ماذا حصل .. بعدما ُكشف ما يدور بداخل دهاليز التربية !! 
2015-12-01 16:54:50
:

حضرموت اليوم / سيئون / سعيد جمعان بن زيلع :
عندما تلامس الكلمة هموم الناس ومعاناتهم دونما شك ستلقى اهتماماً وتفاعلاً وهذا أمرٌ طبيعي ... بعد نشر المقال الذي كشف ما يدور داخل دهاليز التربية والتعليم الذي لقي ترحيباً واسعاً وتفاعلاً كبيراً من شرق الوادي إلى غربه، وشاطرني الناس الرأي، إذ تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقروبات عدة بشكل ملفت، بل وتواصل معي بعض الناس سواءٌ معلمون أو مواطنون أو حتى شخصيات من فئة ربما لم يتوقع لمواطن منها هذا التأييد، والكل عبر عن امتنانه وفرحته بهذا المقال الذي أثلج صدورهم كونه في الصميم كما قيل لي، والذي قلما تتناول مثله الأقلام المتخصصة، ولم يمر يوماً إلاّ وأجد من يثني على المقال، بل قال لي من يعمل بالتربية: ( إن الذي تكلمت عنه والله لا يساوي عشر ما يحصل .. السؤال هنا لماذا كل هذا التفاعل الشعبي الكبير، وهنا محور القضية لمن يريد أن يفهم !! . 
بالمقابل هناك قلة جداً من هم داخل العمل التربوي أو خارجه انتقدوا هذا المقال وقالوا لا يحق للكاتب أن يخوض في مثل هذه الأمور، ومنهم من أعطى التربية الحق في تقديم بلاغ لدى الجهات القضائية ضد الكاتب .. والخلاصة كلٍ له دوافعه، وأنا - كاتب المقال - أطلب فقط أن ينكر هؤلاء المسئولون هذه الأمور، وبعدما ُكشفت الخبايا برزت بالتربية أمور توحي بالندم ومحاولة لإصلاح الخطأ .. لكنه بعد خراب ما لطا كما يقال !! . 
1- استدعى مدير التربية بمديرية سيئون المعلمين المنقطعين عن العمل، ويقول هؤلاء المعلمون إن انقطاعهم هذا هو وسيلة ضغط على التربية بسبب رفض الأخيرة نقلهم إلى مدينتهم بعد انقضاء سنوات عديدة على إبعادهم عنها . 
جميل جداً، بل وواجب أن يتم معاقبة كل من ينقطع عن العمل .. ولكن الأجمل والواجب أيضاً أن يتم استدعاء كل المنقطعين لأنهم أيضاً مخالفون أليس كذلك ؟!! .. وعودتهم لممارسة أعمالهم ولاسيما الذين هم محسوبون على سلك التدريس وهم في بيوتهم جالسون .. أو في أعمالهم الخاصة منشغلون .. والأقربون منهم خاصة والمحبون !! وكما يقال (( إن فساد السمكة يبدأ من الرأس !! )) كما أن هناك من يتساءل: هل مدارس تلك المنطقة المحولين إليها المعلمين هي سجن وعقاب لكل من يخالف ؟ وهل بوجودهم بها سيبتعد أولئك المعلمون عن أخطائهم ؟ .. ألا توجد عقوبة أخرى كالخصم بعد الإنذار المتكرر مثلاً ؟ .. لماذا التهرب من التعامل مع قضية المتفرغين والمنقطعين للمصالح الخاصة، بل هناك استمرار في التحويل إلى الأماكن " المريحة " حتى بعدما انكشفت هذه الأمور للناس .. هل هناك توجيهات مثلاً باستمرارها من قبل كبار تلك منظومة تحت شعار ( الموالون والأقربون أولى بالتفريغ والجلوس بالبيت ؟! .. لماذا التباطؤ في حسم مسألة ( مدرس الوكالة )؟ ولماذا لا تتم المعاقبة المباشرة لمن يأتي بمدرس بديلاّ عنه وتوبيخ المتغاضي طالما أنكم أصدرتم قراراً بهذا الشأن ؟ 
2- نرى هذه الأيام استنفاراً غريباً داخل التربية ونزولات مكثفة إلى المدارس غير مسبوقة، بل هناك مدارس لم يزرها أي مسئول تربوي إلاّ هذه الأيام .. وإذا الهموم والمشاكل ُتوبعت .. وإذا ببعض الطلبات نفذت .. وإذا التعاملات مع إدارات المدارس تحسنت !، اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال!! 
3- محاولة التربية معالجة أوضاع المدارس المتضررة بهذه النقلة ولاسيما التي تم نقل مديرها إلى مكان ( مريح لحاجة في ....!! ) بحلول ترقيعية ومعالجات مهدئة كالعادة، وفي يوم الأحد 22 /11/ 2015 م، وبعد الاتفاق مع التربية والوعود القوية، والتي على ضوئها بدأت إدارة المدرسة ترتّب لعملية نقل طالبات الصف الأول لصفين جديدين إلى المبنى الجديد تخفيفاً من كثافة طالبات الصفوف الذي بلغ عدد بعض صفوفها إلى ما يقارب المائة طالبة أو أكثر، فإذا بالمقاول المنفذ للمبنى المدرسي الجديد يحضر ويرفض فكرة استخدام صفين من المدرسة الجديدة ويربط ذلك باستلام بقية مستحقاته ثم استلام المبنى، ثم يقفل صفوف المدرسة وذهبت معالجات التربية ووعودها في مهب الريح، الأمر الذي جعل إدارة المدرسة تلغي المختبر وبعض مكاتب المعلمات لتوفير صفوف لحل المشكلة، وما هذه الأمور إلاّ مهزلة تضاف إلى مهازل التربية .
4- طالما أن أهداف النقلة التي تكلمنا عنها - دوافعها مشكوك فيها - إذن فتبعاتها حتماً ستكون سيئة داخل تلك المدارس التي مستها النقلة، برزت ممارسات من قبل بعض الذين اتت بهم تلك النقلة، تعاملات وكأنها تنفيذاً لأوامر، ولم يحصل لأحد أن تعامل بمثلها، ولعل أصحابها يعتقدون بأنهم بها سيثبتون ويفرضون شخصياتهم وكأنهم غير واثقين في قدراتهم، وربما لا يدري هؤلاء أن العمل التربوي غير !! . 
أما أقدم ثانوية بالوادي، فحالها لا يسر، لماذا لم يتم التخطيط السليم لبناء ثانويات بهذه المدينة في الوقت المناسب - مثلما عملت التربية بتريم - و لو تابعت ظروف هذه الثانوية خلال السنوات الأخيرة الماضية، ستجد أنها ضحية هذه التصرفات ابتداءً من أخذ أفضل معلميها للثانوية النموذجية .. ومروراً بالوعود المتكررة لتقديم لها الأفضل .. وحتى النقلة الأخيرة التي جعلتها في حالة لا تحسد عليها . 
ولما انكشف غير المتوقع تم النزول إليها واجتمعوا بمديرها الجديد ( بطريقة سريّة للغاية ) ربما لرفع معنوية مديرها الجديد بعدما شعروا بأن هناك عدم ارتياح بما يدور داخل تلك الثانوية، وكذا ظهور فجوة بين المجلس المدرسي والإدارة لأول مرة مما عكس نفسه على أداء العمل .. صدامات مع المعلمين بما فيهم القدامى وفرض عليهم أمور كأنهم حديثو عهد بالتدريس .. مخاطبتهم بعبارات غير لائقة .. انفراد بالرأي وتجاوزات وتداخلات في عمل المدير في أمور تخص المجلس المدرسي .. كل هذه الأمور لم تحصل قبل هذه النقلة ، بل وقللت من شخصية ذلك المدير ( الضحية )، الذي لا يفهم ما يدور داخل المدرسة، وكأنه فقط يريد تنفيذ من عيّنه ، وجيء به نكاية إلى هذه الثانوية، ولننظر إلى من كان يدير ذلك الصرح العلمي الكبير في الفترة السابقة حينها ستتبيّن لنا الأمور ( ورحم الله أمرئ .... ) الأمر الذي جعل المعلمين يطالبون بتدخل المجلس المدرسي ليقوم بواجبه كعادته في السابق، وبدلاً من أن يبادر المدير لعقد الاجتماع ويثبت حسن النية لحل تلك المشاكل العالقة، فإذا هو يتلكأ عن عقد هذا الاجتماع . 
وحسب اللائحة المدرسية وقع أكثر من نص أعضاء المجلس لطلب عقد الاجتماع ولكنهم تفاجئوا بعدم موافقة المدير لعقده، ووسط تعنت المدير حصلت مصادمات كلامية مع المدير بمساندة من صاحب التدخلات من جهة، وبين بعض المعلمين والوكلاء القدامى من جهة أخرى، كما رفع معلمو أولى مشاكلهم ومعاناتهم إلى المدير التي برزت بعد مجيئة، ووعد بحلها مع مدير التربية وأعطى نفسه مهلة أسبوع، بعدها تفاجئوا بهذا الرد (( هذا الي عندي وإن ما حد عجبه يروح .. وكأن لسان حاله يردد : جيء بي لأنفذ ما تريده التربية وأغطي سلبياتها ))، وفي ظل هذا التعنت والتسلط والتهرب من المعالجة عبر الأطر المتبعة - والممثلة بالمجلس المدرسي - قام وكيل أولى بتقديم استقالته وامتنع معلمو أولى دخول الحصص بعد استراحة يوم الأحد 29/11/2015م ولسان حالهم يردد ( ثورة ثورة يا مدير !!) وفي اليوم التالي امتنع المعلمون عن دخول الصفوف نهائياً كما تضامن معهم وكيلا أولى وامتنعا من تسيير العمل فاضطر سعادة المدير إلى الجلوس مع المعلمين ووعدهم بحل قضاياهم، ومعلوم أن هناك دفعة جديدة من المعلمين المتعاقدين - كمكرمة من الهلال الأحمر للتربية - سيتم توزيعهم خلال هذه الأيام !! .
وبما أن تلك النقلة تحصيل حاصل، فشلت في أول أيامها في بعض المدارس ومن تم تعيينه تم استبداله بآخر من داخل المدرسة والأسباب مضحكة يعرفها أصحاب التربية أنفسهم وأبناء المدينة ! .. لماذا لا تسأل التربية نفسها يوماّ ولو مرة ما هي أسباب عزوف المؤهلين للإدارات المدرسية عن هذه المهام - وهنا مربط الفرس - ؟! .. نتمنى أن تسير الأمور بهذه الثانوية وغيرها من المدارس بالشكل الصحيح، وأن ُتعالج القضايا عبر القنوات المتفق عليها بعيداً عن سياسة التسلط التي يصر عليها بعض من هم محسوبين على التربية . 
من سيبعد هذه الممارسات غير المسئولة، ويعود الأمور إلى نصابها ويضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ؟!، ولعلنا نتذكر قبل سنوات أن أحد مسئولي الوادي والصحراء قام بإصدار توجيهات بتغييرات داخل المدارس، لما رأى تلكؤ الجهات ذات العلاقة عما يدور داخل هذا الصرح العظيم، وبالفعل نفذت . 
ونشم هذه الأيام رائحة إصلاحات، حيث أثبتت الحكومة وجودها ( وهذا عكس ما تبجح مدير التربية ) وسمعنا أن هناك توجياً من وكيل الوادي والصحراء للإدارات العامة لطلب أسماء المتفرغين أو المنقطعين عن أعمالهم، ولاشك أن مثل هذه الأوامر ستحد على أقل تقدير من هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الحضرمي وستقلق الكثير وتحرجهم وستزحزحهم ! . 
يأمل الجميع أن يصلح الله البلاد والعباد، ولاسيما وبوادر الخير بدأت تلوح في الأفق، وعجلة التغيير بالوادي بدأت في الدوران، اللهم احفظ البلد وحضرموت خاصة ..أ هـ .. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بعنوان : ( وما خفي داخل التربية كان أعظم !! ) .

//ads
إقرأ أيضاً