البطولة ..  النموذجية

 *    ليست البطولة في الدفاع عن الوطن والذود عن حماه و خدمته مختصرة ومختزلة في تضحيات القوات المسلحة والجيش والأمن وان كانت هي أعلى مراتب البطولة والتضحية والشرف ونيل الشهادة غير ان هناك مواقع للشرف ونيل شهادة  الريادة واعتراف المجتمع بها  يستطيع الإنسان الوطني ان يكون فيها بطلا .

*وليس الإخلاص في العمل والالتزام  بدوام مواقيتِه اليومية وانجازه مقصورةً على موظفي الدولة ومؤسساتها وإنما هناك عُمّال القطاع الخاص والأهلي وهم احرص من كثير من موظفي الدولة التزاما بمواقيت العمل وانجازه في موعده وربما هؤلاء [ عمال القطاع الخاص ]ٍ لا يحضون بامتيازات كموظفي الدولة ويتوقع كثيرٌ منهم ان لا قانون يحميهم من جشع وتحكم بعضا من مالكي القطاع  بسبب الضعف في أداء بعض اللجان النقابية أو ميلهم رضاء المركز وكسب وده مستغفلين جهل كثير من العمال بالقانون الدافع عنهم والمطالب بحقوقهم  . *ليس كلُ موظفي الدولة وعمال القطاع الأهلي نماذج في الالتزام واحترام العمل ومواقيته ، ولكن هناك رجال تفردوا بنيل لقب الموظف النموذجي والعامل النموذجي نظير الالتزام بكل القوانين واللوائح والمذكرات التفسيرية المنظِمة للعمل . *  تلك كلمات أحببتُ توضيحها للحديث عن لفتةٍ انسانيةٍ تقديريةٍ أثلجت صدورنا وأشعرتنا بان الدنيا بخير ، وسيئون في خير ، مادام يسكنها أُناسٌ أخيار ، ينظرون الى قطرة عرق الإنسان العامل نظرة رعاية وتقدير واحترام  ، ولعلنا لأول مرة نسمع بها في مدينة سيئون بعد عام 90 م  وهي تكريم عامل في محطة محروقات أهلية  بعد ربُع قرن عَمِلَ خلالها بكل إخلاص والتزام وسمط ، متحملا وهج الشمس الضاربة  ولفحة البرد القاسية والروائح المنبعثة من المواد النفطية  [ بترول وديزل وكورسين ] وغيرها وهي دون شك لها أضرار على حاسة الشم وتثير حساسية الجسم والمعروف عند مجالسته فانه لا يتحدث عن مشاكل عمله ولا يبيح بأسرار محل عمله ولا عن تقصير بعض زملائه  ولا حتى عن ظروفه العملية  ، كل ذلك أستحق ان يكون العامل النموذجي فأستحق التكريم *الأهم في هذا التكريم هي الجهة الأهلية التي أقدمت عليه ، مالك وإدارة محطة الصفاء للمحروقات بسيئون الناضرون  الي عُمّال محطتهم بإنسانية ، وانهم بشرٌ وجب تحفيزهم نظير ما قدموه ، وقوة دفع معنوية لهم اكثر منها مادية لتقديم  خدماتهم واخلاصهم تجاه المحطة لتكسب الريادة في تقديم خدماتها للناس  . *  ذلكم العامل النموذجي هو أخينا / علي حسن باعطوه العامل في محطة الصفاء للمحروقات الأهلية  فشكرا لإدارة المحطة هذه اللفتة الإنسانية التي يستحقها كل عامل نموذجي وكنتُ ارجو ان تلتقط السلطة المحلية لحظة التكريم لتتقدم بتكريم إدارة المحطة تشجيعا لمبادرتها ودعوة تحفيزية للقطاع الخاص والأهلي بالاهتمام بعماله وتكريم النموذجيين منهم في أعمالهم ، ولو كان لنا من الامرِ شيئا لأقدمنا على تكريم تلك الإدارة نظير تفكيرها الايجابي في تكريم عمالها .

بقلم : سليمان مطران  

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص