مشكلة عمرها عشر أعوام .. فك عقدتها الوكيل عصام !
2015-11-10 13:28:23
:

            يعرف القاصي والداني أن مدرسة النهضة أنشئت كمدرسة أهلية في 1339 هـ - 1920م وكانت تمثل صرحاً تعليمياً رائداً آنذاك ، وقد تخرج فيها الكثير من الكوادر الحضرمية ، وكان يديرها ويدرّس بها رجال أكْفَاء من مختلف شرائح المجتمع أمثال الأديب والشاعر/ علي أحمد با كثير ، والسيد/ محمد بن شيخ المساوى ، والعلامة السيد/ عبد القادر بن سالم الروش ، والأستاذ السيد/ أحمد محمد بن صافي ، والأستاذ السيد/ علي عقيل بن يحيى ، ثم الشخصية التربوية النادرة الأديب الشاعر/ عمر عبد الرحمن السقاف " الكاتلي "، كما أعطيت نظارتها للشيخ/ عبد الرحمن أحمد باكثير ، رحمهم الله جميعا وجزاهم الله عنا خير الجزاء .     

       وفي سبعينيات القرن الماضي وأثناء سياسة التأميم حولت تلك المدرسة - كغيرها من المدارس الأهلية - إلى مدرسة حكومية ، ولمدرسة النهضة أراضي وقف تم استرجاع بعضها ، بالتعاون مع التربية كالحوش الواقع شرق مستشفى سيئون - مقر المليشيا سابقاً - الذي تم تسليمه بعد عام 1994 م لنظارة المدرسة وبني عليه ثانوية النهضة وهي معطاءة إلى اليوم ، أما بقية أراضيها فلم تستطع إسترجاعها كونها بني عليها مساكن في منذ تلك الفترة رغم أن النظارة تحصلت على أحكام قضائية بذلك .

مدرسة النهضة بسيئون       أما مدرسة النهضة القديمة " الأم " الواقعة بحي الحوطة بسيئون فقد بقت كمدرسة حكومية - صباحاً للطلاب ومساءً للبنات - وخلال العشرين سنة الماضية تقوم النظارة بصيانتها بين الحين والآخر ، كما بذلت النظارة جهوداً خلال السنوات القريبة الماضية لعودتها لأحضان النظارة بل وللمعالجة طرحت النظارة فكرة بناء مدرسة تكون خاصة للبنات بنفس الحي لتخفيف الازدحام على المدارس الأخرى ، ولتوفير جو دراسي مناسب ، ولضمان توفير دراسة صباحاً للبنات ، وبالفعل تبنت النظارة بناء تلك المدرسة في 2005 م وقد ساعد في تشطيبها وتأثيثها الصندوق الاجتماعي والتي تبعد عن المدرسة القديمة جنوباً بـحوالي (100 متر) لغرض تسليمها للتربية مقابل استلام النظارة المدرسة القديمة لإعادة بنائها ، ولكن لم يتم تسليم المدرسة القديمة .

      جدير ذكره أن تلك المدرسة القديمة هي الوحيدة على مستوى المديرية وربما على مستوى الوادي التي تعمل على فترتين - صباحاً للأولاد ومساءً للبنات - الأمر الذي يقلق أهالي الحي كون بناتهم يأتين إلى بيوتهن في وقت متأخر من النهار ، وعليه قام بعض الخيرين من أبناء الحي بجمع توقيعات مواطني الحي للمطالبة بحل المشكلة التي تؤرقهم ولكن لم تتم أي معالجة ..

هذه المشكلة طال أمدها ، وكثرت صراعاتها وتعقيداتها .. وتعددت حلولها ، بل وأحكامها القضائية ، وأن ضحاياها طلاب هذا الحي وطالباته خاصة ، حيث لا توجد مدرسة تعمل صباحاً ومساءً إلاّ مدرستهم  .

      كما أن بعض الخيرين من أبناء الحي هم الآخرون بذلوا جهوداً في ذلك المضمار وعلى رأسهم ممثل الحي بالمجلس المحلي " السابق " الأخ/ بشير يسلم بشير الذي بدأ جهوده  في 19 /1 / 2001 م ، حيث قدم المقترحات إلى الجهات ذات العلاقة لحل هذه المعضلة ، ولعل آخر تلك الجهود وبمساعدة ممثل الحي الحالي بالمجلس المحلي الأخ/ علي جمعان باطاهر وعاقل الحي الأخ / صالح رجب باصبيع وبعض الخيرين بالحي والمتمثلة بتوفير البديل للمدرسة من خلال شراء بيتٍ كبيرٍ بالحي ذي مساحة واسعة مؤهلاً لقيام مدرسة عليه ، وتم تشكيل لجنة بشأن هذا الخصوص وبالفعل قامت اللجنة بالتواصل مع أصحاب ذلك البيت وبعد أن تم مسح الموقع ووضع الخريطة له تم التواصل مع المجلس المحلي الذي أبدى موافقته المبدئية في المساهمة لشراء البيت وبناء المدرسة عليه ولكن الأزمة الأخيرة التي عصفت بالبلد حالت دون تحقيق ذلك الأمر ، كما تواصلت اللجنة مع بعض المحسنين وبعض الهيئات المحلية والخارجية للمساهمة في عملية الشراء ، وهي أيضاً تطالب كل الخيرين بمد يد العون للمساهمة في إنشاء هذا المشروع .. يتمنى أهالي حي الحوطة أن ينجح هذا المشروع الذي سيوفر مبنى مدرسي مناسباً في وسط الحي بالإمكان أن يستفاد منه لأكثر من مدرسة أساسية وثانوية.

      كما قدمت النظارة مقترحات للحل ، وتمت أيضاً بين الطرفين عدة اتفاقيات ولكنها تنتهي بعدم توقيع الوكيل والمحافظ ، بل وحصلت النظارة على حكم من المحكمة العليا ولكن دون تنفيذ .

      واليوم وبعد الجلوس مع الطرفين من قبل وكيل محافظ حضرموت لشئون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ/ عصام حبريش الكثيري وبعد أن تفهم الأمر وجه بحل هذه المشكلة التي ناهز عمرها العشرة أعوام عندها ُفكت عقدتها على يد ذلك الوكيل الذي وجّه بأن يتم الاتفاق كالتالي :

- تسليم المدرسة القديمة للنظارة على أساس تكون مدرسة أساسية أهلية .

- تستلم التربية المدرسة الجديدة بعد أن قامت النظارة بتقسيمها نصفين بحيث تكون الدراسة صباحاً للطلاب والطالبات ، على أن تبقى بحوزة التربية لمدة ( 15 ) سنه .. وبالفعل تم التوقيع صباح يوم  الاثنين 2 /11/2015 م  وقضي الأمر .   

      ومعلوم أيضاً أن  الوكيل بن حبريش دق وبقوة على ( أوتار ) لم يقدر عليها ممن سبقوه ، وطالما أن ذلك الوكيل لا يحمل ثقافات ممن كان قبله ، لذا يعلق عليه أبناء الوادي آمالاً كبيرة في حل الكثير من القضايا العالقة كقضية: أراضي شحوح بن عبدات و... الخ - وتحريك الملفات التي تلكأ عنها السابقون - وإيقاف عبث العابثين - وكذا محاسبة الذين يسعون في الأرض فساداً ولاسيما الذين يشار إليهم بالبنان !! - ومساعدة الجهات الأمنية في تنفيذ مهامها وإعادة هيبتها .. وكم تمنى أبناء وادي حضرموت أمثال هؤلاء المسئولين ولاسيما في المرحلة القادمة للنظر في همومهم وحل قضاياهم ، وحفاظاً على خصائصهم الحضرمية الطيبة .. وستسقط بإذن الله نظرية (( كل مسئول يبدأ متحمساً .. ولكنه يغيّر لاحقاً !! )) .

بقلم الاستاذ : سعيد جمعان بن زيلع

//ads
إقرأ أيضاً