من يوقف سماسرة التعليم العالي..؟!!

"لا تنهِ عن خلق، وتأتي مثله .. عار عليك اذا فعلت عظيم" .. ينطبق هذا المثل على ما يسمى بـ(جماعة انصار الله) التي جاءت لإزالة الجرعة فأضافت للشعب (٧٠) جرعة، وصادرت كل مقدرات وممتلكات الأمة التي كان آخرها المرتبات .. كما إدعت انها ضد الفساد فكانت هي الفساد والافساد ذاته .. والمأساه انه ورغم علم الأمة بحقيقتها المدمرة الإ ان الكثير من رموزها لا يزالون يؤكدون دون اي حياء انهم الجماعة تسعى لاصلاح مسار الأمة وانقاذ الشعب.

مثال بسيط نسوقه لكم هنا يكشف طبيعة التناقض الفج والسافر في خطاب هذه الجماعة وممارساتها افعالها .. قطاع الشئون القانونية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي ظل ولا يزال القائمين عليه يسوقون الاتهامات لمن سبقوهم من قيادات الوزارة بأن الكثير من قراراتهم واجراءاتهم المتمثلة في منح تراخيص الجامعات الخاصة، كانت مخالفة للقانون والدستور .. وفي الوقت الذي نجدهم يدوسون قانون وزارة التعليم العالي بأحذيتهم من خلال منحهم تراخيص لجامعات اهلية جديدة لا تتوفر فيها ابسط الشروط والمعايير التعليمية والاكاديمية المنصوص عليها في القانون، وكل مؤهلاتها انها مملوكة لاشخاص ينتمون للجماعة ويحملون لقب (السيد) او انهم من اصحاب رؤوس الاموال الذين يدفعون الرشاوي مقدماً.

تناقض فج وفساد وتلاعب ومخالفات (عيني عينك) وفي حال رفع احد ما صوته وانتقدهم قالوا عنه داعشي ويسعى لشق الصف الوطني والاضرار بالامن القومي .. وليس هذا وحسب بل ان صفاقة هؤلاء بلغت حد قيامهم باصدار قرارات مصفوفة قرارات باقفال العديد من الجامعات والغاء تراخيص مجموعة من البرامج في جامعات اخرى وذلك تحت مبرر عدم مطابقتها لشروط ومعايير قانون التعليم العالي .. وفي الحقيقة ان الغرض الاساسي من تلك القرارات هو السعي لابتزاز تلك الجامعات .. الى جانب احالة طلابها للدراسة في الجامعات المملوكة لأشخاص مقربين منهم وموالين لهم.

لعل من ابرز الامثلة على ذلك هو تستر القائم بأعمال مدير عام التعليم الاهلي بالوزارة السيد انس سنان السفياني على (الجامعة الامارتية) وحمايتها، والتي وصفها قبل ايام نائب عميد كلية التجارة والاقتصاد - بجامعة صنعاء الدكتور صالح الحماسي: بأنها تمثل بؤرة حقيقية للفساد والعبث والفوضى والتلاعب بالعملية التعليمية، وانها لا تعدو كونها وكر للمتاجرة والاسترزاق، ولا تنطبق عليها اية معايير او شروط او مقومات التعليم الجامعي، ولا ترقى لان تكون حتى حضانة للأطفال .. فعلى الرغم انها تعد من احدث الجامعات الاهلية التي افتتحت في العام (٢٠١٤م) .. الا انه يوجد فيها عدد (٢٦) برنامج تعليمي منها (تخصص الطب البشري - وطب الأسنان - وهندسة النفط) الى جانب العديد من البرامج الطبية والهندسية الهامة .. في الوقت الذي امكاناتها وكادرها الاكاديمي لا يؤهل لان يدير حتى مدرسة اهلية.

الكارثة الاعظم اننا نجد قطاع الشئون القانونية بوزارة التعليم العالي، ومدير عام التعليم الاهلي، يغض الطرف عن قيام مسئولي (الجامعة الاماراتية) بافتتاح عدد من البرامج التعليمية الجديدة التي بدات تزاول انشطتها وذلك بدون تراخيص .. الى جانب تجاهلهم لقيام الجامعة باستقبال اكثر من (٤٠٠) طالب ممن كانوا يدرسون في (الجامعة التطبيقية) وذلك بعد مرور (١٢) عام من توقف الدراسة في تلك الجامعة والتي أغلقت بقرار في حينه بسبب فساد إداري ومالي واكاديمي .. وعلى الرغم من حالة الفساد والفوضى التي تشهدها، وان عدد من كلياتها بدون عمداء وبدون رؤساء اقسام - الإ اننا نجدها في صدارة الجامعات التي افردت لها وزارة التعليم العالي مساحة في بوابتها الإلكترونية .. بإعتبارها من الجامعات المتميزة والناجحة .. فبالله عليكم هلا رأيتم اكثر من هكذا تلاعب ومحاباة وفساد بشكل علني.

ولمعرفة السر وراء تستر مسئولي الوزارة عن فوضى (الجامعة الاماراتية) نؤكد لكم ان المدعو انس سنان السفياني - الملقب حديثا ب (أنس سنان المرادي) وهو القائم حاليا بأعمال مدير عام التعليم الاهلي بالوزارة هو الحامي والممثل الاول للجامعة داخل الوزارة حيث كان قد ابرم اتفاقا مع قيادة هذه الجامعة عند انشاءها بأن تكون له حصة من الارباح مقابل قيامة بتمرير معاملات الجامعة والتغطية عليها وحمايتها في الوزارة .. وبالفعل استطاع المذكور من استخراج تراخيص للجامعة وعدد من برامجها على الرغم من عدم انطباق الشروط والمعايير القانونية عليها .. ثم سعى لحمايتها من الخضوع لأي تقييم من قبل لجان التعليم العالي .. وقام بإعتماد (٢٦) برنامجا تعليميا للجامعة على البوابة الإلكترونية وهو الامر الذي لم تحض به اي جامعة اخرى خصوصا من الجامعات حديثة النشأة.

والى ذلك سعى السيد انس وبمعاونة نائب وزير التعليم العالي الدكتور عبدالله الشامي في العام (٢٠١٥م) لإصدار قرارات بإغلاق بعض الجامعات والبرامج - وذلك بهدف تحويل الطلاب الدارسين في تلك الجامعات إلى الجامعة الإماراتية .. وكل ذلك مقابل حصولهم على مئات الآلاف من الدولارات من قبل مسئولي الجامعة والتي كانت تصلهم من خلال تحويلات شهرية عبر شركة (الصيفي للصرافة) من دولة الامارات العربية المتحدة ومبلغ نقدية تصرف بشكل مباشر تحت أسماء موظفين وهميين بالجامعة تظهر أسمائهم في كشف الراتب لا اكثر !!!

اما المصيبة الاعظم فتتمثل في ان هذا الفاسد واللص المدعو انس سنان لا يزال يتلاعب ويعبث بالوزارة ومسئوليها رغم وجود الوزير الجديد حسين حازب .. حيث قام مؤخرا باطلاق تصريح لوسائل الاعلام تهجم فيه واساء للجامعات الاهلية من خلال معلومات مغلوطة وملفقة .. وهو الامر الذي قام على اثرة الوزير الجديد بتوجيه انذار خطي له ولبقية المسئولين في الوزارة ومنعهم من التصريح لوسائل الاعلام .. ليتسبب ذلك في نشوب خلافات حادة بين الوزير والوكيل الحوثي يحيى الهادي الذي رد على الوزير بمذكرة شديدة اللهجة تطاول فيها على الوزير حازب بكلام غير حصيف و أتهمه بتجاوز الأختصاصات والتسلسل الأداري .. وكل ذلك دفاعا عن السمسار الفاسد انس سنان.

وباختصار كل هذا التناقض والتلاعب والفساد العلني والسمسرة والمحاباة الذي تشهده وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ليس الا صورة مصغرة ومثال حي وشاهد عيان لما تشهده بقية مؤسسسات الدولة من فوضى وعبث وفساد ونهب ومصادرة ومتاجرة من قبل سماسرة ما يسمى بـ(جماعة انصار اللات) ومشرفيها الذين سجلوا ارقاما قياسية في السرق واللصوصية على مراى ومسمع من العالمين .. وعلى عينك يا حاسد.

بقلم: نائف الشرعبي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص