انا قروي..

انا ريفيٌ وقرويٌ بامتياز ، أحب الطعام المطهي على الاحجار وبأعواد الحطب المجمعة من الجبال ، وأمي لا تعرف صناعة البيتزا ، وقلاء الشوارما ، أحبُ اغاني العود القديمة ولا أفهم لغة الموسيقى وصوت الفن المستحدث ..!

قريتي جميلة بـ"عيني" كـ"أطلال" باريس ، منازلها المسطوحة بالصفيح كـ"أبراج" دبي ، طرقها المعبدة بالاحجار أفضل من أرصفة أسطننبول وجِده ..

 

انا ريفيٌ أتقن التسلق على الاشجار ولا أجيد الركوب على ألعاب الحدائق والمنتزهات التي تصيبني بالدوار وأكاد التقيئ بفعل دورة واحدة ، أحب الركوب على ظهر الدواب ،، واصوات العصافير وحفيف الريح على اوراق الشجر تلك هي الموسيقى التي تجعلني وسيم مع هذه الحياة ..

جدي رجل عجوز لكنه مات وقد ارشدني كيف امسك المحراث واستخدم عطيفهُ المتشظي ومحفره المكسور .. ، لم يكن عصرياً كي يعلمني فنون الهندسة واستخدام الحاسوب ، علمني كيف أقص السنابل كيما تغصن وكيف اسقي الورد والزهور ..

انا قروياً أقرأ التاريخ من الرياح وأحفظ الأشهر من النجوم ليس لديّ ساعة كلاسيكية.. كـ"تلك" الشمس التي تعكس ظلي فأدرك وقتي في النهار وفي المساء أفتح مذياع أبي المتآكل وأسمع ذلك العجوز يتمتم بالأخبار ولا أكاد أدرك مايقول سيما حين يقول الساعة تشير الي كذا وكذا الي أن يأتي الفجر يوقظني فلسفة ديكنا المنتشي في الردهه ..

انا ابن تلك القرية التي تروي تفاصيل جدي و تقع على بعد نبضة ومنتصف ضوء القمر فوق تبةٍ خضراء وتحت غيمة وسحابه ..

انا قروياً أشبه أبي وجدي ولا أميز بين ماركات العطور كـ"ذاك" مشقُر جدي الذي يجمع الشذاب والريحان والرنجس والكاذي ، ويعبق بـ"رائحةٍ" تجعلك منتشياً مع الحياة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص