محافظنا.. شرعيٌ في الصباح، جمهوريٌ في الظهر، حراكيٌ بالليل....!

كتب : منصور باوادي 

نحاول جاهدين أن نفك شفرة المحافظ بن بريك، حتى نرسو وإياه على بر، لكن الرجل لا يبدو أن لديه براً.

لو عرضنا تصرفات السيد بن بريك على نصوص الشريعة من الكتاب والسنة، لأغضبت النتيجة محبيه ومتابعه، ولهذا سنتخطى هذا الجانب تغليبا لجانب الستر.

أنا لا أتصور أن مسؤولا كبيرا في درجة محافظ يتصرف بهذه الغرابة مع علمه أن الناس تعرف جيدا ما يفعله وتسمع ما يقوله.

قبل بضعة أيام كنت مع أحد الإخوة الذين وصلوا من حضرموت وذكر أنه التقى بالمحافظ وقال له: أنا أعرف ما يقوله الناس عني، ولكن دعهم يقولون ما يشاؤون فأنا لا أبالي بهم.

إذا كان هذا تفكير الرجل الأول في حضرموت، وهذه نظرته لمقولة الناس عنه، فنحن أمام مشكلة حقيقية، بمعنى أننا أمام شخصية مضطربة لا تبالي ولا تشعر ولا تحس، وكأن محافظنا يعيش حالة انعزال تام عن محيطه، ويعمل ويقول ما يحلو له، ضاربا بالشارع عرض الحائط.

بل الأمر يعظم ويكبر حينما يكون وجهاء القوم وكبراءهم؛ غير مراعين للعرف وقبل ذلك للشرع، وأن إصرارهم على بعض الأخطاء، استنقاص لهم واستهجان.

لقد ساءنا أن تظهر شخصية بحجم بن بريك في وضعية غير مستقرة ومهتزة في ثقتها بنفسها ينتابها الخوف ومحاولة استرضاء كل طرف يستضيفه بخطاب يتماشى مع توجه.

لو كان السيد المحافظ حراكيا وأعلن حراكيته صراحة، وأنه يتبنى هذا التوجه ويدافع عنه في كل مكان، لاحترمنا وجهة نظره ورأيه، وإن اختلفنا معه.

لكن أن يلجأ بن بريك لهذا الأسلوب الذي أقل ما أقول فيه أنه أسلوب رخيص جدا، فهذا عيب وتقليل في شخصه، فما الذي يدفعه بأن يتقمص شخصية ذي الوجهين، ويحرص عليها دونما خجل أو حياء؟

ما الذي سيجنيه بن بريك من التخفي خلف شخصية هزلية غير جادة ليس لها رأي واضح ولا وجهة نظر بينة ولا قرار مستقل ولا ثقة في النفس كبيرة؟ لماذا يصر أن يكون الشقراء التي تركض مع الخيل كلما فُتح باب الاسطبل؟

في تصوري لم يمر على حضرموت محافظ مثل بن بريك، في اهتزاز ثقته، وتأرجحه بين المواقف والاتجاهات، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، في الصباح موافق وفي المساء معارض، وفجأة يكون حليفا وما يلبث أن يصير عدوا، وعليه فهو لا يرقى لقيادة حضرموت وهو بهذه الشخصية المهزوزة التي تهتز مباشرة عند أدنى حدث عابر في الساحة.

أتمنى من بن بريك أن يكون واضحا وشجاعا في آراءه ومواقفه، فهو الحاكم ولا يوجد ما يحمله على التناقض أبدا، ولهذا كان من الآثام الكبيرة أن يكذب الحاكم، لأن السلطات كلها بيده وبالتالي فلا يوجد الدافع الذي يحمله على الكذب.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص