لماذا نشط المجلس الإنتقالي الجنوبي مؤخراً ؟..تحليل...
2017-10-28 05:18:19
:
حضرموت اليوم / تحليل : سوف أحاول هنا أن أفسر لماذا نشط المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخراً . وهل هذا التحرك له علاقة من قريب أوبعيد بما يرفعه من شعارات انفصالية؟ حسب اعتقادي بأن المجلس منذ تأسيسه ليس من مهامه ولا من أغراض انشائه أن يطلع بمهمة فصل الجنوب. بل هو مجرد أداه لأطراف حريصة جداً على وحدة أراضي اليمن وإنما جئ بالمجلس لغرضين أساسيين. أولهما سحب البساط عن القيادات التقليدية للحراك الجنوبي والتي لها ارتباطات بجهات دولية أخرى لا ترضى عنها دول التحالف ولا الشرعية اليمنية أو بعض القيادات الإنفصالية الصادقة والتي لايمكن أن تعمل إلا لهدف الإنفصال فقط ولن تخدم ضمن أي أجندة سياسية لأطراف، أخرى سواء يمنية أو غير يمنية . الغرض الثاني هو أن بعض الأطراف أرادت أن تستثمر المزاج الجنوبي الانفصالي وتضع له إطاراً ناظماً متناغماً مع توجهاتها وقادرة على التحكم فيه. وذلك لجعل منه عصا يتم التلويح بها من وقت لآخر لغرض سياسي أو آخر في وجه طرف سياسي آخر. ما تم ذكره سلفاً يمثل تعريفاً مقتضباً للمجلس الانتقالي وتفسيراً موجزاً لحقيقته. دعونا نفهم لماذا هذا التحرك الأخير للمجلس وبكل هذا الزخم الكبير. ولماذا هذه الجولة الجنوبية لعيدروس وفريق مجلسه؟. لا يخفى على أي متابع بسيط أن ثمة تجاذبات لأطراف سياسية تدور رحاها على رقعة الجنوب تحديداً . حتى من تلك الجهات التي تصنف على أنها متحالفة في مواجهة الإنقلابيين. هذه الأطراف يطفوا خلافها على السطح من وقت لآخر حول من يمتلك القدرة على التحكم بأرض الجنوب من عدن وحتى المهرة. وحتى لا نضل في الحديث عن العموميات سوف أحاول هنا أن أتطرق لواحدة من مظاهر ذلكم التجاذب وما علاقته بالتحرك الطارئ والكبير للمجلس الانتقالي مؤخراً. دعونا نرجع للورى عدة أسابيع أو لنقل كم شهر وتحديداً منذ شهدت ارض الجنوب حضوراً لافتاً لرئس حكومة الشرعية الدكتور أحمد عبيد بن دغر حيث جاب أرض الجنوب وهو يصدح بصوت اليمن عالياً قوياً مجلجاً دون مواربة ولا خجل. في ظاهرة نادرة لم تشهدها الجنوب منذ اندلاع حراكه الجنوبي. وتزامن ذلك مع احتفالات كبيره شهدتها عدة محافظات جنوبية إحياء لذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة. وتحدث بن دغر بكل شجاعة وقوة أمام الجماهير بأن لا خيار ألا خيار اليمن الواحد الاتحادي. ثم هتف من داخل ارض المهرة قائلاً : بالروح بالدم نفديك يايمن. وكان يناشد الجميع أن يرفعوا بها أصواتهم. وحذر من مغبة التفريط في أهداف ثورة سبتمبر ومن وسط مدينة المكلا قال : حذاري حذاري حذاري أن تفرطوا في مبادئ وأهداف ثورة سبتمبر. الأدهى من ذلك والأمر لدى بعض الأطراف أن الشارع الجنوبي بشكل عام تلقى تصريحات وتحركات رئس حكومة الشرعية بن دغر بكل روح رياضية وبكل راحبة صدر. وهذا ما أعطى مؤشراً بل مؤشرات تبين بأن مزاج الشعب في الجنوب بدأ يتغير نوعاً ما وأنه بات متفهماً لأطروحات وتوجهات حكومة الشرعية وتوجهات رئيس الدولة عبدربه منصور هادي. هذا الأمر رفع منسوب الشعور بالخطر لدى أطراف أخرى لا تريد لشرعية هادي أن يكون لها قبول على أرض الجنوب وهذه الأطراف ترى بأن الجنوب وقضيته يجب أن يضلا ورقة رابحة وعصا غليضة تمسك هي وحدها بها ودون أن يشاركها فيه أحد خصوصاً الرئيس هادي. لهذا أوعزت هذه الأطراف لعيدروس وفريق مجلسه الانتقالي أن يسرعوا في التحرك ويمسحوا كل خطوات رئيس وزراء حكومة الشرعية وأن يستعيدوا زمام المبادرة في الجنوب قبل فوات الأوان وضياع الشارع وتفلته من بين يديهم. وعندما أدركوا مقدار حالة الإحباط واليأس الذي بدأ يتسرب إلى نفوس الجنوبيين تجاه دعوات الإنفصال أشعلوا وسائل التواصل عن المفاجأت التي ستحصل صبيحة الاحتفال الذي سيقيمة المجلس في عدن بمناسبة 14 اكتوبر. والذي لم يكن سوى خيبة أمل صادمة أخرى. وهاهو عيدروس اليوم يقف على آخر أثر وقف عليه بن دغر في عاصمة محافظة المهرة شرق البلاد. وإلى هنا تنتهي مهمة عيدروس حتى إشعار آخر لمهمة جديدة. والسلام. أبو مروان محمد بالطيف
//ads
إقرأ أيضاً