مصير الشعوب لاتقرر بالعاطفة بل بالعمل المنظم والهادف

  نحن نعرف أن الوحدة قد انتهت منذ عام ١٩٩٤ م وشيعت الى مثواها الأخير عام ٢٠١٥ م نفسيا ، لكن سياسيا وإدارياً وشكلا لازالت باقية من وجهة نظر المجتمع الأقليمي والدولي ، لها علمها وممثلوها في المنظات الدولية والأقليمية ، للأسف نحن الجنوبين لم نتفق على تكوين مكون موحد يخاطب العالم والأقليم حتى اليوم حول قضيتنا العادلة ، وماذا نريد ؟ كم لنا منذ أن تحررت عدن وتم طرد عسكرهم منها ؟ لم نتفق حول رؤيا موحدة ، مجرد كلام وصراخ وسب وشتم ، من هنا وهناك ، مصير الشعوب لاتقرر بالعاطفة ، بل بالعمل المنظم والهادف ، حتى هذه اللحظة الأمم المتحدة لاتعترف بأن الجنوب طرف رئيسي في الصراع الدائر في اليمن ، والدليل على ذالك عدم دعوة ممثلين عنه لحضور محادثات جنيف وسويسرا المزعومة بين أطراف الحرب ،الشرعية من جهة والإنقلابيين من جهة أخرى ،لأنه لايوجد هناك مكون واحد يمكن التخاطب معه ، كما تَعْتبِر القضية الجنوبية قضية داخلية يطالب البعض من منطمات الحزب في الوادي اتخاذ قرار وتحديد وجهة نظرهم فيما يجري ، جميل جدا ، ولكن هل نحن قادرون لوحدنا أن نتخذ قرارا لفصل الحزب أو فصل الجنوب ؟ طبعا لا نستطيع ، فمثل هذا العمل كمن يسبح ضد التيار ، قضية اليمن والقضية الجنوبية ، أصبحت تتحكم فيها القوى الأقليمية والدولية ، لكن نحن الجنوبيين يمكن ان نٌسمِِع العالم والأقليم عمّا نريد عندما نكون موحدين ونحمل رؤيا موحدة ، حينها سيستجيبون لمطالبنا مكرهين ، هناك حكمة تقول : إنه لايمكن مساعدة من لايريد مساعدة نفسه. انفصال الجنوب في الظرف الراهن صعب جدا ، لابد من توفر الدعم الأقليمي والدولي ، وبالتحديد الأقليمي أكثر ، وهذا للإسف لايوجد ، السعوديون يفضلون التعامل مع دولة واحدة بدلا عن دولتين وهو مهم بالنسبة لهم ،فوجود دولة على حدودهم يسيطر عليها الحوثيون حلفاء إيران فيه تهديدكبير لأمنهم وسلطتهم ، وكذلك تهديد للجزيرة والخليج ولدولها . ولذالك فالانسب في ظل الوضع القائم، هو الدولة الإتحادية من أقليمين ، شمالي وجنوبي كما حصل في السودان ، ثم بعدها يستفتى حول الوحدة ، يكون لكل منهما مؤسساته التنفيذية والتشريعية ، وكذالك يبنى الحزب الإشتراكي على إساس فدرالي شمال جنوب كصيغة انتقالية ، بل كل الأحزاب التي لها حضور في الجنوب والشمال .    

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص