حضرموت اليوم / المكلا / صلاح العماري

هل تعلم يا معالي وزير الشباب والرياضة معمر الارياني لماذا ترك محافظ حضرموت خالد سعيد الديني محافظته الكبيرة والمترامية الأطراف في ظل هذه الظروف الاستثنائية .. وظهور أزمة تلو أخرى تارة في الغاز واخرى الديزل ومصاعب سياسية أخرى ليتوجه الى صنعاء ويقضي بها أياماً ويلتقي بها وزراء ومعنيين في بعض الوزارات ومن بينهم معاليك ؟

المحافظ يا معالي الوزير جاء لصنعاء واجتهد للقاء بك شخصياً لأن ملف الشباب والرياضة في حضرموت شائك ومزعج .. ملف هذا القطاع متشعب ويفتقر لأبسط المقومات .

الشباب في حضرموت يا معالي الوزير لا يطالبون بإستاد مثل سانتياجو برنابيو  .. ولا استاد الملك فهد .. ولا استاد المريسي ..

الشباب فقط في محافظة مثل حضرموت بتاريخها وارثها الثقافي والحضاري وثرواتها الاقتصادية يطالبون فقط بملعب معشّب .

هل تصدّق ذلك يا معالي الوزير ؟

نحن في القرن الحادي والعشرين وفي مطلع العام 2012م  وشبابنا يحلمون بملعب معشب .. ملعب يشعرون فيه بأنهم يلعبون كرة .. يشعرون فيه بأنهم رياضيون مثل شباب بقية المحافظات .. ومثل الناس .

شباب حضرموت يا معالي الوزير التي نشر أهلها الاسلام في دول العالم وبنوا اقتصاد دول مجاورة ومن أرضها يموّل اكثر من 80% من اقتصاد الوطن .. هؤلاء الشباب يلعبون في أراضٍ لا تصلح حتى لسباق الهجن .

نحن نملك يا معالي الوزير ملعب في المكلا اسمه ( بارادم ) وفي الشحر اسمه ( الشاحت ) وفي غيل باوزير اسمه ( بن سلمان ) وفي سيئون اسمه ( جواس ) كلها ملاعب شكلياً يطلق عليها  افتراضاً اسم ( ملعب ) أما اذا دخلتها فلن تجد معاليك سوى حفنه من التراب المرصوع أو قل المدكوك الذي تتطاير زخاته كلما تصادمت الأقدام أو رفس أحد اللاعبين الكرة .

نقول ( رفس )  يا معالي الوزير .. لأننا بصراحة لا نشاهد كرة قدم .. لا نشاهد لعب رياضة .. نحن نرى رفساً وعكاً..  كثير منه بسبب أرضية الملاعب السيئة الرديئة.

يا معالي الوزير ..  وزارة الشباب والرياضة ممثلة في صندوق النشئ شيّدت واعتمدت مشاريع استادات رياضية وملاعب في محافظات صغيرة ..

ولم تكتف بذلك بل اعتمدت لبعض المحافظات الثانوية أكثر من استاد .. ومنحت العديد من الأندية حافلات .. وتجاهلت حضرموت وملاعبها وأنديتها .

اذا كنت تعرف السبب يا معالي الوزير قل لنا  .. فنّد لنا الأمور .. وضّحها لنا .. فربّما تعرف أنت ما لا نعرفه .. أو ربما فهمنا نحن قاصراً ولا نجيد فهم الأمور .. قل لنا أرجوك .. هل لا نعرف السير على  الحبال .. أم فنون اللعبة  ..أم مد اليد من تحت الطاولة ؟

بالله عليك يا معالي الوزير  .. دلّنا بس .. فربما تعلم ما لا نعلمه.

هل نصدّق ما يدور في الشارع من أننا ربما خارج اللعبة .. أو أن الأمور متعمّدة تجاه حضرموت !

اذا كنت تجيب بلا فأثبت لنا ذلك يا معالي الوزير !

ما يزال في الحبل لفّه كما يُقال .. سنترك التكهنات وسنستبشر خيراً في حديث وكيل الوزارة عبدالله بهيان بأن ملعب بارادم سيحسم أمره قريباً وسيحضر الخبير لفرش الملعب في القريب العاجل .

انتظرنا الكثير .. وما نزال ننتظر واذا غاب القمر فان الدنيا ستُصبح حينها ظالمة سوداء .. وعندها يا معالي الوزير سنضطر لأن نصدّق تلك الاشاعات .

أنت يا معالي الوزير شاب .. وأكيد أنك تعلم معاناة الشباب .. ومن حمل ملف حضرموت الرياضي اليك شاب مثلك أيضاً وهو خالد الديني .. والاثنان لا تتجاوزان الأربعين عاماً .. فهل نرجو ونشهد منك ومنه ما لم نشهده في عهد كبار السن من الوزراء والمحافظين ؟