حضرموت اليوم / سيئون / سعيد بن زيلع

دائماً ما نلاحظ الأطر أو الاتحادات الرياضية تتنافس فيما بينها على كل ما هو جميل ومبدع داخل إطار النظم واللوائح والأعراف الرياضية وبما يخدم التطور الحقيقي للألعاب الرياضية نفسها : لا لخدمة النشاط الغثائي الشكلي , إلاّ أن بعض الاتحادات مصرة على عكس ذلك تماما بل تذهب إلى تسيير أمور اتحاداتها : (بالعواطف والمحسوبية والتوازنات الغير مقبولة وبالدكتاتورية تارة وبالحرص الشديد على تقاسم الأشراف على المباريات بين أعضاء ذلك الاتحاد عكس ما هو موجود في الاتحادات الأخرى) .

 وان دلت هذه الأمور على شيئ فإنما تدل على ضعف الحس الفني في المجال الرياضي واللامبالاة وعدم احترام المسئولية لدى هذه القيادات .

إن المتتبع للكرة الطائرة يرى أن اتحادها يتمسك بفلسفات غريبة والغريب أن هناك سكوت غير عادى من قبل الجهات ذات العلاقة ولعل هناك مصالح أخرى لا يفهمها الآخرون وراء رغبتها في بقاء رئيس هذا الاتحاد فترات قادمة , ولعل آخر مهازل هذا الاتحاد هي قراراته وعقوباته الأخيرة بشان ما حصل في مباريتي (أهلي الحديدة وشعلة عدن  وسيئون وشباب القطن ) ولو تمعنا في هذه القرارات لوجدناها تحمل فلسفة غريبة بالفعل لا معني لها ولم تحقق الأهداف الحقيقية من وراء هذه العقوبات .

ــ نقول جميلة هذه العقوبات التي اتخذت ضد فريق أهلي الحديدة جرا رفض لاعبيه دخول المباراة واستهتارهم بأنظمة المسابقات ولوائحها , ولكن من الواجب أن لا تخدم هذه العقوبات فرق بعينها ..

أي ما معنى أن تعدل نتيجة مباراة فقط من مباريات أهلي الحديدة التي قد لعبها ولعل هذا توازن غير مقبول منطقياً ، وكان من المفروض أن تعدل جميع المباريات لهذا النادي بطريقة واحدة لتتحصل بقية الأندية على نصيبها أي سيخسر هذا الفريق جميع مبارياته في الدوري كعقوبة له لأنه جعل مشاكله المالية شماعة لعدم خوضه هذه المباراة ، أو بالإمكان إعطاء له فرصة أخرى من خلال إلزامه بخوض المباراة بعد 48 ساعة بلاعبين آخرين طالما أنه سجل أكثر من 12 لاعب واحتساب ذلك الظرف أمراً طارئاً كما حصل لفريق عرفان مع إتحاد سيئون مع تحمله نفقات فريق الشعلة الإضافية . 

ــ وجميل أيضا أن تصدر العقوبات على الأندية التي يتسبب جمهورها في إثارة الشغب والفوضى والسلوكيات المنافية للآداب والنظم الرياضية ، ولكن الأهم أن تصدر ضد كل من يفعل ذلك وان تكون عادلة ومنطلقة من جوهر اللوائح والأعراف الرياضية وان تخدم سير تطوير اللعبة نفسها مثلما هو الحال في بقية الاتحادات الأخرى .. لا لخدمة العواطف والمحسوبية و .... و .....   .

ــ إن ما اتخذه اتحاد الطائرة من عقوبات ضد ناديي (سيئون وشباب القطن) جراء الشغب الذي حدث بعد المباراة كانت غير عادلة لان هناك فرق بين الذي تصدر منه مرة وبين الذي صدرت منه هذه السلوكيات مراراً وتكراراً وفي ملاعب عدة بل وجهت له نفس الإنذارات وصدرت ضده نفس العقوبات سابقاً وتضررت واشتكت منه عدة أندية ، ووجهت له أيضاً رسالة شديدة اللهجة من مدير الشباب والرياضة بالمنطقة فهل يستوي هذا وذاك ؟! ولكن كلمة حق يجب أن تقال .. إن طائرة القطن استحقت وبجدارة زعامة طائرة وادي حضرموت المتميزة على مستوى اليمن وقد خلقت طائرة سيئون المدرسة الأم لطائرة الوادي والمحافظة , ولكن مشكلة طائرة القطن هو جمهورها الذي يثير استغراب الجميع ويفقدها حلاوتها ويسيء إليها أحيانا ورغم هذا إلاّ ان إدارة هذا النادي تفاخر بهذا الجمهور وتعترف رسميا بعدم قدرتها على إخماد هذه التعصبات والانفعالات الغير طبيعية , ومن باب الإنصاف نقول إن قرار تحويل مباراة القطن الهامة هذه إلى صنعاء هو بمثابة (كلمة حق يراد بها باطل ؟!) لان المشكلة تكمن في جمهور القطن , فلماذا لا تجرى هذه المباراة ومباريات أخرى قادمة بدون جمهور بالقطن كعقوبة مباشرة لذلك الجمهور حتى يشعر بالحسرة المرة , الأمر الذي قد يؤنبه من فعل هذه الأمور مستقبلا وبهذه فقد أصبنا الهدف الجوهري من العقوبة , أما بهذه الطريقة وفي هذه المرحلة من الدوري فلعل هذا يذكرنا بتبعات سيناريو ما حصل  في مباريتي (سيئون وشعب صنعاء – وهلال الحديدة وشعب إب لكرة القدم) ولربما يفسر أن وراء هذه العقوبات خوفاً شديداً على الدرع الثاني من أن يذهب إلى وادي حضرموت ويترك العواصم الكبيرة ذات الإمكانيات والمكانة الكبيرة أيضا أليس كذلك؟؟

كل ما نتمناه أن تسير الأمور داخل هذا الاتحاد كبقية الاتحادات الأخرى بعيدا عن المحسوبية والمهازل العشوائية عند تقييم الأمور ؟.