رحلة إلى .. المسجد النبوي

عندما تدلف إلى رحاب الحرم النبوي الشريف، فكأنك خرجت إلى أرض جديدة، حيث يخفت تأثير حرارة الشمس بفعل سماء تنتشر بها السحب البيضاء، وساحات تزيّنها المظلات الإلكترونية، ما يجعل لنسمات الهواء الباردة تأثيراً روحانياً خاصاً، بعد جلال الروضة الشريفة وقدسية المكان بأكمله. عبر أيٍ من الأبواب الـ29 دخلت فثَمَّ المسجد النبوي، ثاني مسجد في الإسلام، والذي بناه الرسول [ بعد أن وصل المدينة في ربيع الأول من العام الأول للهجرة، وكانت مساحته الأولى نحو 1050م2، بثلاثة أبواب وسقف من الجريد. وقد توالت التوسعات على الحرم النبوي منذ العام السابع الهجري وحتى عام 1406هـ، لتبلغ مساحة المسجد حالياًً 98500م2، كما بلغت الساحات المحيطة به 235000م2، ليستوعب الحرم كله في وقت الذروة نحو مليون مصلٍّ. عشر مآذن أول ما يستقبلك من الحرم المدني هو مآذنه العشر


وكان أول بناء للمآذن بالمسجد النبوي عام 91هـ أثناء ولاية عمر ابن عبدالعزيز على المدينة، حيث تم بناء أربع مآذن، في كل ركن من أركان المسجد مئذنة. وقد نالت المآذن نصيبها من الترميم والتجديد والإضافة، حتى أصبحت بعد التوسعة السعودية الثانية عام 1406هـ عشر مآذن، ارتفاع ستٍ منها حوالي 104 أمتار، فيما يبلغ ارتفاع الأربع الباقين 72 متراً فقط، وتم توزيعها على كامل مساحة الحرم النبوي. وبالتأمل في مآذن المسجد ستجد لمسات جمالية خلاّبة في التصميم والبناء، وأخرى أضافتها الإنارة الصناعية، خاصة الضوء المشع أعلى المآذن، وتركيب جهاز يعمل بأشعة الليزر تم وضعه على منسوب 86 متراً تقريباً لإعطاء حزمة ضوئية تحدد اتجاه القبلة على مساحة 50 ميلاً تقريباً. أبواب المسجد كان للمسجد النبوي في بنايته الأولى ثلاثة أبواب، وتوالت زيادتها مع توسعات المسجد عبر التاريخ، حتى أصبح اليوم له 29 باباً رئيساً يتفرع منها عشرات أخرى، ليبلغ إجمالي الأبواب 86 باباً، أشهرها: «باب السلام، الصديق، الرحمة، البقيع، جبريل، النساء، الجنائز، الهجرة، قباء، وباب عثمان بن عفان». ساحات ومرافق وتحيط بالمسجد ثلاث ساحات، من النواحي الشمالية والغربية والجنوبية، وتبلغ مساحتها حالياً 235000م2، يمكنها استيعاب ما يقرب من نصف مليون مصلٍّ، وتحد هذه الساحات أسوار وبوابات من كل جانب، وقد تم تبليط هذه الساحات بالرخام الأبيض البارد الذي لا يمتص حرارة الشمس، ويحتفظ بدرجة حرارة لطيفة لا تؤذي المارين ولا الجالسين عليه، كما تم تزيينها بالجرانيت والرخام الملون وأشكال هندسية إسلامية. وتحت هذه الساحات تم إنشاء مواقف للسيارات، تبلغ مساحتها الإجمالية 292000م2، وتتسع لما يقرب من 4200 سيارة، كما تشتمل الأدوار السُّفلية للساحات على أماكن خدمة زوار المسجد، وبها 14 مرفقاً خدمياً في ثلاثة طوابق: الأول والثالث مخصصان للوضوء ودورات المياه، والأوسط للأعمال والتجهيزات الفنية، ويتم النزول إليها عبر السلالم العادية أو الكهربائية. وستجد في كل طابق حمامات لذوي الاحتياجات الخاصة، وليست هذه الخدمة هي الوحيدة المقدمة لتلك الشريحة، فالمسجد مجهز بغرفة للصم والبكم لأداء صلاة الجمعة فيها، وفهم الخطبة من خلال لغة الإشارة، كما تم تخصيص بعض المصاعد الكهربائية لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنشاء مزلقانات لتيسير حركة عرباتهم التي تُعار لهم مجاناً من إدارة رئاسة الحرمين الشريفين. ويجري حالياً إنشاء ساحة شرقيّ المسجد النبوي، تبلغ مساحتها 37000م2، لكي تستوعب أكثر من 70 ألف مصلٍّ، ولزيادة تيسيرات المرور وعمليات الدخول والخروج وخاصة في شهر رمضان وموسم الحج، لاسيما وأن تلك الساحات هي إحدى متع الزائر للحرم المدني، حيث تنتشر بها حلقات الطعام وجلوس مجموعات للتسامر والترويح البدني والذهني. معرض العمارة والتوسعات وتحت الساحات أيضاً هنالك مرفق آخر، هو معرض لعمارة وتوسعات المسجد النبوي، ويمكنك من خلاله التعرف على بناء المسجد وتصميمه، ويضم معرضاً فوتوغرافياً كاملاً يحكي مراحل توسعة المسجد النبوي وعمارته عبر التاريخ. ويتم عرض شريط فيديو لزوار المعرض مدته عشرون دقيقة، تحكي مراحل المسجد النبوي منذ عهد الرسول [ وحتى توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما يشتمل العرض المرئي على معلومات مهمة عن البناء المعماري للمسجد النبوي ومرافقه، من مباني الخدمات، كغرف التحكم، والصوت، ونفق الخدمات، ومحطتي الطاقة الكهربائية الاحتياطية، والتكييف، وما يتم تقديمه من خدمات لزوار المسجد النبوي الشريف. ويستقبل المعرض زواره من السبت إلى الخميس خلال الفترة الصباحية، وهو يحتوي على نسخ لبعض المخطوطات، وصور رسائل الدعوة الأولى، تحكي نص ما بعثه الرسول [ للملوك والحكام، بالإضافة إلى أهم إصدارات الكتب عن المدينة المنورة. مظلات إلكترونية ومع اللحظات الأولى لشروق شمس كل يوم، يمكنك أن تتابع مشهداً خلاباً أثناء فتح مظلات الحرم الإلكترونية، والتي ترجع إلى عام 1406هـ، وهي عبارة عن شمسيات من القماش الأبيض تغطي كل واحدة ما مساحته 18م2، وكان عددها 12 مظلة، في كل صحن 6 مظلات بارتفاع سقف المسجد، لحماية المصلين من حر الشمس، وحفظ برودة التكييف، ويتم غلقها إذا انحسرت الشمس واعتدل الجو الخارجي. وتشمل توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تركيب 182 مظلة لتغطية جميع ساحات المسجد النبوي، لتقي المصلين والزائرين من وهج الشمس وأخطار الأمطار، خاصة حوادث الانزلاق جراء هطول الأمطار، وهذه المظلات ستكون مجهزة بأنظمة لتصريف السيول وبالإنارة، وتفتح آلياً عند الحاجة، وتغطي المظلة الواحدة 576م2، وسوف يستفيد منها عند انتهائها أكثر من 200 ألف مصلٍّ. البناء القديم وقد اهتمت التوسعات السعودية بالحفاظ على المظهر الجمالي لبناء المسجد النبوي القديم، وتم تكييفه تكييفاً مركزياً، وتدعيم أعمدته واستكمال قواعدها النحاسية، وعمل أطواق نحاسية حولها على ارتفاع 2.5 متر من الأرض، مع تغطية الواجهات الشرقية والجنوبية والغربية بالجرانيت، ورفعها إلى منسوب سطح التوسعة، وإعادة دهانه من الداخل باللون البيج لينسجم مع المظهر الداخلي للتوسعات السعودية. وكان يشتهر على عهد الرسول [ عدد من الأعمدة التي قام عليها البناء، وكانت من جذوع النخل، وأهمها ثمانية أعمدة لها مميزات لم تكن لغيرها، وهي الأسطوانة المخلقة التي تنفَّل خلفها النبي [، وأسطوانة القرعة، وأسطوانة التوبة أو أسطوانة أبي لبابة، وأسطوانة السرير، والمحرس، والوفود، ومربعة القبر، وأسطوانة التهجد. وقد تحرى الذين وسعوا المسجد أن يحافظوا على أماكن هذه الأساطين، بوضع عمود في المكان الذي كانت فيه الأسطوانة أو السارية على عهد المصطفى [، وما تشاهده اليوم من أعمدة في القسم القبلي للمسجد النبوي، أقيمت عام 1277هـ، في عمارة السلطان عبدالمجيد العثماني. وستجد في البناء القديم عدداً من المحاريب التي يرجع بعضها إلى عهد الرسول [، وأقدمها ما يلي أسطوانة القرعة أو عائشة، وهو أول موضع صلى إليه الرسول [ بعد تحويل القبلة إلى البيت الحرام. ولقد تعددت المحاريب في المسجد القديم، ومنها: المحراب النبوي الشريف الذي تم تجديده عام 1407هـ وهو موجود بالروضة الشريفة على يسار المنبر، ومحراب فاطمة، ويقع جنوبي محراب التهجد داخل المقصورة الشريفة، والمحراب العثماني، وهو في حائط المسجد القبلي، ويصلي فيه الإمام الآن. المقصورة الشريفة وشرقي البناء القديم سترى الحجرة النبوية، وهي بيت الرسول [ الذي كان يقيم فيه مع أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، وفي جنوبها دُفِن النبي [ بعد وفاته، ثم دُفن خلفه بذراع صاحبه أبو بكر، وخلف الصدِّّيق بذراع دُفن الفاروق عمر رضي الله عنهما. وكانت الحجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر، وفي زيادة الفاروق للمسجد عام 17هـ أُبدل بالجريد جداراً قصيراً، وأعاد عمر بن عبدالعزيز عام 91هـ بناء الحجرة الشريفة بأحجار سوداء بنفس المساحة التي بني بها بيت رسول الله [، ثم بنى حول الحجرة الشريفة الحائط المخمس، وهو جدار له خمسة أضلاع بدون باب، بصورة شكَّل معها في المؤخرة مثلثاً حتى لا تشبه الكعبة المشرفة في بنائها، ويرتفع عن الأرض بنحو 5.6 متر. وفي عام 678هـ أقام السلطان محمد بن قلاوون الصالحي قبّة فوق الحُجرة الشريفة وكانت مربعة في أسفلها، مثمّنة في أعلاها، وصفحت بألواح من الرصاص، يعلوها ثوب من المشمع ليقي الحجرة الأمطار. ثم وقع الحريق الثاني للحرم


فأمر السلطان قايتباي عام 886هـ بتجديد بناء الحرم ومن ضمنه القبّة، فتم بناؤها بأحجار منحوتة، وجعل ارتفاعها 8.88 متر تقريباً، ثم بُنيت فوقها قبّة أخرى لتحمي الأصلية، وأُحكمت الحجارة بالجبس. وتوالى تجديد القبّة وإعادة بنائها عبر التاريخ، وكان آخر بناء لها عام 1233هـ، بعدما تشققت فتم إعادة بنائها من جديد، حيث لا تزال قائمة إلى اليوم مع بعض التجديدات والترميمات، وأمر السلطان العثماني عبدالحميد عام 1253هـ بصبغها باللون الأخضر لتعرف منذ ذلك الحين بالقبة الخضراء أو الفيحاء. وللحجرة النبوية حالياً ستة أبواب، ويبلغ طول ضلع السور النحاسي الخارجي لها 16 متراً لضلعيه الشمالي والجنوبي، و15 متراً لضلعيه الشرقي والغربي، ويبلغ ارتفاع الحجرة 8 أمتار تقريباً، وارتفاع الحائط المخمس من أرض المسجد 7 أمتار تقريباً. أما الشباك الذي في القبة فهو موازٍ للشباك الذي في القبة الداخلية، ويقع فوق القبر الشريف، وكان خدم الحرم يفتحونه يوم صلاة الاستسقاء. منبر الرسول [ كان الرسول [ إذا أطال في خطبته استند إلى جذع نخلة، ثم صُنع له منبر ارتفاعه نحو ذراعين وشبر وثلاثة أصابع، وعرضه ذراع، وارتفاع مسنده ذراع واحد، وطول رمانتيه اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس شبر وإصبعان، وكان الرسول [ يقعد على المجلس، ويضع رجليه على الدرجة الثانية، واستمر المنبر على عهده ثم عهد خلفائه الراشدين يتكون من درجتين ومقعد. وقد تعددت درجات المنبر فيما بعد، كما تعددت أشكاله ومواد صناعته، فكان يُصنع أحياناً من الخشب أو من المرمر، أو من الرخام، وفي عام 998هـ، أرسل السلطان مراد العثماني منبراً غاية في الإبداع ودقة الصناعة وروعة الزخرفة والنقوش، وكان مصنوعاً من الرخام ومطلياً بماء الذهب، وهو الموجود الآن في المسجد النبوي الشريف. الروضة الشريفة وإذا ما بلغت سجاداً أخضر اللون مختلفاً عن بقية سجاد الحرم الأحمر، فأنت الآن في أحد أشرف أماكن المسجد، وأفضل بقعة للصلاة فيه، وهي الروضة الشريفة


وقد روي عن الرسول [: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي»، لذا ستجد الروضة هي أكثر الأماكن ازدحاماً في المسجد النبوي الشريف. وتقدر مساحة الروضة بـ330م2، حيث يبلغ طول الروضة 22 متراً وعرضها 15 متراً، وهي جنوب شرق الحرم المدني بجوار باب البقيع والمخصص فقط للخروج، ويحدها من الشرق الحجرة النبوية، ومن المغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب القبلة، ومن الشمال الخط الموازي لنهاية الحجرة النبوية، وقد تم تدعيم جميع أعمدة الروضة الشريفة وكسوتها بالرخام الأبيض الجديد.


زمزم المدينة لا تخلو جنبات المسجد النبوي من ماء زمزم المباركة، الذي يتم نقله في صهاريج مخصوصة من مكة بمعدل 120 طناً يومياً في الأيام العادية، تتضاعف في المواسم لتصل إلى 250 طناً، تحت إشراف إدارة خدمات السقيا بالحرم النبوي. وستجد مياه زمزم في حافظات معقمة ومبردة تنتشر بالحرم المدني، وتصل إلى 7000 حافظة مياه، بالإضافة لصنابير زمزم الموزعة في المسجد النبوي والمرافق المحيطة به، كما تم تخصيص موقع «سبيل زمزم» لتعبئة الجوالين وحافظات المياه الخاصة بالزوار والمصلين. مكتبة الحرم كان بالمسجد النبوي القديم مكتبة ضخمة تضم خزائنها كتباً نفيسة ومصاحف عظيمة، إلا أنها احترقت في حريق رمضان عام 886 هـ، ثم تأسس غيرها عام 1352هـ، وضمت في البداية بعض الكتب التي يعود تاريخ وقفها على المسجد النبوي قبل تاريخ إنشاء المكتبة. وتقع المكتبة حالياً في السطح الغربي للمسجد النبوي، ومدخلها من باب السلم الكهربائي رقم 10، وتفتح أبوابها بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العصر، ثم من المغرب حتى العشاء، ويسمح لجميع زوار المسجد النبوي الشريف بالاستفادة من المكتبة والخدمات المقدمة فيها. وتضم المكتبة قاعات مطالعة للرجال وأخرى للنساء وأخرى للأطفال، وتشمل قسماً للمخطوطات في الدور الثاني من باب عثمان بن عفان ]، وقسماً للصوتيات، وآخر للكتب النادرة، وعدداً من الأقسام الأخرى للبحث والترجمة والإهداء والتبادل والإعارة، والمرئيات، وحتى الملفات الرقمية. دروس العلم وبين الصلوات قد يتمكن الزائر للمسجد النبوي من استقطاع بعض الوقت لحضور دروس العلم الشرعي التي تقام في المسجد طيلة أيام الأسبوع بعد صلوات الفجر والعصر والمغرب، وتقدمها نخبة من العلماء والمشايخ، يبلغ عددهم أربعة عشر مدرساً يزيدون في المواسم إلى الضعف، ويصدر عنهم جدول شهري يضم موضوعات الدروس وزمانها ومواقعها. هواتف التوجيه والإرشاد ومن أبرز إدارات الحرم النبوي إدارة التوجيه والإرشاد، ومهمتها توجيه الزوار وفق الأحكام والآداب الشرعية، ويمكنك لقاء أيٍ من أعضائها في الغرف المخصصة لهم أو التحدث معهم عبر كبائن الهواتف الموزعة بالحرم، فإذا رفعت سماعة منها تواصل معك أحد العلماء على الطرف الآخر؛ ليجيب سؤالك. وتعمل هذه الإدارة على منع حدوث البدع والمخالفات الشرعية، ومتابعة شؤون الأئمة والمؤذنين، والعناية بالخدمات العلمية، وتنظيم الدروس العلمية لأصحاب الفضيلة العلماء، والمحافظة على المصاحف وتوفيرها وتنظيم أماكنها. جيش النظافة أما الجنود المجهولون في الحرم المدني، فهم عمال النظافة الذين ستجد معظمهم من الجاليات الآسيوية، ويتفرقون في جنبات الحرم بمساحاته المتباعدة، ويتضاعف عملهم وعددهم في شهر رمضان. وطرقهم في التنظيف سريعة جداً


وتلفت الانتباه لدرجة أنك إذا رأيت تجمهراً من الزوار فاعلم أنهم يشاهدون فاصلاً تنظيفياً، ولا تستغرق عملية التنظيف سوى دقائق، يقوم العمال بتطويق المكان بحبال بلاستيكية ثم يصب الماء المخلوط بالصابون لتبدأ عملية التنظيف، يتبعها عملية شفط بماكينات جهزت خصيصاً لهذا العمل. 24 ساعة وسيبقى حتى بعد التوسعات الجديدة في عهد الملك عبدالله، أن قراره بإبقاء الحرم المدني مفتوحاً على مدار الأربعة والعشرين ساعة هو الأهم، ما جعل يوم إصداره في الثالث من يوليو عام 2008م يوماً استثنائياً في تاريخ المسجد النبوي، الذي بات اليوم مفتوحة أبوابه أمام زوّراه المتوافدين على مدار الساعة من كل فج عميق.

 المدينة: المسار برس


 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص