أتعبت من بعدك

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره , و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مُضل له و من يضلل فلا هادي له ,الحمد لله خالق البرية , جعلنا أكرم أمة في البشرية, قال تعالى:((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) الحمدلله الذي جعل الأنظمة الاستبدادية تتهاوى وتتساقط كما تتساقط أوراق الخريف.. أسأل الله بمنه وكرمه كما أسقط رأس النظام في يمننا يمن الإيمان والحكمة ان يسقط بقايا نظامه وشلته الإجرامية ليشفي صدور الأحرار الثوار.. ويقر أعيننا وأعيننهم بدولة مدنية تحكمها الشريعة الربانية.. عبر مؤسسات شرعية ودستورية.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم رسل البشرية , وسيد رسل الإنسانية , أزكى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى صحابته الأخيار , وآل بيته الأطهار, ومن أتبع السنة واقتفى الأثر إلى يوم القيامة.(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)).(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم.((

أما بعد أيها الأماجد :

 

خرج عمر رضي الله عنه وأرضاه يوما خلف أبوبكر الصديق رضي الله عنه بعد أن تولى سيدنا ابوبكر الخلافة .. ليرى ماذا يصنع كل يوم بعد صلاة الفجر.. فإذا بأبي بكر يخرج إلى ضواحي المدينة ثم يدخل إلى خيمة امرأةٍ عجوز فيمكث فيها بعض الوقت ثم يخرج , فلما خرج أبوبكر دخل عمر إلى الخيمة فوجد امرأة عجوز عميا كسيحة فقال لها ماذا يأتي هذا الرجل إليكم وماذا يصنع قالت إنه رجل يأتينا منذ مدة من الزمن لا ندري من هو, يأتي إلي وإلى الخيمة فيقم البيت (أي يكنس البيت) ويعد الطعام ويغسل الثياب وينظف الأشياء ثم يرحل وهو يصنع بنا هذا منذ سنوات , فقال عمر ساعتها مقولة خلدها التاريخ يا أبابكر أتعبت الخلفاء من بعدك..

 

ونحن نقولها من هنا من ميادين التغيير والحرية من ميادين العزة والكرامة لطاغية اليمن صالح إن كان أبوبكر قد اتعب الخلفاء من بعده بإيمانه وأفضليته وعدله في حكمه ورعيته , فانك أتعبت الحكومات والزعماء من بعدك ؛ لان من سيأتي من بعدك كم سيحتاج من الجهد ليصلح ما أفسدت في الاقتصاد والسياسة والصحة والتعليم وكل مرافق الدولة , ألا تدري أن دخل الفرد اليمني قبل ثلاثة عقود من حكمك كان يبلغ ألف دولار؟ واليوم بعض الدخول لبعض الأفراد لا تجاوز أربعين إلى خمسين دولار شهري , لقد كان الدولار قبل ثلاثة عقود من حكمك بـ4 ريالات يمنية واليوم أصبح الدولار 235 ريالا, ألا تدري أن اليمن كانت تستكفي من الحبوب مما تزرع , واليوم نستورد مما نأكل من القمح 95% حتي قالت منظمات عالمية وتقارير دوليه أن اليمن ضمن ثلاث دول هي الأسوأ على وجه الكرة الأرضية في سوء التغذية.

أتعبت من سيأتي من بعدك لأنك أوصلت نسبة الفقر إلى 80% , أتعبت من سيأتي من بعدك يوم ضاعت الخدمات والبُنى التحتية , حتى إذا نظرنا إلى الدول المجاورة وجدنا الفرق الذي بيننا وبينهم لا يقاس إلا بسنوات الضوئية , وخذوها على سبيل المثال , الكهرباء التي تعاني هذه الأيام من المرض والهزال وتذوق السكرات في اليوم عشرات المرات ثم تموت وتعود إلى الحياة بعد ساعات أو أيام وكنها في النزع الأخير, الكهرباء مقارنة بأصغر دولة مجاورة وهي المملكة البحرينية التي تساوي ثلث جزيرة سقطرى تملك من الطاقة الكهربائية مثل ما تملك اليمن ثلاث أضعاف.

 

 يا أبا بكر.. أتعبت الخلفاء من بعدك عندما جاءتك سكرات الموت وقلت لأهلك أذهبوا ببغلتي وثيابي إلى عمر ووالله ما أكلت من طعام المسلمين شيء , ولا لبست من ثيابهم شيء, وقولوا  له يا عمر هذه بقية ميراث أبي بكر الصديق , فأتقِ الله يا عمر في مال المسلمين لا يصرعنك الله مصرعٍ كمصرعي , أما أنت يا طاغية اليمن فقد أتعبت الشعب بالسرقة والنهب والسلب , حتى قالت مجلة فرين الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية أن ثروة صالح وحده بلغت 42 مليار دولار,.

 

. ايها الثوار الأحرار: إن إرادتكم وقوة إيمانكم بمبادئ واهداف ثورتكم هي التي ستنتصر لأنها التي صمدت أمام الرصاص وصمدت أمام القنابل وصمدت أمام الغازات السامة وصمدت أمام السجن وصمدت أمام الفتن التي يفتعلها النظام كل يوم وكل ليلة , إن عزيمتكم وثباتكم هما اللذين  أسقطا كل الرهانات على الأوراق الهشّة التي كان يركن إليها النظام, إرادتكم الثورية هي التي صنعت اليوم الشرعية الثورية , وأسقطت الشرعية المدعاة كذباَ بالشرعية الدستورية, إن الإرادة الثورية التي تحليتم بها هي التي ستسقط بقايا النظام من المتهالكين والمرجفين ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ..وتدحر أولئك المرجفون الذين يصنعون اليوم الأزمات.. ويطلقون الشائعات ويشهدون شهادة الزور عبر القنوات, المرجفون الذين يصنعون سياسة عقاب جماعي للشعب اليمني في الوقود والكهرباء ورفع الأسعار وانعدام كثيراً من المواد الأساسية, المرجفون الذين يتلونون كالحرباء ويجيدون أساليب النفاق قلوبهم حمراء ذليلة , بطونهم مأجورة , أقلامهم مبتورة , والله ما حالهم إلا كحال أولئك الذين خرجوا مع احد الزعماء يوماً في رحلة صيد فأخذ ذلكم الزعيم بندقيته ليطلق الرصاصة على أول بطة ستطير فلما وجه نحوها بندقيته أخطأها فما أصابها لكن المرجفون من حوله لم يقولوا أخطأ الزعيم ولم يصب البطة؟ بل قال وزير من وزرائه أنها معجزة!, قالوا ما هي؟ قال معجزة أن بطة ميتة تستمر في الطيران بعد موتها!!, هؤلاء هم من يجيدون النفاق من يجيدون الكذب من يجعلون الأحياء أموات والأموات أحياء , وقد قيل إذا أردت شاهد زور فأبحث عن وزير إعلام عربي أو نائب لوزير إعلام يقدم لك شهادة زور مجانية عبر قنوات أو صحفاً أو مجلات بأي ثمن تريد ومقابل أي شيء تطلب.

إن الإرادة الثورية الإرادة الصامتة الصامدة.. ستمضي قدماً في تحقيق أهدافها حتى تصل إلى غاية مرادها ولن تقبل الوصاية ممن لن يعلن انتسابه إليها لن تقبل وصاية لا خليجية أوسعودية ولا أمريكيةً أو أوربية بل تصرخ في وجوه هؤلاء قائلة كما يقول الشاعر:

 

دعها كما وجدت تمشي على قدرٍ*** لا تفسدنها برأي منك منــــــــكوسِ .

 

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ..إن الإرادة الثورية هي التي أسقطت رأس النظام بدعواتها الخالصة وإقبالها على الله عز وجل ليذوق مرارة الظلم والاستبداد الذي أذاقه شعبه كما أذاقه الظالمون من قبله ومعه فقد استبد بن علي 23 سنة وهاهو اليوم يذوق الذلة والمهانة لتخرج روحه 23 مرة واستبد مبارك ثلاثين عاماً واليوم يصارع المرض والألم ليذوق الم الموت ثلاثين مرة واستبد طاغية اليمن وقتل وسلب ونهب ثلاث وثلاثين عاماً وها هو اليوم يذوق مرارة استبداده , كيف لا وقد احرق الأجساد وظلم العباد وأفسد البلاد يتم الأطفال ورمل النساء , أراق الدماء ونثر الأشلاء وسرق اللقمة من أفواه المساكين والضعفاء , يا سبحان الله وكأن كل طاغيةٍ وكل ظالم من هؤلاء يعذب بقدر السنوات التي مارس فيها دور فرعون من الظلمِ والاستبدادِ والتأله على الشعوب, نظرت إلى هؤلاء وتذكرت النمرود الذي جاءت بعوضة ودخلت في انفه فإذا به يتألم ...ويضرب على رأسه وأرحم الناس بالنمرود كان يجمع يديه ثم يضربه على رأسه ضربةً قوية , حكم النمرود 400 عاماً وضل يضرب على رأسه 400عاماً ثم أماته الله , أماته الله بعد أن جازاه بمقدار ظلمه , وكأن هؤلاء الطغاة وأولئك المستبدين سيموتون لكن بعد أن يجازى كل واحد منهم بمقدار ما ظلم و ما أساء, أسال الله أن ينتقم من الظالمين , ومن الطغاة المستبدين , أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبةالثانية:

الحمد لله القائل إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ" والقائل هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ"وسلاماً على المصطفى و من على السنة والأثر إلى يوم القيامة اقتفى ثم أما بعد:

 

قال تعالى: يُؤتي مُلكه من يشآء "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير"ٌ

وقال سبحانه وتعالى: "وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلاهُوَ".

 

أيها الصامدون الصابرون الثابتون :

 إجمتع أعداء الله على النبي صلى الله عليه و سلم فأجمعوا مكرهم وأمرهم فكانت عين الله التي لا تنام ومعية الله للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه حاضرةً فاذهب الله ذلك فقال "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"  و قال "قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ" "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ" و هو الذي يرد بأس المشركين فقال الله عز و جل "عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا"  و قال "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"  فهو الذي يقدّر الاقتتال و عدم الاقتتال ".فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ" و الله عز و جل قد أخبر نبيه صلى الله عليه و سلم بأنه القادر على إمضاء القتال أو وقفه فقال "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ" و لذلك فإنه عليه الصلاة و السلام لا يخاف إلا الله "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ......" لقد أجمع فرعون و جنوده كيدهم وبغيهم وظُلمهم وعدوانهم على موسى عليه السلام حتى قال بعض ضعفاء النفوس ممن كان معه عليه السلام إنا لمُدرَكون ، لا محالة ، لا فائدة ، لا نجاة ، محاط بنا ، ستقع الكارثة ، سيُدركنا فرعون ، سيأخذنا ، سيقتلنا ، سننتهي ، فقال موسى الواثق بربه : كلا إن معي ربّ سيهدين ، أنها الثقة بالله عز وجل وبنصره.

 و هي التي قالها النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة الحديبية : إنه ربي و لن يضيّعني ، و هي التي قالها الصحابة الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فما زادهم ذلك إلا إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و إتبعوا رضوان الله ، و لذلك قال تعالى بعدها "إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ..... يعني يخّوفكم بأوليائه و مناصريه ......فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".

 

عباد الله ..أيها الثوار المرابطون:

قد يظن البعض بشيء شراً فإذا هو خير , وما ذلك الا لقصر النظر و عدم معرفة الغيب ، و ما كان الله ليطلعكم على الغيب و قال تعالى ".....لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ......" (النور 11) و قال سبحانه و تعالى "....وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ...." و هذه القاعدة العظيمة التي جرت عبر التاريخ : "......إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...." و لذلك فإنه لابد من الثقة بالله عز و جل ، و لابد من اعتقاد أن القوة جميعا لله سبحانه و تعالى ، و لا يجري في الكون إلا ما يريد ، و لا يجري شيء و لا يقع إلا لحِكَم يُريدها سبحانه و لا يَدري الإنسان ماذا يترتب على الأمور و لذلك فلابد أن يوقن المسلمون بربهم ، لابد أن يكونوا على صلة به سبحانه معتمدين عليه متوكّلين ، يطلبون منه القوة و المَدد، فإذا التجأ العبد إليه فقد أوى إلى ركن شديد , لقد كان من ثقة النبي صلى الله عليه و سلم بربه أنه كان دائما يعتقد بنُصرة الله له ، و أنه لن يخذله و لن يتخلى عنه سبحانه و تعالى، و كان يُذَكّر أصحابه في أحلك المواقف بأن المستقبل للإسلام لذلك لمّا جاء خبّاب بن الأرّت إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشكو له الشدة التي أصابته وأصابت أصحابه المسلمين في مكة ، لقد حُرق ظهره ، لقد كَوته مولاته الكافرة بأسياخ الحديد المحمّاه فلم يطفئها إلا وَسخ شحم ظهره لمّا سال عليها و هو يقول : ألا تدعو لنا ، ألا تستنصر لنا ، فيقول النبي صلى الله عيه و سلم [و الله ليتمّنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت (في ذلك الطريق الخطر المخوف) لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون]، و لمّا ذهب هو و صاحبه في طريق الهجرة أدركهما سُراقة بن مالك على فرس ، إنهما مُطاردان ، إنهما في حال حرجة جداً ، و يدركهما سُراقة و لكن تسيخ قدما أو يدا الفرس إلى الركبتين فيقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك الموقف الحرج و الظرف الحالك لسُراقة [كيف بك إذا لبست سواري كسرى] ما قالها بعد إنتصار بدر مثلاً ، أو بعد فتح مكة ، قالها و هو مُطارد ، مطارد و سُراقة وراءه في الظرف الحرج ، و الكفار يتربصون ، "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ...." يطلبون دم محمد صلى الله عليه و سلم و وضعوا الجائزة العظيمة ثم يقول [كيف بك إذا لبست سواري كسرى] شيء بعيد جداً عن الذهن ، شيء بعيد للغاية لا يُمكن أن يفكر فيه سُراقة أبداً في تلك اللحظة.

 

لمّا حاصر الأحزاب المدينة و أجتمعوا عليها و تألّبوا ، جمعوا كيدهم بعشرة آلاف ، المسلمون أقل عدداً و عدةً و في ذلك الهول و الليل ، الظلمة و الريح الباردة الشديدة ، يعملون بأيديهم في الجوع ، في الظروف القاسية جداً هذا الخوف المُدلهمّ ينزل حتى بلغت القلوب الحناجر و يظنون بالله الظنونا ، هنالك أبتُلي المؤمنون و زُلزِلوا زِلزالاً شديدا, ولكن معية الله لعباده المؤمنين كانت حاضرة فردّ الله الذين كفروا بغيظهم بجنود من عنده سبحانه ريح لم تُتوقع وملائكة تتنزل.

 

ايها الثائرون الاحرار

 اسمعوا بشارة نبيكم  صلى الله عليه و سلم وهو يقول: [إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و إن أمتي سيبلُغ مُلكها ما زُوي لي منها] و قال عليه الصلاة و السلام [ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت ‏مدر ‏ولا ‏‏وبر ‏إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يُعز به الإسلام وذلاً يُذل الله به الكفر] و قال عليه الصلاة و السلام [‏لا تقوم الساعة حتى تعود أرض ‏‏العرب ‏مروجا ‏ إن هذه الأحاديث أحبت الكرام لابد أن تتحقق لأنها خبر من الغيب  من الله سبحانه و تعالى و لكن يا عباد الله ما أحوجنا اليوم خصوصاً في وقت الفتن أن نتصل به سبحانه وحده ، و أن نكون عل يقين جازم أن الله يميّز الأمور ، يميّز الناس ، فالله تعالى يُجري من الأقدار لكي يميز الخبيث من الطيب  فليكن لهذه النصوص الشرعية في القلب موقع ، يجب الاعتقاد بها ، إنما أُخبرنا بها ؟ لنستعدّ ، لنأخُذ الأُهبة ، نستعدّ يا عباد الله بالعمل و الإيمان والثقة واليقين في نصر الله ولنصبر انما النصر صبر ساعة..

 

في جمعة رفض العقاب الجماعي أيها المؤمنون الأحرار

ندعوا كل القوى الوطنية الشريفة وكل الشرفاء أن يلتفوا حول المجلس الأنتقالي ليتمكن من إدارة البلد أدارة مؤسسية مدنية تحكمها الشريعة الربانية ندعوا احرار العالم إلى الاعتراف به , كما ندعوا الى رفع الوصاية عن اليمن فقد قال الشعب كلمته..

 

دام الثوار.. دام المواطنون أحراراً .. والشباب ملوكاً .. والشرفاء للفخر عنواناً.. والشهداء على الرؤوس تاجاً.. دام الجرحى على جبين اليمن وساماً.. ومن نصر إلى نصر.. والطاغية وزبانيته من ذلة إلى ذلة ومن قصر إلى قبر.

 

عباد الله:

إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما..الله صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد..

 

اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام نسألك أن تسقط ما بقي من أركان النظام, اللهم أنا نسألك أن ترينا فيهم عجائب قدرتك ...اللهم عليك بالمرجفين والمنافقين والمتملقين للنظام يا رب العالمين اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام عجل بنصر من عندك, اللهم عليك بصالح وبقايا شرذمته.. أذقه الويل والثبور حتى يدرك عاقبة أمره وجازه بما يستحق يا رب العالمين, اللهم أذل صالح وبقية أركانه، اللهم أقمعهم و أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، الهم أخرجهم من أرضنا أذلة صاغرين اللهم انصر شباب التغيير ورواد الحرية وفق منهج خير البرية ان يحكم وأن يسود في كل مكان يا رب العالمين, اللهم ولي علي خيارنا وأصرف عنا أشرارنا, اللهم أنصر عبادك المستضعفيين يارب العالمين ، اللهم أنصرنا بنصرك وأيدنا بتأييدك , اللهم أكرمنا ولا تهنا, واعطنا ولا تحرمنا, وزدنا ولا تنقصنا اللهم انا نسالك باسم الأعظم الذي اذا دعيت به اجبت.. يالله يارحمان يامنتقم  ياجبار اللهم لا تشمت بنا الاعداء يارب العاليمن اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من الآيسين, اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تأخذنا بالقحط والسنين، اللهم أفتح لنا فتحا مبينا، سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين 

 

الأستاذ / وليد صالح الزبيدي

في خطبة جمعة في جمعة رفض العقاب الجماعي بسيئون 22/7/2011م

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص