التكافل الاجتماعي في الإسلام

      

       الحمد لله خالق السماوات والأرض ، الداعي إلى الإخوة في قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ، ونصلي ونسلم على من أرسله الله رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) .

الإسلام دين المحبة والرحمة تتقوى فيه رابطة الأخوة الإسلامية ، دين يدعو إلى التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام ورعاية اليتيم والجار وتنفيس كرب المهمومين دين ينشر الفرح والسرور والسعادة على الضعفاء والمحرومين واليتامى والأرامل ، قال تعالى : (... وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ...َ) ، وقال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَنَا وَكَافلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا) وَأَشارَ بالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى ، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا .رواه البخاري . 

وتشمل كفالة اليتيم ورعايته تقديم كل ما يحتاجه من عناية ، وتربيته وتعليمه والإنفاق عليه ، وعندما تكبر مصيبته بفقد أبيه وأمه يكون حاله أسوأ ، فتنكسر نفسه ويشعر بالحزن والذل لذلك على الرحماء من الأقارب أن يكونوا آباء يعطفون على هؤلاء ، ويدخلون السرور عليهم فإن لم يقوموا بهذا الواجب فعلى القادرين من غير الأقارب والجمعيات الخيرية القيام بهذا الواجب.

إننا في زمن نتهافت فيه وراء الحياة المادية ونتكالب على الدنيا وهي تغرينا بنعيمها الزائل فنجري وراء لذائذها ، قال تعالى : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ)، لذلك ترى كثيراً من الناس يبتعدون عن الأخوة الإسلامية التي هي هدف الإسلام إلى الوحدة المتماسكة القوية التي لا تنفصم عراها .

إن الدين ينظر إلى المؤمنين كالبنيان المترابط وأي ضعف في لبنة من لبناته يسقط ذلك البنيان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ،ومن فضائل الأعمال التي ينبغي أن يقوم بها القادرون بناء المساجد والمدارس وعمارة السقايات ونصرة المظلومين والمضطهدين في بلاد الإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا) . متفق عليه .

لذلك على الجمعيات الخيرية في هذا السبيل أن تسعى - جاهدة – لتحقيق رابطة الأخوة الإسلامية وما تقتضيه ثمرة الإيمان من تعميق لهذا المفهوم في الإسلام بتوفير الحياة الكريمة لكل فرد في الجماعة ولاسيما عند حاجته أو عجزه .

ولتحقيق رابطة الأخوة والتكافل الاجتماعي على الجمعيات الإسلامية الخيرية تقديم المساعدات المالية والمعنوية والمشاركات الوجدانية وإدخال السرور والبهجة إلى قلب كل محتاج: فقير، أو يتيم، أو مريض ، أو جريح، أو أسير..

لقد فرض الإسلام ونمى في نفوس المؤمنين العديد من الفرائض والفضائل كالزكاة والصدقة والإنفاق والإيثار . قال تعالى : (...وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ...) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تهادوا تحابوا).

وانطلاقا من تلك التوجيهات الربانية وتعاليم المصطفى قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم على الجمعيات الإسلامية اليوم أن تسعى إلى :

1) كفالة الأيتام في كل بلاد الإسلام .2) إعانة المريض بعلاجه وتقديم الدواء له . 3) رعاية الفقراء والمحتاجين من غير الأيتام . 4) مساعدة العجزة من غير القادرين على العمل . 5) مساعدة المعاقين وذوي العاهات . 6) مساعدة الأسر المحتاجة في أفراحها وأتراحها . 7) مساعدة أسر الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الصهيوني والأمريكي ، ليس ذلك فحسب إنما يوجهنا رسولنا الكريم إلى الكلمة الطيبة والبشاشة في وجوه الآخرين قال صلى الله عليه وسلم : (الكلمة الطيبة صدقة) متفق عليه،وقال : (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) .

إن مساعدة أهل الخير والطيبين – الذين لا يريدون سوى وجه الله – ضمان لنجاح أي جمعية ناشئة أو قائمة فتستطيع أن تستمر وتحقق أهدافها المرسومة في برامجها .

فعلينا إذن أن نتعاون ونتآزر تحقيقاً لدعوة الإسلام في إقامة مجتمع إسلامي متماسك موحد قوي .

 

* بقلم الأستاذ / عوض غريبان

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص