حكاية لص خائب ...

بقلم / عبدالملك شمسان

تحدث عنوان يتداول اليوم عن "امتعاض حوثي بعد تسريبات عن تقارب إصلاحي صالحي". وبالطبع، هذا ما يريده "مطبخ صالح" لا ما هو قائم فعلا.

في حكاية قديمة أن أحد اللصوص دخل مسجدا في غير أوقات الصلاة ليسرق من المصلين والمعتكفين أي شيء نسوه أو غفلوا عنه، إلا أن المسجد كان خاليا ليس فيه أحد وليس فيه شيء يسرق.. خاب رجاؤه، وجرجر أرجله وخيبته مغادرا، وإذا شيء يستوقفه عند الباب قبل أن يخرج.. لقد رأى مصراعي الباب الخشبي قابلة للنزع وفكر بنزعها وبيعها، لكنه تردد لأنها خاصة بالمسجد، أي من أوقاف الله وليست لأحد من البشر، والله يرحم أيام زمان، حتى اللصوص والسرق والفجرة القتلة كان في قلوبهم شيء من خوف الله!!

وقف مترددا وهو يفكر، ثم رفع رأسه إلى الأعلى، وقال: يا رب يا رؤوف، عبدك بلا مصروف.. ينصل الدروف!؟ أي: ينزع الأبواب؟ قالها متسائلا، وانتظر الجواب برهة تحت الصمت المطبق، ثم هز رأسه وقال لنفسه: ينصل. وكأن هذا هو الجواب والإذن الذي جاءه من السماء.

قبل أيام، أرسل أحد الاعزاء يسألني عن رسائل اعتذار للإصلاح من قيادات محسوبة على "صالح" نشروها هنا وهناك. ذكر لي بعضهم، فقلت له: هذه الرسائل موجهة إلى الحوثي لا إلى الإصلاح، بمعنى أنهم يبتزون بها الحوثيين، أو يخوفونهم بها.

لم يتحدث مطبخ صالح في العنوان المذكور عن تقارب إصلاحي مؤتمري، لأنه يعرف أن في المؤتمريين من وقف ضد الانقلاب، وهؤلاء هم والإصلاح حزب واحد وموقف واحد، ويعرف أن كثيرا من المؤتمريين في شمال الشمال ينتظرون دورهم الوطني.. ولذا قال: تقارب اصلاحي صالحي ولم يقل مؤتمري!!

يرسل الرجل تلك الرسائل نحو الإصلاح، وينتظر الجواب تحت الصمت المطبق، ثم يوعز لمطبخه أن الإذن صدر، فينشروا عن هذا التقارب المزعوم.. ولأن الإصلاح استنكف عن الرد على هؤلاء ولم يلتفت إليهم قاموا هم أنفسهم وسربوا عن "امتعاض حوثي"!!

كيف عرفوا الامتعاض الحوثي؟ لا أدري. وما علامات التقارب الإصلاحي الصالحي؟ لا أدري أيضا إلا أن يكونوا يتحدثون عن محمد قحطان وغيره من الإصلاحيين المخطوفين لديهم ويقصدون أنهم يقيمون في سجونهم بالقرب منهم!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص