أنا لا أتعصب لاشمالي ولا لجنوبي . ولا لشرقي ولا لغربي . ولا لحضرمي ولا ضالعي . ولا عدني ولا يافعي ....الخ . هذه العصبيات المعفنة القذرة النتنة هي سبب بلاوينا وويلاتنا من يوم كنا إلى يوم الحشر والنشور . ووالله ثم والله العظيم . أننا لن نفلح ولن نغادر الحفرة التي سقطنا فيها جميعا مادامت هذه المفاهيم المتخلفة هي التي تغذي تصرفاتنا ،وتحركاتنا ، وتسيطر على عقولنا ، كل أمة تلعن أختها ( حتى إذا اداركوا فيها جميعا ...). ( سنظل نتدارك في الحفرة ومن حفرة إلى أخرى أعمق منها ) . الناس وصلت قمة الكون ونحن في قاع البيارة السفلى عند الخراء والنتن ، جالسين نتصارع ونتلاطع ، ونتساب ونتشاتم ، ونتفاخر بالجهل والتخلف والخزعبلات الفارغة . أقولها بالفم المليان : لا يمكن أن نقتلع البصل ( عفاش وشلته ) ثم نرجع نزرع بدله ثوم ( كائنا من كان اسمه ، أو لونه ، أوجهته ، أو حزبه ، أو قبيلته ، أو سلالة أبوه وأمة .......الخ ) . معركتنا هي مع الفساد والمفسدين ومن لا يخافون الله ولا يتقونه مهما كانوا . إن شاء الله يجي واحد من أدغال أدغال أدغال غابات أفريقيا الوسطى الداخلية جدا أشعق أغبر لابس مرقع ،لكنه يخاف الله ويتقيه ، ولديه خبرة وقدرة وكفاءة ، ليحكنا ، فسنقول له أهلا وسهلا بك وعلى الرأس والعين . أنت الآمر والمطاع . ولا نريد بدلا عنه واحد فاسد حاسد ، سارق مارق ، ظالم غاشم . حتى لو كان أصدق صديق ، وأقرب قريب .
