ربنا الطف بنا فيما جرت به المقادير ..
2015-11-01 23:21:18
:

ما تتعرض له السواحل الشرقية لبلادنا وبالأخص محافظاتنا الحبيبة حضرموت وسقطرى والمهرة وشبوة أمرٌ إلهيٌ وقدرٌ نسأل الله أن يجعل فيه اللطف والرحمة بعباده الضعفاء فليس لنا حولٌ ولا قوة إلّا به سبحانه ..

واتخاذ الاجراءات الممكنة الكفيلة بحفظ الأنفس والممتلكات وتقليل الخسائر فيهما ما أمكن واجبٌ شرعي ووطني وإنساني .. فبلادنا ومنها محافظاتنا ليست على الإطلاق مهيئة لمثل هكذا حالات سواء في بنيتها التحتية أو قدراتها وإمكانياتها البشرية والمادية .. وليس الوقت اليوم مناسب للتلاوم والتشاكي والتباكي ..

فمع كل ذلك لا بديل ولا واجب اليوم أوجب من تظافر وتكاتف جهود الجميع سلطات ومنظمات وجمعيات ومكونات وفرق وأفراد في كافة القطاعات للإسهام بما أمكن وتقديم المستطاع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ..

كل الجهود المبذولة اليوم من الجميع مشكورة ومحل تقدير .. والأولويّة القصوى في هذه الساعات هي للإخلاء وإبعاد الناس عن مواقع الخطر كالسواحل وبطون وضفاف الأودية ومجاري السيول .. ولا شيء اليوم أغلى من حياة المواطنين والحفاظ عليها وكل ما عداها يمكن تعويضه .. فلتنصب جهودنا جميعاً نحو ذلك حتى تنجلي هذه الغمّة بسلام بإذن الله ..

وفي ذات الوقت لابد من أن نستمر جميعاً في المساعي القائمة للاستعداد لهذا الطارئ الجلل من تجهيز مراكز ومواقع الإيواء وإزالة العوائق في مجاري الأودية والتوزيع الجيد للامكانات البشرية والمادية التي يمكن توفيرها على المربعات التي تم تقسيم المناطق على أساسها .. يستمر كل هذا مترافقاً مع التواصل الفعّال مع الجهات العليا وكذا مع الأطراف الاقليمية الفاعلة لتقديم كافة اشكال المساعدة لتجاوز هذا الأمر بإذن الله ..

بوركت السواعد التي ما كلت ولا ملت .. ولا زالت تخلط الليل بالنهار في كل المواقع تؤدي واجبها الديني والوطني والإنساني .. وعسى ربنا أن يصرف عنّا هذا البلاء .. فهو على ذلك قدير .. وأن يلطف بالبلاد والعباد فهو أعلم بحالنا وضعفنا .. إنه سبحانه هو اللطيف الخبير ..

حفظ الله حضرموت واهلها وكافة إخواننا في جميع المحافظات وسلطنة عمان ..

بقلم : د. عادل باحميد
محافظ حضرموت 

//ads
إقرأ أيضاً