حضرموت تُقدم الخيرات .. فتكافئونها بالمضرات !!

حضرموت اليوم / مقال / 

رسالة من وادي حضرموت يبعثها أحد أبناء ذلك الوادي  إلى توفيق عبد الرحيم - صاحب محطة الكهرباء الغازية - الموجودة بالهضبة محل الشركات النفطية الأجنبية بحضرموت .

- لن أقول لك يا توفيق بأن قطعك للكهرباء الآتية من محطتك سببت مضايقة - بكل ما تحملها الكلمة من معنى - لأبناء وادي حضرموت كونهم يسكنون في منطقة ذات مناخ صحراوي { شديد الحرارة صيفاً}، وعكسهم أصحاب المناطق الباردة الذين لا يتضررون كثيراً بعدم وجود الكهرباء كون الكهرباء عندهم إضاءة قبل كل شئ  .. ولن أقول لك أيضاً بأن الأطفال والعجزة والمقعدين بالوادي لا يستطيعون النوم لأن ساعات الطفي لا تتخيل ولا تحتمل حتى أصبحت الكهرباء شبه موجودة .. لن أقول لك كل هذا الكلام ، ربما لأنه كلام عاطفي وأنت لا تؤمن بالعاطفة كونك منشغل بأمور أهم ألا وهي مشاريعك الكبيرة التي أخذت كل تفكيرك وعواطفك !! .

- لن أقول لك بأنه لا يحق لك - إنسانياً أو دينياً - قطع الكهرباء علينا وقت الصيف ،، لأنك سترد ورما بالحضرمية { بغيت حقي .. والحق ما يزعل .. وبيني وبين مؤسسة الكهرباء اتفاق } .. ونحن  طالبنا بحقوق كثيرة  ولكن حق عن حق يختلف !! .

- لن اقول لك أيش ذنب المواطن - الذي لو أخذ رأيه لرفض تجديد الاتفاقية الجديدة معك .. هذا الاتفاق ربما حرصت أن يكون مركزياً وتحت رعاية كبار المتنفذين ، وسط سكوت مسئولي حضرموت آنذاك الذي رباهم النظام السابق فأحسن تربيتهم ، وبمشاركة مسئولي الكهرباء بالوادي الذين وضعتهم في الأمر الواقع .

- لعلك تعلم  كغيرك أن حضرموت ترفد الدولة بـ 70% من الميزانية العامة من خيراتها، فهل هذا جزاء لأبناء حضرموت ؟ ! .. ولو قلنا لك بأن الغاز المُشغِّل للمحطة  هو غاز حضرمي بامتياز ، لرديت علينا هكذا أتفقنا لأنك لا تؤمن إلاّ بمبادئ الزلط ولو فعلت الغلط .

- لو قلنا لك أرحم الناس من ويلات الصيف ، ربما لم تحركت مشاعرك لأنها مبرمجة على لغة أرقام الفلوس فقط والأخذ مقابل العطاء .. أما الرحمة والشفقة شعار البسطاء المغفلين والقانون لا يحمي هؤلاء المغفلين !! .

- ماذا سيضرك لو صبرت على الأقل أشهر الصيف - وأنت صابر- ، ولاسيما واليوم هناك بوادر أمل لانفراج الأزمة التي عصفت بالبلد ، عندها سيُعطى كل ذي حقٍ حقه .. طبعاً مثل هذا الكلام ربما سيعكر المزاج كونك تعيش هذه الأيام فرحة النصر ونشوته  بظهور(  زعيمك .. أو  ربما شريكك )  في السبعين وسط حشد كبير بالعاصمة قبل أيام .

- إن هذه الممارسات وفي هذا الوقت بالذات توحي وكأنها { تأديب للحضارمة .. ويراد من خلالها تركيعهم حتى يقولوا سلام الله على .......... !! } .. أم أنه مخطط لإفشال مئسولي الوادي كونهم خرجوا عن الطاعة ولم يكونوا خير خلف لخير سلف !! .

يتساءل الطلاب الحضارمة وخاصة الذين يتعلمون بحلقات العلم وهم في حيرة لا مثيل لها !! بعدما علموا أن الذين قطعوا عليهم الكهرباء هم يمنيون .. وازدادت دهشتهم وهم تعلموا على يد شيوخهم وفهموا منهم بأن اليمنيين أرق افئدة !! .

يأمل هؤلاء أن يحكّم صاحب تلك المحطة العقل قبل العواطف والدوافع ، وأن يضع في نصب عينه بأن حضرموت تقدم الخيرات ولعلكم طعمتم من هذه الخيرات .. وأنه من المروة ان يقابل الإحسان إحسانا.. والوفاء بالوفاء .. فهل ينتظر الحضارمة وفاء، أم أنها توجيهات وقضي الأمر !! ... بقلم سعيد بن زيلع

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص