اخلاقيات الازمات

أيها الأخوة الكرام:

إنَّ مما بيَّنه اللهُ في كتابه وحثَّ عليه رسولُنا صلى الله عليه وسلم في سنتِهِ وهديه.مكارمُ الأخلاق. الأخلاقُ التي هي عنوانُ الفرد المسلم, فمن زاد عليك في الخُلُق زاد عليك في الدِّين, ومن حسَّنَ خُلُقَه أغاضَ أعدائَه,ومن ساءَ خُلُقُه عذَّبَ نفسَه. وإنَّ العبدَ ليبلغ بحسن الخلق عظيمَ درجاتِ الآخرةِ وشرفِ المنازل, وإنه ليبلغُ بسوءِ خُلُقِه أسفلَ درجةٍ في جهنم, وإنما الأمم الأخلاق مابقيت ** فإنهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

وعادةً أيها الأحبةُ ما تكشفُ الأزماتُ عن معدنِ الإنسان نفيسه من خسيسه,ولإنْ كنَّا دائماً مدعوين بالتحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن مساوئها فنحن في الأزمات أشدُ حاجةً إلى هذا التحلي والتخلي.

فتعالوا بنا أيها الأحباب الكرام لنتحدث معكم اليوم عن أخلاقيات الأزمات .

 

 وسنُعرض اليوم في خطبتنا أخلاقٍ أراها مهمةً جداً فيما تشهده بلادُنا هذه الأيام.وقبل أن أبدأَ في الحديثِ عن ذلك أنتقل بحضراتكم سريعاً إلى اليابان فكلكم شاهدتم بل و سمعتم عن الزلزال المدمر في اليابان تبعته موجاتُ المد البحري للسونامي.يقول اليابانيون نقلاً عن وسائلهم إنَّ حصيلةَ قتلتِ الزلزال فاقت الأحدَ عشر ألفاً بينما زاد عدد المفقودين عن ستةَ عشر ألفاً وتشرد مئات الآلاف من منازلهم وقَدَّر البنك الدولي الخسائرَ بخمسٍ وثلاثين ومائتي مليار دولار.لاحظ المراقبون باهتمام أخلاقياتٍ عاليةٍ لكثير من اليابانيين ظهرت في هذه الأزمةِ الشديدةِ جديرٌ بنا أن نستفيد منها طالما دعانا إليها إسلامُنا وإيمانُنا ويدعونا إليها المنطق والعقل, فكان مما قاله المتابعون أن اليابانيين عبروا عن أحزانهم بهدوء وعزةٍ وكرامة نفس فلا هزع ولافزع, وكما ظهر ذلك في الناس ظهر ذلك في وسائل إعلامهم حيث لم تلجأ إلى التهويل ولا إلى التهوين من حجم الكارثة بل كانت التقاريرُ الإعلاميةُ ملتزمةٌ بالهدوءِ والصدقِ والصراحة,لم تنشر أخباراً تزيد من هلع وخوف المواطنين ولم تبث الإشاعات لأهدافٍ خاصة بل قامت بدورها الوطني الجاد في توعيةِ المواطنين,ثم إنك لتقرأ فيهم درساً في الأمانة حيث لم تشهد المناطقَ المنكوبةُ في اليابان أيَّ حوادثٍ للسلبِ والنهبِ أو السطو المسلح أو نهبٍ للمصالح الحكومية, وكنتَ ترى التراحمَ والتعاونَ والتكافلَ بينهم واضحاً في الأزمة فقد كانوا متعاونين في أن يقتاتون جميعاً بحيث تكفي تلك الموادُ للجميع.

لم تشهد اليابان نفادا للسلع في المتاجر ولاارتفاعاً في الأسعار بل على العكس تطوَّع مجموعاتٌ من الشباب لمساعدةِ وإغاثةِ المنكوبين.بادرت بعض المطاعم والمحلات إلى تخفيض أسعارها بل وقدم بعضها الوجبات مجانا للمحتاجين وحرص القادرون في كلِّ منطقةٍ على تفقدِ جيرانِهم وتأمين احتجاجاتهم0

 

أيها الأخوة إسمحوا لي أن أخلُص مما قرأت عليكم من تقاريرِ المراقبين إلى الأخلاق التي أريد أن أبسطها بين أيديكم وما أحوجنا إليها في هذه الظروف من أخلاقيات الأزمات0

 

أولا : ًخُلُق التكافل : أن يتكافل الناس مع بعضهم البعض أن يتساند الناس أن يتآزر الناس أن يتعاون أبناء البناء الواحد والحي الواحد والقرية الواحدة والمدينة الواحدة والبلد الواحد يُعين الغنيُ الفقير ويساعد القوي الضعيف ويتكافل الجار مع جاره ويتعاون الأخ مع أخيه.

 

والتكافل الإجتماعي أيها الأخوة مطلوب في كل وقتٍ في الإسلام لكنه في الأزمات تظهر حاجتُه أكثر قال صلى الله عليه وسلم (من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لاظهر له ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لازادله قال الراوي وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصناف المال ماذكر حتى ظننا أو رأينا أنه لاحق لأحدٍ منَّا في فضل.قال الله تعالى{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً*الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً} فمن التكافل في هذه الأيامِ أيها الأخوة أن لايصرف صاحبَ عمل عمَّاله لأنه لايجد حركةً في عمله ولعل صاحبُ العمل إذا شاطرهم المال الذي يأتيه يكون خيراً له ولهم.يُديرُ تاجرٌ ورشةً يعمل عنده ثلاثةٌ وعشرون عاملاً توقف عمله لمدة شهرٍ كاملٍ دون أيٍ إيراد فما كان منه إلاَّ أن قام بتسريح جميع العمال وأبقى إثنين فقط رجاه العمال أن يُبقيهم مقابل أجرة تسدُّ بها رمقه وأهله فأبى صاحب العمل.أمَا كان الأجدر بصاحبِ العمل أن يعينهم وأن يتكافل معهم وأن يتنازل عن بعض الأرباح زمناً أو أن ينفق من مدخراته في الأزمات تقرباً إلى الله تعالى وكسباً لولاء هؤلاء العمال طيلةَ حياتهم,قال تعالى{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ*فَكُّ رَقَبَةٍ*أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ*يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ*أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ*ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ*أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَ اليمن أنهم أهلُ تكافلٍ وتعاونٍ بل وإيثار فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الأشعريين إذا أرملوا أوقلَّ قوت عيالهم بالمدينة جمعوا ماكان عندهم في ثوبٍ واحد ثم اقتسموه بينهم في إناءٍ واحدٍ بالسوية فهم مني وأنا منهم)رواه البخاري ومسلم, فيا أخي عش بروح التكافل والتعاون وتحسس من بجوارك لتحضى بالإنتماء لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم, وبالمقابل يتبرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من جارٍ لم يتحسس جاره ولايعيش روح التكافل فقال صلى الله عليه وسلم (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع)وقال تعالى{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}فتعاونوا وتكافلوا وتآزروا.

 

أماالخلق الثاني : التثبت : وأعني به التثبتُ من الأخبارٍ ونقلِها, فكم من خبر ألقى الرعب في قلوب الناس, وكم من خبر ألقى الراحة والسكينة في قلوبهم,وإن الإشاعاتْ موجودةٌ دائماً ولكنها تكثر في الأزمات, فالعاقل اللبيب الأديب هو الذي يتثبَّتُ من الخبر الذي يسمعه من أي جهةٍ سمعه, ولاينقل من الأخبار إلاَّ ما صحَّ وحسُنَ نقلُه, إذا أردتَ أن تنقلَ خبراً لابد من أمرين أن يكون الخبر صحيحاً أي تأكدتَ أنتَ من صحته والأمر الثاني أن يكون مفيداً أما إذا كان ضاراً نقله أوكان غير صحيح فلايجوز نقله قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}وقال صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء إثماً أن يُحدثَ بكل ماسمع) قال المناوي في شرح هذا الحديث أي إذا لم يتثبت فقد وقع في الإثم لأنه يسمع عادةً الصدق والكذب وقال صلى الله عليه وسلم (بئس مطيةُ الرجُلٍ زعمُه) أي سمعتُ الناس هكذا يقولون, وقال في عون المعبود في شرح الحديث, المقصود أن الإخبار بخبر بناه على الشك أو التخمين دون الجزم واليقين قبيحٌ وقال تعالى{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}أما عقوبةُ من يُنقلُ الإشاعاتِ والكذبِ يبينه صلى الله عليه وسلم بقوله (رأيتُ رجلاً مستلقٍ لقفاه  وإذا آخر قائم عليه بكلُّوبٍ من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثلما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصبح ذلك الجانب كما كان, ثم يعود عليه فيفعل مثلما فعل المرةَ الأولى, قال:قلتُ سبحان الله ماهذان؟فقيل لي هذا الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبةَ تبلغ الآفاق) فالحذر الحذر من بث الإشاعات والكذب لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ومواقع الإنترنت وخصوصاً الفيس بوك.والله يقول وقوله الحق المبين0 فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }بارك الله لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:-

 أما بعد:عباد الله: اتقوا الله تعالى، وتمسكوا بمحاسن الأعمال ومكارم الأخلاق.

 

أيها المؤمنون:

ومن أخلاقيات الأزمةٍ الإبتعادُ عن الغدر لأن الغدرَ كبيرةٌ من الكبائر كما ذكر ذلك الإمام الذهبي والهيتمي وقال الله تعالى {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ } وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لكل غادر لواء عند أسته يوم القيامة)رواه مسلم وأعظم غدرٍ غدر الحاكم لشعبه فعن أبي سعيد مرفوعاً قال صلى الله عليه وسلم (لكل غادرٍ لواءً يوم القيامة يُرفع له بقدر غدْره ألا ولاغادرٍ أعظم من أمير عامة)رواه مسلم.ونص الإمام مالك رحمه الله أنَّ القاتل غدراً اغتيالاً يُقتل ولو عفا عنه أولياء الدم لأن القتل غدراً واغتيالاً فيه حق للأمة كلِّها. ولعلَّ قرار القبائل بهدر دم سفاح اليمن مأخوذٌ من هذا الرأي.ذكرت كتب السير أن شاباً قتل أبا أحد الناس ثم ثبت عليه القتل وارادوا أن يُقيموا عليه الحد فقال إهملوني أذهب إلى عيالي وأودعهم ثم آتي.فقال القاضي من يضمن هذا فقال أبو ذر أنا أضمنه فقال إن لم يَحضر تُقتل بدلاً منه قال نعم فانصرف القاتل وبعد مضي ثلاثة أيام وجاء موعد إقامة الحد بعد غروب الشمس لم يأت الرجل وحانت ساعة الصفر فأقبل القاتل مسرعاً فقيل له لمَ أتيتَ وقد فررت من القتل فقال:كرهتُ أن يُقال ذهب الوفاء من الناس,فقيل للضامن كيف لم تعرفه وتضمنه فقال:كرهتُ أن يقال ذهب المعروف من الناس ,فقال أولياء الدم ونحن عفونا عنه حتى لايقال كرهنا أن يقال ذهب العفو من الناس.وجاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قتل معاهداً فعليه لعنة الله والناس أجمعين) فكيف بمن يغدر بمسلم فقد حلت له اللعنات والطرد من رحمته ,وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) رواه البخاري ومسلم.ومن الأخلاقيات التي تظهر جلياً في الأزمات التلونُ والتقلبُ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاًقال قال صلى الله عليه وسلم (تجد من شرار الناس يوم القيامة منزلة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)رواه البخاري ومسلم ومعنى شرار الناس أي من أسوئهم خُلُقاً وأكثرهم فساداً.وذو الوجهين هو المنافق الذي يتخذ مواقف مختلفة ويتلون حسب المصلحة الخاصة.ولخطر ذو الوجهين على الأمة يفضحه الله يوم القيامة بأن يبعثه الله بلسانين قال صلى الله عليه وسلم (أن ذي الوجهين يأتي يوم القيامة بلسانين من نار).وليحذر ختاماً الجميع في هذه الأزمة التي نعيشها ممن يسعى لإشعال الفتن والحروب الأهلية ونقول لأمثال هؤلاء إنكم ستأتون بذنوب هذه الفتن على رقابكم قال تعالى {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ}وقال تعالى{لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ}وقال النبي صلى الله عليه وسلم (مامن نفْسٍ تُقتلْ ظلماً إلاَّ كان على ابن آدم كِفلٌ منها لأنه أول من سنَّ القتل) رواه البخاري ومسلم فإلى الذين يشعلون الفتن نقول ستتحملون نتائجها وثمارها وعارها وخزيها , ونقول لكل مسلم لاتترك فرصةً ولا مجالاً لهؤلاء فيجب عليك أن تسعى في إخماد الفتن قال تعالى{كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}وقال صلى الله عليه وسلم (إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر فطوبى لمن جعله الله مفتاح خير مغلاق شر وويل لمن جعله الله مفتاح شر مغلاق خير) فكن يا أخي مفتاح خير لامفتاح شر .اللهم اقبلنا في سلك الداعين المخلصين لدينك.

 

وصلوا وسلموا

 

 

* الشيخ / منير بامحيمود : خطبة الجمعة بساحة التغيير بسيئون 1 رجب 1432هـ الموافق 3 يونيو2011م

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص