في رسالة لقوات النخبة : اللواء الحضرمي "بامرضاح" يستعرض كيف استهدفت الجبهة القومية جيش البادية ...
2016-08-24 09:49:54
:

حضرموت اليوم / محمد محفوظ صالح بن سميدع

اللواء سالم محمد سالم بامرضاح الخمعي السيباني اللواء سالم محمد سالم بامرضاح الخمعي السيباني

اللواء سالم محمد سالم بامرضاح الخمعي السيباني أحدى القمات العسكرية الحضرمية البارزة وهو وأحد من ضباط جيش البادية الحضرمي (الجيش الحافي) السابق إلتحق مبكراَ بالخدمة العسكرية وتدرج في الرتب والمناصب العسكرية حتى وصل إلى قائداً لسلاح المصفحات في الجيش البدوي، والذي يعد الأقوى في حينه وقائداً لكتيبة .

خاض العديد من المعارك وتعرض لكثير من المواقف الصعبة تم تسريحة من الخدمة العسكرية ضمن كوكبة من الضباط الحضارم في الجيش البدوي الغير مرغوب فيهم وهم في ريعان الشباب ولديهم الكثير مما يقدمونه لوطنهم .

بعد أن كان قائدا لأحدى الكتائب العسكرية أصبح بعد تسريحة قائدا لسيارته الايسوزو (لوري) لغرض توفير لقمة العيش الشريفة لأسرته وهذه ضمن مكاسب الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني التي استلمت السلطة في حضرموت بعد 17سبتمبر 1967م التي اسهمت في افراغ الجيش البدوي من كوادره الوطنية الحضرمية . وهاكم حصيلة ما قاله.التحقت بالخدمة العسكرية في جيش البادية الحضرمي في 22/8/1950م عندما كان قائد الجيش القائد الأردني نائف في معسكر ثومة بديس المكلا وبعد أن أنهيت مرحلة التدريب كان أول حكم لي في مركز خبر لقموش وهي الحدود الغربية لما كان يعرف بـالمحميات الغربية وفي عام 1953م كان العبر المركز الثاني له في الحكم ويروي أنهم كانوا يقنصون .إلى نواحي الشرورة والوديعة والتي أغلب سكانها من قبائل الصيعر وهي آخر حدود تابعة لحضرموت مع السعودية . وكان أول مراكز للجيش البادية قد انشى في منطقة يدمه ثم مولى مطر ثم الجحي وقعوضة وعساكر و مصينوم والعبر .

وأردف عندما التحقت بجيش البادية كنت ( أمي) لا أجيد القراءة والكتابة تلقيت تعليمي الأول وأنا عسكري في صفوف الجيش وبعده تم إرسالي من قبل قيادات الجيش البدوي إلى المدرسة الحربية بالمكلا والتي كان قائدها القائد عمر باشامي .

وكنا نتلقى دروس في القضاء والقوانين العامة ودراسة اللغة الإنجليزية والعلوم العسكرية والشرطوية وكانت المدرسة الحربية بمثابة (الكلية الحربية) ومدة الدراسة فيها سنة، كان من رفاقي في الدراسة صالح بن سلعان الجابري والقرزي وبن طالب وغيرهم وبعد التخرج في عام 1957م عينت نائب لقائد سلاح المصفحات وكان القائد يومها يوسف الكثيري وبعد أن تم تعيين يوسف الكثيري نائب للمستشار توليت قيادة المصفحات لفترة من الزمن ثم تم تعيين أحمد برجف العكبري قائد لسلاح المصفحات وتحولت أنا إلى قائد كتيبة مشاة .

ويقول القائد بامرضاح شاركت في معركة المدحر قائدا لأحد المصفحات وكنت في مقدمة القوة وكانت الحملة بقيادة القائد احمد عبدالله اليزيدي وعند وصولنا مدخل وادي المدحر أشار بامرضاح عليهم بعدم الدخول إلى بطن الوادي لكونه خنيق وتوجد آثار اقدام وبقايا نار توحي بأن هناك من كان يتواجد قبل وصولهم ولكن لم يعمل برأيه ودخلت القوة ووقعت الكارثة ..

وعن انتشار جيش البادية في مناطق حضرموت يقول القائد بامرضاح في بداية الستينيات كنت قائد سرية في منطقة ثمود وتتشكل السرية من ثلاث فئات فئة في ثمود وفئة في سناو وفئة حبروت والأخيرة على حدود عمان وكان يفصل بيننا وبين القوات العمانية وادي حبروت وكنا نشاهد العمانيين عبر الوادي ولم يحدث أي خلاف بيننا وبينهم .

وعن تواجد جيش البادية في تلك المنطقة يقول ارتبطنا بعلاقة وثيقة بقبائل المهرة خاصة بيت زعير وحراوز فقد كانت تلك القبائل متعاونة مع الجيش وكان يحظى بتقدير تلك القبائل المهرية وقبائل آل كثير الرواشد عندما كنا متمركزين في حبروت وسناو وثمود .وكان يتواجد في الجيش البدوي مجموعة من أبناء المهرة ومنهم كرامة وعبدالله وعمر بن عاشور وبركات بن العوضي من ضباط جيش البادية الحضرمي حتى تم تشكيل الجيش المهري بقيادة كرامة بن عاشور وبركات بن العوضي .

في سبتمبر 1967م كنت متواجد في ثمود وكنت مطلع على أخبار المكلا بواسطة عامل اللاسلكي ومستجدات الأحداث وحرصاً مني على الحفاظ على سرايا الجيش التي تحت أمرتي وتحسباً لما قد يحدث اتصلت بقيادة الجيش البدوي في المكلا القائد حسين مسلم المنهالي أركان الجيش وطلبت منه أن الموافقة على سحب القوة المتواجدة في حبروت والقوة المتواجدة في سناو وتجميعها في منطقة ثمود وبدوره نقل طلبي إلى قائد الجيش القائد سالم عمر الجوهي وبعدها جاءت موافقة القيادة على طلبي بتجميع القوة كلها في ثمود تحركت إلى حبروت وهناك التقيت مع الشيخ /علي بن حزيز واتفقت معه أن اسلمه المركز واعطيته بعض من المواد الغذائية وستمائة طلقة من الرصاص مقابل أن يقوم بحماية المركز والحفاظ على الأمن وسحبت القوة وتحركت مباشرة إلى سناو وقابلت الشيخ / بن دفينه الكثيري واعطيته مواد غذائية (الراشن) واربعمائة طلقة من الرصاص مقابل حماية المركز والحفاظ على الأمن وتحركت إلى مركز ثمود وتم تجميع القوة كلها في مركز ثمود للحفاظ عليها وسلامتها من أي طارئ قد يحدث في حالت سقوط المكلا بيد الجبهة القومي.

ويواصل بامرضاح حديثه قائلا وبعد سقوط المكلا بيد ثوار الجبهة القومية تجمعت قبائل المناهيل في حشد كبير قوامه حوالي ثلاثمائة رجال يطالبون بتسليم المركز لهم ورفضت تسليمه إلى الشيخ /عيضة بن حريز بن طناف المنهالي شيخ المناهيل لنه المركز الوحيد المتبقي لنا في المنطقة وبعد التواصل مع أركان الجيش في المكلا القائد حسين مسلم المنهالي ، والدي بدوره طلب الحديث حضور الشيخ بن طناف المنهالي وسته آخرين من شيوخ المناهيل وتحدث معاهم واقنعهم ثم طلب الشيخ بن طناف مني ورقة وقلم كتب برقية تأييد ومباركة للحكم الجديد وبقينا في مركز ثمود وبعد أيام وصل إلى مركز ثمود وفد من الجبهة القومية وهم عبدالقادر باكثير وشخص آخر يدعى التومة لإقناع البادية بتأييد النظام الجديد ومعهم بعض الجنود من جيش البادية .

بعد استلام الجبهة القومية للسلطة في حضرموت بحوالي شهر تم استدعاء القائد سالم عمر الجوهي قائد جيش البادية الحضرمي والقائد حسين المنهالي أركان جيش البادية إلى قصر 14اكتوبر للاجتماع مع قيادة الجبهة القومية وهناك تم أخبارهم بأنه تم احالتهم إلى التقاعد ووضعهم تحت الإقامة الجبرية وتعيين قيادة جديدة بدلا عنهم .

وبعد أيام وصلت الى المكلا وكان هناك لقاء جمع عدد من ضباط جيش البادية مع الوفد القادم من عدن برئاسة عبدالباري قاسم تم طرح قضية القائد الجوهي والقائد المنهالي وتحدثت أنا في الاجتماع وأخبرتهم بأن هذا القرار خطاء كبير في حق القائدين كونهم يتمتعون بالسمعة الحسنة والخبرة العسكرية وبالإمكان الاستفادة منهم ولو كان توجد لديهم نوايا سيئة تجاهكم لما كان سلموكم السلطة وهذا الكلام كان أحد اسباب تسريحنا فيما بعد .

ويواصل بامرضاح حديثة ويقول بعد الاجتماع المذكور تم نقلي إلى مدينة عتق قائدا للكتيبة (12) التابعة للواء ثلاثين (جيش البادية الحضرمي) سابقا بقيادة القائد باقروان بعد حرب القارة السوداء وصل إلى مدينة عتق وزير الدفاع محمد صالح العولقي لزيارة عتق والتقى مع بعض قيادات اللواء (30) لحل بعض الاشكالات معنا وكنت أنا على خلاف مع احد القيادات العسكرية من اليمن الجنوبي وعلى ما أعتقد أن خلافنا وصل الى وزير الدفاع العولقي وعند مغادرته مطار عتق عائدا إلى عدن أخبرني وزير الدفاع العولقي أنه يجب تحويلي من عتق وعلي أن اختار المكان الذي أرغب فيه واخترت أنا منطقة العبر .

وبعد يومين وصلت برقية من وزارة الدفاع بنقلي أنا وكتيبتي إلى العبر ونقل كتيبة القائد علي باهبري من العبر إلى عتق وبالفعل تم النقل والاستلام والتسليم وخلال تواجدي في منطقة العبر جاءتني أخبار من منطقة الوديعة تفيد بأن مجموعة غير عسكرية يقودها أمير من غير آل سعود وصلت إلى الوديعة ونزلت هناك ورفعت العلم السعودي وبدوري انا استدعيت فرد من قبيلة الصيعر وكلفته بأن يقوم بالاستطلاع وكشف قواتهم ومعرفة نواياهم وبالفعل ذهب إليهم ومكث عندهم ثلاثة أيام وعاد وقال أنهم ليس مقاتلين وليس لديهم نوايا عدوانية غير أنهم أخبروه أنهم في حالة أن تعرضوا لأي عمل عسكري من القوات الموجودة في العبر فأنهم لديهم قوات متواجدة في نجران بكامل عدتها من دبابات ومدافع مدعومة بغطاء جوي سوف تتحرك لنجدتهم ، وانا بدوري كتبت تقرير مفصل عن ما حدث وارسلته للوزارة الدفاع في عدن وبعد يومين وصلت برقية من الوزارة تطلب مني التحرك إلى عتق حالا وغدا في الساعة السابعة صباحا سوف تنقلني طائرة عسكرية من مطار عتق إلى عدن وتحركت إلى عتق ومن عتق إلى عدن وفور وصولي مطار عدن نقلتني سيارة من المطار إلى وزارة الدفاع مباشرة وفي وزارة الدفاع استقبلني وزير الدفاع يومها وناقش معي التقرير الذي أرسلته وطلب مني الحضور غداً إلى مبنى الوزارة وحضور الاجتماع.

في اليوم الثاني حضرت إلى وزارة الدفاع وكان الاجتماع في مكتب الوزير العولقي وكان من الحاضرين في الاجتماع عبدالله عشيش الكازمي قائد الجيش ومحمد صالح العولقي وزير الدفاع ومحمد علي هيثم وزير الداخلية وعلي عنتر وتم مناقشة التقرير الدي قدمته عن الوضع المستحدث في الوديعة وطلب مني الوزير العولقي ورئيس الأركان رأيي حول إمكانية خوض دخول في حرب معاهم واخبرتهم بأنه ليس هناك تكافؤ بيننا وبين السعودية حيث أننا لا نمتلك إلا مدفع واحد هون ولا توجد معنا غير طائرة حربية مقاتلة واحدة وأكثر أوقاتها خارج الجاهزية وبما أنه لا يوجد تكافؤ في العتاد فإن الحرب تصبح عبث وخاسرة وعلينا البحث عن حلول أخرى اتفق جميع الحضور مع طرحته غير أن علي عنتر الذي ضرب بيده على الطاولة وهو منفعل ويبرطم ويشتم بالفاض غير مقبولة (................) واعذرني عن ذكرها وانسحب من الاجتماع بعد اشعلها في الاجتماع طلب وزير الدفاع العولقي مني العودة إلى كتيبتي في العبر وسوف يتم الرد علي وبالفعل عدت إلى العبر وبعد اسبوعين جاءت برقية من عدن يطلبون مني تسليم كتيبتي إلى حسن القطيبي وتحويلي إلى الحبيلين وتم التسليم وغادرت العبر إلى المكلا وجلست في المكلا فترة اسبوع ثم ذهبت إلى عدن وفي عدن التقيت مع قائد لواء الحبيلين وهو كازمي وذهبنا إلى الحبيلين وهناك وجدت العديد من المشاكل والفوضى وانقسامات في داخل الكتيبة نفسها وتتحكم فيها المناطقية فقررت العودة لكن رئيس الأركان وقائد الجيش حاول اقناعي بالبقاء ولكن لم ينجح في اقناعي لأنني لم اتعود على التعامل مع الفوضى والانقسامات والهمجية ولا اعرف غير التعامل مع الضبط والربط العسكري وهذا ما تربينا عليه طوال خدمتنا العسكرية والتقيت وزير الدفاع في مكتبة وحاول اقناعي واعتذرت له فرد علي قائلا خلاص ياسالم وقدها هي قلت نعم وقدها هي وانصرفت .

وفي اليوم الثاني عدت إلى مكتب وزير الدفاع لكي أخذ رسالة نقلي إلى حضرموت فقيل لي أنه غير موجود وبدل أن يترك لي رسالة نقل إلى حضرموت فوجئت برسالة تفيد بتسريحي من الخدمة العسكرية مع مجموعة من زملائي الضباط في جيش البادية الحضرمي وهم باضلاع وسعيد الجمحي وسالم عبود المرشدي ويسلم باحفص المحمدي وجميعنا برتبة رائد واحالتنا للتقاعد وذلك للصالح العام بحسب ما جاء في رسالة التسريح . للعلم أن جميع الذين تم تسريحهم لازالوا قادرين على العطاء وخدمة بلادهم .وفي ختام حديثنا سألت القائد بامرضاح عن ما يشعر به وهو يشاهد قوات النخبة الحضرمية تحرر المكلا وتنتشر في ربوع حضرموت رد قائلا اشعر بالفخر وأنا اشاهد هؤلاء الشباب الحضرمي وهم يتسابقون من أجل نيل شرف الدفاع عن حضرموت ونحيي قوات النخبة الحضرمية ونأمل أن يكون جيش وطني حضرمي قوي ونأمل منهم الحفاظ على تماسكهم وأحسست أنهم جزءاً من الجيش الحضرمي البدوي السابق وعلى قيادتهم الرشيدة خصوصا القائد البحسني ورفاقه أن يحافظوا على تعاملهم الطيب مع المواطنين وأن يتمسكوا بالضبط والربط العسكري وأملي كبير فيهم أن لا يضيعوا هذه الفرصة التاريخية التي أعادت لحضرموت وجهها المشرق في هذه الكوكبة المباركة وأنني على ثقة بأن المستقبل يبشر بالخير في حضرموت انشاء الله تعالى .

إلى هنا انتهى حديث الوالد القائد سالم محمد بامرضاح .وفي ختام هذا اللقاء استودعت الوالد بامرضاح وفي النفس غصة لعدم الاستفادة من خبرة هؤلاء الرجال . متعه الله بالصحة والعافية . وأملي أن نتعلم ونستفيد من اخطاء الماضي

//ads
إقرأ أيضاً