خطبة عيد الأضحى المبارك 1431هـ بمصلى العيد بسيئون

خطبة عيد الأضحى المبارك 1431هـ

 بمصلى العيد بسيئون للشيخ / سالم عبود خندور

الخطبة الأولى :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله شأكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر..

الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ويبحان الله بكرة وأصيلا ..

الله أكبر : الواحد القهار الله أكبر : الكبير المتعال  الله أكبر :الملك الجبار مكور الليل عل النهار الله أكبر: فهو الذي عنت له الوجوه الله أكبر : فهو الذي خضعت لكبريائه وعظمته الأرض والسماوات الله أكبر : وهو الحي القيوم الذي دبر أمر الكائنات وهو القادر الذي أبدع صنع الموجودات.

الله أكبر : تزلزل قلاع المارقين وتنسف معاقل المنافقين وتحطم أوكار الفاسقين وتهز جيوش الخائنين .

الله أكبر تقصر بها أعمار القياصرة وترغم بها أنوف الجبابرة.

الحمدلله الذي هدانا للاسلام والايمان  وفضل ديننا على سائى الأديان وهذب أخلاقنا بالقرآن وسنة سيد الأكوان..

والصلاة والسلام على معلم الانس والجان الرحمة المهداة من الرحيم الرحمن وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ومن تبعهم باحسان إلى يوم الحشر وشدة الزحام..

أيها المؤمنون عباد الله :

أتقوا الله واعلموا أننا في يوم عيد يوم عيد الأضحى المبارك يوم الحج الأكبر أعظم أيام العام.. حيث أفاض الحجيج من عرفات ليرموا الجمرة وينحروا الهدي ويحلقوا أو يقصروا ثم يطوفون طواف الافاضة الركن الثاني بعد الوقوف بعرفة انه يوم عظيم يباهي الله بعباده الملائكة ... اللله أكبر الله أكبر.

أحبابي في الله : في أعيادنا نحن المسلمين معان جليلة من أعظمها : المعنى الرباني والمعنى الانساني .. أما المعنى الرباني : أن تبدأ أعيادنا بالصلاة ويزينها التكبير : الله أكبر الله أكبر.

والمعنى الانساني : هو ماشرعه الله في عيد الفطر من زكاة الفطر وفي عيد الأضحى الأضحية وهذه صورة جميلة من صور التكافل الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع المسلم، فليس من اللائق أن يأكل الإنسان ما لذّ وطاب وإلى جواره جائع .. الله أكبر ، الله أكبر ...

أيها المؤمنون الأفاضل :

ومن المعاني العظيمة التي تتجلى في الحج : معنى الوحدة، ومعنى الأخوة، ومعنى المساواة بين المسلمين، بكل صورها وأشكالها الرائعة؛ عربهم وعجمهم، غنيهم وفقيرهم، رئيسهم ومرؤسهم، أبيضهم وأسودهم، وحدة اللباس والهيئة، وحدة الهتاف والوجهة، الكل وقف في صعيد واحد، على عرفات، لا تكاد تميز بينهم، الكل خاشع وخاضع، في وحدة عظيمة فائمة على التقوى . .

قائمة على العدل والاحترام ، هذه هي الصورة العظيمة لهذه الأمة ، هذا هو الإسلام : يرفض كل العصبيات بكل أشكالها وصورها ...

لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقرر قواعد الدين، ويبث مبادءه وأهدافه في أذهان السامعين، وأزال واقتلع جذور الجاهلية وجراثيمها، ومن تلك الجراثيم : العصبيات الجاهلية التي كانت البشرية غارقة في أوحالها، ولاسيما العرب ... تعصّب للجنس، تعصب للون، وتعصب للقبيلة والعشيرة، وتعصب للأرض وللجاه، وفخر بالآباء والأجداد، وبالأحساب والأنساب، وغير ذلك من عصبيات الجاهلية ونتانتها .. الله أكبر ...

فكان مما قاله عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع : (أيها الناس : إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى ... (ان اكرمكم عند الله اتقاكم)

هذه صورة الأمة التي استحقت بها نصر الله وتأييده، وبها تقوى شوكة المسلمين، ويشتد بنيانهم .. الله أكبر .. الله أكبر ..

أيها المؤمنون .. حياكم الله ..

ومن معاني الحج التي تتجلى في عظمتها .. معنى التضحية .. من خلال تضحيات أبينا إبراهيم عليه السلام، فهو أول من ضحى، ضحى بكل شيء في سبيل الله ومن أجل الله، ضحى بنفسه في الله حين ألقي في النار، ضحى بوطنه حين خرج مهاجراً في سبيل الله، ضحى بأهله حين وضعهم بواد غير ذي زرع بأمر الله، ضحى بولده وفلذة كبد الذي طالما انتظره دون تردد؛ استجابة لأمر الله .. سامعاً، مطيعاً، مستسلماً، لرب العالمين ... وكان ذلك امتحاناً صعباً عسيراً .. نجح فيه بصبر وثبات عجيب .. فكان أن جعله الله أسوة للناس، ومعلماً لمن وراءه، فقال تعالى : (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه) ..

فما أحوجنا أن نستفيد من هذا الدرس البليغ، فنحن بحاجة إلى البذل والتضحية من أجل الله عز وجل ...

أيها الأحبة الكرام الأفاضل :

وفي مثل هذا اليوم نزل قول الله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) .. أكمل الله الدين، وأتم علينا النعمة بهذا الإسلام العظيم، الذي أنقذ الله به البشرية، وأخرجها من الظلمات إلى النور والحرية .. هذا الإسلام كرم الله به الإنسان : (ولقد كرمنا بني آدم) وجعله خليفة الله في الأرض : (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) هو الإنسان .. فلابد أن نعي هذا التكريم، ونحرص عليه : بإيمانك واستجابتك لربك ....، لكننا اليوم نرى قيمة الإنسان ومكانته تهدر، وللأسف في بلاد الإسلام .. المسلم لم تعد له تلك المكانة والقيمة التي يريدها الإسلام له .. يقتل المسلم ولا يبالي لقتله أحد، وربما يهان أو تضيع حقوقه، أو تهدر كرامته، ولا يغضب له أحد .. بينما النبي صلى الله عليه وسلم يعد الجيش، ويحرض للحرب حين يتعرض ولو فرد واحد من المسلمين للأذى .. ففي صلح الحديبية، حين أشيع مقتل عثمان رضي الله عنه، الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى قريش، قام النبي صلى الله عليه وسلم يبايع أصحابه على الموت والقتال، تلك البيعة المشهورة، بيعة الرضوان : (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) .. من أجل رجل واحد .. وجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً عرمرماً إلى مؤتة، حين قتل رسوله الذي بعثه إلى الروم .. فكانت موقعة عظيمة هي : موقعة مؤتة .. ويحاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود (بني قينقاع) عن بكرة أبيهم في امرأة مسلمة كشفوا عورتها في سوقهم، فصاحت وا إسلاماه .. والقصة معروفة .. وما قصة تلك المرأة التي انتهكت كرامتها عنا ببعيد .. فتستغيث : وا معتصماه .. فيجهز المعتصم بالله لأجلها الجيش، ويفتح تلك البلاد ..

فالإسلام يُنزل المسلم المنزلة التي تليق به .. فما بالنا اليوم نرى قيمة المسلمين تذوب وترخص، ولا من يغضب لهم، ولا من يسعى لأجلهم، حتى في بلاد الإسلام .. نرى شعباً بأكمله يحاصر ظلماً وعدواناً، ولا من يغضب أو يتكلم أو يسعى لدفع العدوان عنه ..

قيمة المسلم .. حتى في بلاد الإسلام لم تكن كما يريدها الإسلام .. ونحن نشاهد غيرنا قد أعطوا لشعوبهم هذه القيمة والمكانة العظيمة، فيبذلون كل غال، ويركبون كل صعب من أجل أبنائهم ورجالهم .. وما حدث في تشيلي من إنقاذ رهيب لأولئك الذين حوصروا في منجم تحت الأرض (70) يوما، لهو خير شاهد، كم بذلت هذه الدولة لإنقاذ هؤلاء ؟..

هذا ما يدعو له الإسلام أصلاً، هذه أخلاق الإسلام التي يجب أن يكون عليها المسلمون، حكومات وشعوب ، المسلم له قيمة ، فأي ضرر يصيبه : الكل يتجنّد من اجله ، ومن باب اولى الدولة .

ومن القيمة العظيمة التي يجب أن يكون عليها المسلم أن يحيى حياة كريمة عزيزة، فيكون لديه ما يكفيه .. لا يُترك عرضة للفاقة وسؤال الناس .. لابد أن تسد حاجته، أن يعطى ما يكفيه، أن تتاح له فرصة عمل، ويعيش كريماً عزيزاً فوق مستوى الفقر، هكذا فهم المسلمون هذا المعنى، ويسطرها الفاروق رضي الله عنه مدوية وهو يكتب إلى أمرائه على البلاد : (لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تحرموهم حقهم فتكفروهم) إلى أن قال : (إن رجلاً واحداً من المسلمين أحب إلي من مائة ألف دينار) .. الله أكبر .. يا لها من كلمات .. ثم انظروا اليهود وما يفعلون لأجل أسير واحد !! كم يبذلون، كم يسعون ؟ ونحن المسلمين ماذا فعلنا لأسرانا ؟ أكثر من عشرة آلاف في سجن الاحتلال .. من يسعى لأجلهم ؟ من يبذل لتحريرهم وفكاكهم ؟ .. الله أكبر .. الله أكبر ..

أيها الأحبة الأفاضل :

إن أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية تحتاج منا أن ندرس ونراجع ونتمعن في تاريخ أمتنا الإسلامية منذ فجرها الأول .. حيث جاء الإسلام ثورة على الظلم والاستبداد .. لذا حرص الإسلام منذ الوهلة الأولى على ترسيخ قيم العدل والمساواة بين أبناء المجتمع، وهذا أحد المبادئ العظيمة التي لها عظيم الأثر في بناء المجتمع المسلم على أسس سليمة مليئة بالحب والتعاون .. وقد أرسى قواعده رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل الكثير من الأمم والشعوب في الإسلام حينما رأوا عدل الإسلام، وأن الجميع أمام شرع الله سواسية، لا تفريق بينهم بسبب الأصل أوالجنس أو اللون أو الثروة أو الجاه، أو غير ذلك، فقد أعلنها صلى الله عليه وسلم مدوية : (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وحاشاها رضي الله عنها .. بل حذر صلى الله عليه وسلم من التهاون في الحدود وتنفيذها على الضعيف دون القوي، حيث قال : (إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

إخواني :

إن المجتمع الذي يتضمن نظامه العدل يجني في حياته ثمرات عظمية، ومنافع كثيرة، منها الاطمئنان والاستقرار والتحفيز الكبير على الإقبال على العمل والإنتاج ومزاولة الكسب والتجارة، فيترتب على ذلك نماء العمران في البلاد واتساعه، وكثرة الخيرات، وزيادة الأموال والأرزاق .. ولا يخفى أن المال والعمل من أكبر العوامل لتقدم الدول وازدهارها .

بينما في المقابل تكون عواقب الظلم والاعتداء على الأموال وغمط حقوق الناس هي الإحجام والركود عن العمل، والركود عن  الحركة والنشاط، وجمود الاقتصاد، وتأخر العمران، وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية، وهذه الحقيقة التي سجلها ابن خلدون في مقدمته منذ زمن بعيد واستفاد منها الغربيون، وأخذوا بها .. الله أكبر .. الله أكبر ..

جاء الإسلام ثورة على مظاهر العبث بأموال الأمة، والحفاظ عليها من عبث العابثين، ونهب الناهبين .. لذا حرم الإسلام تحريماً شديداً أكل المال الحرام، الخاص والعام، فقال تعالى : (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)، وشدد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال : (كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به)، وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم) أي أن تأخذ بغير وجه حق، بل وشنع على كل من يأخذ شيئاً لم تفرضه له الدولة، ولم يفرضه له صاحب العمل .. وقصة الرجل الذي جمع الزكاة، ثم عاد وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : (هذا لكم .. وهذا أهدي إلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم منكراً عليه : أفلا جلس في بيت ابيه وأمه حتى يهدى إليه ؟) أو كمال قال صلى الله عليه وسلم .

وقصة الرجل الذي قتل في سبيل الله ، فقال الصحابة هنيئاً له الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم : (كلا .. إنه يعذب في النار بسبب شملة غلها من مال المسلمين) من الغنيمة قبل أن يقضى فيها، أو كما قال صلى الله عليه وسلم ...

الله أكبر .. الله أكبر ..

جاء الإسلام ليحارب المحاباة والمحسوبية، وتقديم الأقارب والأصدقاء، وأبناء القبيلة والعشيرة والحزب على حساب الكفاءة والأمانة، ولقد حث الإسلام على تولية أصحاب الكفاءة والأمانة .. ويوم أن تقدم نبي الله يوسف عليه السلام ليتولى خزائن الأرض قدم مؤهلاته (الكفاءة والأمانة) فقال الله عن يوسف : (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) .. وبالعكس لما طلب أبو ذر من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوليه أمراً، قال له : (إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة) .. الله أكبر .. الله أكبر ..

أيها المسلمون .. عباد الله :

إن مثل هذه المواسم جعلها الله محطات لهذه الأمة لتراجع نفسها، وتجدد علاقتها بربها، وتغير من واقعها إلى الأفضل .. وإنما يبدأ التغيير من هذه النفوس، ولكل منا دور في التغيير، كل في مجاله وموقعه وعلى ثغرته، المدير، الموظف، المدرس، الطالب، التاجر، العامل، المزارع .. كل على ثغرة، حينها يغير الله ما بنا إلى أحسن حال : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ..

أيها المسلمون :

إن ما ننشده من إصلاح وتغيير ليس مستحيلاً ولا صعباً، فالمتأمل في التاريخ يجد لذلك شواهد كثيرة.. أنظر أخي في حياة عمر ابن عبدالعزيز الذي تولى أمور المسلمين وقد دب فيها الفساد، وساءت الأحوال إلى حد كبير، فتولى أمور المسلمين ثلاثين شهراً فقط، فيغير ويحدث التغيير الرهيب .. اقرأوا سيرته، ماذا يملك عمر حتى استطاع أن يغير في هذه الفترة الوجيزة ؟ إنه كان يملك شيئاً عظيماً هو إرادة قوية، ونية صادقة، بهما استجلب التوفيق من الله، بل أكبر من ذلك، كما أنه وضع الجوائز لكل من يقدم له نصيحة فيها نفع للمسلمين .. وبدأ في العمل والتصحيح المستمر، وبدأ بنفسه ثم أهله، فكان قدوة للناس في كل شيء، حتى كان له ما أراد، وعادت الحياة أشبه بعصر الراشدين من حيث الصلاح، والرخاء، والرشاد، والأمن، والطمأنينة، وقوة الدولة .. شهد له الأعداء قبل الأصدقاء .. أرأيتم أن التغيير ليس مستحيلاً إذا وجد من يأخذ بأسبابه، والأمة إلى خير إن شاء الله، وما نشاهده من إقبال الناس على الله، وحرصهم على الطاعات ويباركون كل فعل حسن، ويذمون كل فعل قبيح، مما يثلج الصدر ويبشر بالخير.. وإن التغيير آت بإذن الله (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) .. فلا تيأسوا (لا تقنطوا من رحمة الله) ..الله أكبر .. الله أكبر ..

ولي وقفة أخيرة وقصيرة مع الأخوات بعد جلسة الاستراحة ..

قلت ما قد سمعتم واستغفر الله لي ولكم ..

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبي الهدى، وعلى آله وصحبه أهل الصدق والوفاء، ومن تبعهم إلى يوم الحشر والجزاء ..

الله أكبر .. الله أكبر ..

عباد الله .. اتقوا الله حق التقوى ..

وأقف في آخر حديثي مع أخواتنا الفاضلات .. فأقول : إليك يا أيتها الأخت المباركة : الله .. الله .. احرصي كل الحرص على طاعة ربك، وعلى تربية أولادك تربية صحيحة في عصر الفتن، وحافظي على نفسك وشرفك، وقومي بحقوق زوجك وسعادته ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وتعلمي ما ينفعك في دنياك وآخرتك، فطلب العلم فريضة على كل مسلم، واسمعي إلى نبيك يناديك فيقول صلى الله عليه وسلم : (إذا صلت المرأة فرضها، وصامت شهرها، وحفظت نفسها، وأطاعت زوجها، قيل لها يوم القيامة ادخلي الجنة من أي أبوابها شئت) ..

وأخيراً أيها الجمع المبارك .. حق لكم أن تفرحوا، فأنتم في يوم عيد يستحب فيه إظهار الفرح والسرور، فهو من شعائر الله (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) .. أروا الله فرحتكم وبهجتكم، وأدخلوا السرور على أهلكم، وعلى بعضكم البعض، وتزاوروا، وتصافحوا، وأكثروا من ذكر الله، ومن التكبير، وهنئوا بعضكم بعضاً بهذا العيد العظيم ..

ونوجه تهانينا إلى إخواننا الذين حبسهم العذر أو الواجب عن مشاركتنا العيد هذه الساعة، فتهانينا إلى المرابطين في الحراسات، والنوبات ، والمرضى على الأسرّة البيضاء، وكل من قدم خدمة وتيسيراً لاجتماعنا هذا، فهنيئاً لكم ولهم العيد .. وتقبل الله منا ومنكم .. وعيد مبارك .. ولا تنسوا إخوانكم في أرض الرباط، في أرض الأقصى، الذي يدعوكم اليوم للصدقة والبذل والعطاء، ابتغاء مرضاة الله .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص