حضرموت اليوم / وكالة سبأ : -

أكد مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بوادي وصحراء حضرموت مراد صبيح على أهمية دور خطباء المساجد والمرشدين والدعاة في إشاعة ثقافة التعايش والتصالح وتوعية المجتمع وتبصيره بالمخاطر والتحديات والإختلالات كافة .

وأشار إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع الحرص والالتزام على إجماع كلمة الأمة ووحدة صفها وتعزيز روح التعاون والتكافل والتآخي والسلام بين أفراد المجتمع . منوها إلى أن المكتب يعتزم تنظيم " ملتقى رحماء بينهم " لمناقشة آداب الخلاف ودور المرأة في الخطاب الإرشادي الديني .

و شدد صبيح خلال اجتماع لمجموعة من الدعاة والوعاظ والمرشدين بمديرية سيئون إلى ضرورة أن يرسخ الخطاب الديني قيم التناصح والرحمة والدعوة إلى الاعتدال والوسطية وتجنيب إثارة الخلافات والنزعات الضيقة وكل ما يدعو إلى الضغينة والتعصب والعنف.

مبينا أن اللقاء يأتي لإيجاد آلية لتفعيل الدور الإرشادي وأداء الرسالة الدعوية في الواقع ومعالجة هموم تلامس واقع الشباب والمجتمع و ترتيب نزولات على مدارس التربية و التعليم و معسكرات الأمن والأندية الشبابية والرياضية يتكفل المكتب بالتنسيق مع الجهات الرسمية المستهدفة والتي أبدت ترحيبا بالفكرة وكذا توفير مواصلات للدعاة والمرشدين .

وحثت مداخلات الدعاة والخطباء إلى الاستمرار في إقامة مثل هذه الملتقيات وخصوصا في المرحلة الراهنة التي تتطلب خطاب ديني موحد بعيد عن التعصب ونبذ العنف والتطرف .

واقترح اللقاء تكليف جهات الاختصاص تكوين فريق يضم مجموعة من الدعاة والتربويين يعمل على إعداد تصور لبرنامج توعوي يستهدف طلاب المدارس والشباب على أن يواكب مرحلة تكنولوجيا الاتصال الحديثة كونها الوسيلة المنتشرة والمحببة للفئة المستهدفة إضافة إلى خلق تكامل وتنسيق بين إدارات الحلقات القرآنية المسجديه والمدارس لتحصين الشباب من دعوات الفرقة والتشرذم و التطرف والإرهاب فضلا عن غرس مفاهيم تربوية تعزز الولاء والحب للوطن .

و حذر اللقاء من بعض عوامل و معاول الهدم التي تجر الشباب والفتيات إلى بعض السلوكيات الخاطئة والتي تبث بصورة غير مباشرة وتتطور يوما بعد يوم ويصبح المجتمع مخدرا بها بعد أن قدمت له بشكل جذاب .

كما تتطرق اللقاء إلى آلية الاستفادة من وسائل الإعلام المتنوعة في تقديم خطاب إعلامي متزن يعمل على ترابط النسيج الاجتماعي وتماسكه والحفاظ عليه من الأفكار الدخيلة عليه حديثا .

واستعرض اللقاء عددا من وسائل التربية التي كان الأجداد في الفترة الماضية يجتهدوا في إكسابها لأبنائهم في الحي والمنطقة الواحد على أسس النصيحة سواء في الشارع أو البيت أو المسجد ومن منطلق " عفه ، حرفه ، قناعه " وكذا مجالسة ومخالطة العلماء والوعاظ لعامة الناس وتبادل الأفكار والآراء في معالجة عدد من القضايا التربوية .

و طالب المجتمعون بميثاق شرف دعوي يجنب المنابر من القضايا الخلافية لقطع الطريق على المتربصين بالأمة في استغلال الدعاة وإبعادهم من قضايا تهم المجتمع في دينهم ودنياهم ، مشيرين إلى أن ترك الوعاظ والمرشدين في حركة خلاف مستمر يساعد معاول الهدم في بث سموم الفرقة والعنف واستغلال بطالة الشباب نحو أعمال لن تضر منطقة بعينها بل تمتد لأجزاء كبيرة من الوطن .

واختتم اللقاء بدعوة الخطباء إلى نشر الدعوة إلى التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع في ظل ما تفرزه الأزمة التي تمر بها البلاد من ضيق في المعيشة و عدم قدرة بعض الأسر على توفير المتطلبات المعيشية الضرورية .