القضية الجنوبية في حين أن معطيات المظلومية السياسية منذ عام 1967م أو عام 1994م أو حتى عام 2015م كافية لإثبات عدالة القضية الجنوبية حقوقيا وسياسيا!. إخواني الكرام.. نحن من أصل قحطاني ويماني واحد.. ولكن هناك قضية سياسية قائمة اسمها القضية الجنوبية تحتاج الى حل سياسي ولاعلاقة لها بالتاريخ القديم ولا بعلم الأنساب والجغرافيا!.. فمن كان يريد حلًّا سياسيا للقضية الجنوبية بأي شكل من أشكال الحل سواء بالفيدرالية أو بفك الارتباط أو بالأقاليم، فسبل النضال مفتوحة أمامه، ومن كان يريد أن يتجاوز ذلك الى اعتساف حقائق التاريخ والجغرافيا فإن منطقيات العلم ستلفظه، وأن أنسابنا العربية الأصيلة ستأبى أن تزيف مهما كان ضغط الواقع، وستظل قضيتنا الجنوبية قضية سياسية خالصة، وستظل رابطة الدم الحميري تربط ابن يافع وإب، ورابطة الدم المذحجي تربط ابن دثينة ومأرب إلى أبد الدهر!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص