أصحاب المواطير .. وقليل ما هم!!

دعوا البوم ينعق على كهرباء ساحل حضرموت، بالأمس القريب وُجد المازوت والديزل والزيت ودفع الناس الفواتير، ولا يزال البوم ينعق كل يوم، أصبحنا نتمنى ساعات الطفي السابقة ( 10ص ـ 4م ) بعد أن طالت الفترة وصرنا في عالم مظلم لمحنة لا تنتهي.

 

لم يكن في نيتي أن أكتب مجدداً عن هذا الهم المستهلك، لولا أنني أسمع وأرى شكاوى الناس تتفاقم كل صباح، وحياتهم تتعطل، وهم يرجون كل يوم ومع وصول كل باخرة للمازوت وعودة الحياة رويداً رويداً أن تُبعث مولدات الكهرباء في محطاتنا من بين حطتم الدمار ورماد اليأس ولكن هيهات..

 

حينما أسمع أصوات المواطير تتردد على مسامعي ترفرف النفس حلماً بتيار ضئيل لو يملكه الجميع.. لكن الفقر ضارب أطنابه بين الكثير .. وأصحاب المواطير قليل ما هم، ثم أصحو من حلمي على أزيز جيوش الذباب المتطاير.. كم أتمنى أن يوجد سمٌّ للفاسدين كما هو للذباب المؤذي!!

 

إلى أي وقت سيظل العيش صعباً بهذا الشكل؟.. أجابني أحدهم ربما ينتقمون منا ونحن لا ندري!! ما زلنا نحسن الظن بهم، أو لعل الجهل والسلبية والتواكل قد أوصلونا في وقت من الأوقات لأن نكون سذجاً وحمقى.. الجميل في الأمر أننا ما ضون على سذاجتنا وحمقنا..!!

 

على أي حال .. ولا أخشى بأساً إن قلت: إن مصيبتنا الكبرى في غياب النزاهة وتغوّل الفساد، وهي قضية واضحة في نظر العامة والخاصة لكن لم يتغير من الأمر شيء، وظل حالنا على ما هو عليه، لماذا..؟؟ لأن شعارنا كالمثل اللاتيني القائل.. ( طالما أنا موجود .. فأنا أعيش )، لم نغيّر فلم نتغير ولن نفعل طالما بقيت أعيينا وعقولنا لا تتحرك، ولعلنا نهتزّ يوماً حينما نسمع الكلاب تنبح تحت أبوابنا، ومقصود ما ذكرنا قد جمعته آية في كتاب الله تعالى .. هي قوله عز وجل: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. فهل سنظل مستمسكين بأمل ولو ضئيل أن يتغير حالنا ..!!

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص