يا ابن عديو !! احذرْ مَيلَةَ الميزان !

بشكلٍ عام ، في وطننا ما أن يتولى المسؤولُ المُكلفُ مهامَه حتى يتبعَ نمطَ من سبقَه . مبتدئا بفتح بوابة الآمال للناسِ ، وأنه ما جاء هنا إلا من أجلِهم ورعايةِ مصالحِهم . وما هي إلا بضعةُ أشهرٍ حتى يبدأ عمليا في السيرِ معاكسا لما تبناه قولا . ومنذ تولى الأستاذُ محمدٌ بنُ عديو مقاليدَ محافظةِ شبوةَ وهو يواجه تحدياتٍ جمةً , تتمثلُ في شرعيةٍ من نطفةٍ أمشاجٍ سياسيا , مختلطةِ الجيناتِ فكريا , لا سداد ولا رشاد . وفي خصومٍ يتربصون المثالبَ للنيل منه , فُجَّار في الخِصَام , همهُم السيطرةُ والتمكن , ولو صار أمرُ شبوةَ كعدنَ . وفي حاشيةِ فسادٍ ومصالح مازلت تنخرُ في مكاتب وأروقةِ السلطةِ المحلية . وأمام هذا , وبغية النجاح وإثبات الذات , أخشى أن يسيرَ محافظُنا وفق النمط المتبع .
فوجب تنبيهه من بعض الآفات المدمرةِ لكل إخلاصٍ وفلاح , وخاصةً فيما يتعلق بالحقوق والمظالم . ومنها :

ـ الاغترار بالمدح ، مما يجعله مُعجبا ، فيندفع في اتخاذ القرار وتنفيذه دون إحاطةٍ تامة بحيثيات هامة ، وجزئيات أهم ، فيكثرَ الزللُ ، ويتراكمَ الفشلُ ، ويَمِلُ ويُمَلُ . فنثرُ الألقابِ لا يعني ضرورةً سدادَ العملِ وشرعيةَ الوسيلةِ .

ـ التذمر من النقد ، مما يجعله نرجسيا ، فلا يستفيد من النقدِ في تصحيح أخطاء سياسته ، وتقييمِ عيوب إدارته . وربما حمل له النقدُ نصحا وإرشادا ، أكثر مما يظنه هدما وشماتة . فلا يحملنه ذلك على التحدي , والرد بسطوة وتعدٍ .

ـ انقياده لجيوب النفوذِ في الحكومة , وفي سلطته وبطانته ، ممن يزينون له سُبلَ الاستعلاءِ وفرض هيبة المنصب ، وممن يهمهم بهرجة الإعلامِ عن تنميةٍ وتطور ، دون اعتبار لحركة تلك التنمية ، بحق وعدلٍ ؟ , أم بقهر وظلمٍ ؟ .

ـ الاحتجاب وعدم مقابلة المراجعين من أهلِ الحقوق , والمتضررين من جراء تنفيذ مخططه ، أو من ممارسات خاطئةٍ عبر مكاتبِ الوزارات بالمحافظة ، أو من إجراءٍ تعسفي على يد قواتٍ أمنية وعسكرية , لا تلقي بالاً لفرضية الحقِ واحتمالية البراءة . ولذا فليجعل للناس أياما خاصة للإنصات لشكواهم فقط ، ثم الرد عليهم بما يزيل تقييمَهم الخاطئ تجاهه , وحتى إذا ما فصلَ في قضيةِ حقوقٍ كان عادلا , وإنِ اتخذَ قرارَ تنفيذٍ كان معتدلا . أما إن أغلق دونهم بابَه ، وجعل له واسطةً ، فهو بذلك يخيط بيده كفنَ حياتِه السياسيةِ , وسمعته الاجتماعية والإنسانيةِ .

ـ أيها المحافظ والمسؤول / أذكرك بتاريخٍ مضى لعلك منه تعتبرُ . سابقا أخذ نظامٌ بائدٌ الرجالَ والمال ظلما وعدوانا من أجل تنفيذ سياسته ، ثم سلط اللهُ بعضَهم على بعضٍ فنالوا جزاءً من جنس عملهم . ثم جاء نظامٌ أعاد الحقوقَ لأهلها , وقد ظنوا أنها لا تعود لهم مطلقا . ولذا فإياك والحقوق والمظالم بكل أنواعها , فإنها أمرٌ لا تسقطه عنك عظمةُ انجازاتِك , ولا تمحوه أبدا روائعُ تنميتِك , ولن تخفيَه كتبُ مآثرك , ولن تنفعك أمامها قوةُ سلطتِك ونفوذُ قيادتك , مهما بلغ فيها حسنُ مقصدك . إنَّ خصومَك كثيرون , فلما تُصِرُ على رفدهم بأقوامٍ ليسوا لك بخصوم ولا مبغضين ؟. إنَّ العدلَ واللينَ من أسس الحكم المتين , وليس القهرُ والظلمُ لائقا بالرجل الرزين ، فكيف يكون ذلك من صفاتِ الراعي الأمينِ ؟ .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص