في الذكرى الـ34 للوحدة اليمنية: دعوة للمصالحة الوطنية واستعادة كرامة الإنسان اليمني.

في 22 مايو من كل عام، يجدد اليمنيون ذكرى الوحدة التي جمعت شمال اليمن وجنوبه في عام 1990، وسط تطلعات لمستقبل أفضل، حيث تحل الذكرى الـ34 هذا العام في ظل ظروف استثنائية وأزمة خانقة، يعيش اليمن حالة من الصراع والمعاناة، مما يجعل من هذه الذكرى فرصة ذهبية لإطلاق دعوة للمصالحة الوطنية الشاملة، وإنهاء نزيف الدم، واستعادة كرامة الإنسان اليمني.

فمنذ اندلاع الحرب الأهلية في 2015، يعيش اليمن حالة من الانقسام والتفكك نتيجة للصراع المستمر بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، إضافة إلى ذلك، تزايدت الدعوات في الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يرى أن الوحدة لم تحقق الأهداف المرجوة، بل أدت إلى تفاقم الفجوة بين الشمال والجنوب وزيادة التوترات الداخلية.

نستغل هذه الذكرى التاريخية، لنوجه دعوة لجميع الأطراف اليمنية في الداخل و الخارج لإيقاف الأعمال العدائية والتوجه نحو مصالحة وطنية شاملة، المصالحة تتطلب التنازل عن المصالح الضيقة والعمل من أجل المصلحة العليا للوطن، يجب أن يجلس الجميع إلى طاولة قيادية واحدة و العودة الى الحوار، متجاوزين الخلافات والصراعات، من أجل بناء دولة مدنية حديثة تضمن حقوق جميع المواطنين وتحقق العدالة والمساواة.

لذا ان واحدة من الأولويات الملحة هي استعادة كرامة الإنسان اليمني، يجب وضع حد لكل أعمال القتل والتجويع والتشريد التي يعاني منها اليمنيون، يجب أن تكون هذه الذكرى دافعاً لإطلاق جهود دولية ومحلية لإغاثة المتضررين وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء الوطن و الإنسان اليمني.

و إن وقف نزيف الدم يتطلب وقف جميع الأعمال القتالية والاتفاق على هدنة دائمة تتيح لليمنيين العيش بأمان وسلام. يجب توجيه الجهود نحو إعادة الإعمار وتوفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لكل المناطق المتضررة. إنهاء التجويع يتطلب فتح جميع المنافذ لإيصال الإمدادات الغذائية والطبية للسكان المحتاجين دون أي عوائق.

ثماني سنواتٍ من الحرب، حربٌ قاسيةٌ لم تُخلّف سوى الدمار والخراب والموت. جروحٌ عميقةٌ في جسد الوطن، وجروحٌ أعمق في قلوب اليمنيين. آلاف القتلى والجرحى، ملايين النازحين والمشردين، أزمة إنسانية خانقة، اقتصادٌ منهار، وبنية تحتية مدمّرة.

على الرغم من كلّ ذلك، لا تزال شعلة الأمل متقدةً في قلوب اليمنيين. يُؤمن اليمنيون بأنّ الوحدة هي السبيل الوحيد للخلاص من هذه الأزمة، وأنّ المصالحة الوطنية هي مفتاح بناء يمنٍ جديدٍ موحدٍ ومزدهر.

بمجرد تحقيق السلام، يجب العمل على تعزيز السلم الاجتماعي وبناء الثقة بين مختلف الفئات اليمنية. العيش الكريم يعني توفير فرص العمل والتعليم والخدمات الصحية لجميع اليمنيين دون تمييز. يجب أن تكون التنمية الشاملة هدفاً أساسياً، تتعاون فيه كل الأطراف لإعادة بناء اليمن شمالاً وجنوباً.

فالتنمية لا يمكن أن تكون متوازنة ومستدامة إلا إذا شملت جميع مناطق اليمن. يجب أن تكون هناك خطط تنموية شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتطوير الاقتصاد المحلي. كما يجب تشجيع الاستثمارات وتوفير بيئة عمل مستقرة تتيح للجميع المساهمة في بناء الوطن.

لذا يُمكن أن تُصبح ذكرى الوحدة اليمنية هذا العام فرصةً حقيقيةً للمصالحة الوطنية. فرصةٌ لطيّ صفحة الماضي، وفتح صفحةٍ جديدةٍ من تاريخ اليمن. فرصةٌ لتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة والانقسام. فرصةٌ للعمل معاً من أجل بناء يمنٍ جديدٍ يتمتع بالسلام والعدالة والتنمية.

في الذكرى الـ34 للوحدة اليمنية، يجب أن نستلهم من تاريخنا العريق دروس الوحدة والتكاتف، ونسعى جاهدين لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. إن استعادة كرامة الإنسان اليمني ووقف نزيف الدم هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع. دعونا نعمل سوياً لبناء يمن جديد، يتسع للجميع ويحقق العدالة والتنمية والسلام لكل أبنائه.

فإننا نطلق الدعوة و نجددها لساستنا و قاداتنا في الداخل والخارج إلى اغتنام هذه الفرصة، والعمل معاً لإنجاز المصالحة الوطنية. ندعوهم إلى وضع مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبار، ونبذ الخلافات الشخصية والحزبية. ندعوهم إلى التسامح و طي صفحة الماضي والمضي قدماً نحو التنمية الشاملة والتقدم والإزدهار

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص