بالصبر والتكاتف نبني اليمن

إن الحمد لله ..

لكَ الحمدُ حمداً طيباً يملا السما * وأقطارها والأرضَ والبرَّ والبحرا

 لكَ الحمدُ حمداً سرمدياً مباركاَ * على كل حال يشمل السر والجهرا

لكَ الحمدُ حمداً نبتغيهِ وسيلة ً * إليكَ لتجديدِ اللطائفِ والبشرى

لكَ الحمدُ مقروناً بشكركَ دائماً * لكَ الحمدُ في الأولى لك الحمدُ في الأخرى

( يا أيها الناس تقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي ..

( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا...

 

ثم أما بعد :

 

أيها الثوار أيها الأحرار :

ها هو اللقاء يعود , وها هو الموعد يتجدد , نلتقي وإياكم في هذه الثورة المباركة , نلتقي في هذه المدرسة الرائدة , وهذه الأم الحاضنة , وهذه الأكاديمية المتقدمة , خمسة أشهر مضت من عمر ثورتنا المباركة ثورة الشعب السلمية , شهر بعد شهر وجمعة بعد أخرى وثورتنا تواصل مشوارها , وتكمل طريقها لتحقق كامل أهدافها , نلتقي اليوم في محطة جديدة من محطات الثورة  وجمعة جديدة نؤكد من خلالها صبرنا وثباتنا حتى تحقيق النصر بإذن الله , جمعة رفض الوصاية على الثورة نعم أيها الثوار رفض الوصاية على اليمن واليمنيين , رفض الوصاية من أي أحد سواءً كان فرداً أو مؤسسة أو دولة فالثورة مستمرة وثابتة حتى تحقق كامل أهدافها إن شاء الله تعالى .

 

أيها الأحرار :

لقد طالت المحنة التي نعيشها واشتد الكرب وأصبح البعض يتلفت عن يمينه وعن يساره باحثاً عن مخرج وقد تعددت الطرق وتفرعت السبل يظن البعض أن الحل بيد الأمريكان وآخرون يرونه بيد الاتحاد الأوروبي وثالث يرى أن الحل عند دول الخليج ورابع يرى مجلس الأمن وهذه كلها أوهام وأماني والحقيقة التي لابد أن ندركها جيداً هو أن ما تمر به بلادنا لا كاشف له إلا الله فهو القاهر فوق عباده وهو الفعال لما يريد لا راد لقضائه ولا مبدل لكلماته ( إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون ) ..

 

وها هي بوادر الانفراج بدأت تلوح في الأفق وأشعة الفجر بدأت تطل بنورها إلى الأرض ، وهذا كما ذكرنا بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه علينا ثم بفضل أولئك الأبطال الذين خرجوا إلى الساحات ونزلوا إلى الميادين ولا زالوا يواصلون مسيرتهم السلمية , لكم ولهم نقول : لقد أدهشتم العالم بثورتكم التي أضاءت في السماء وراءها القاصي والداني إلاّ من كان أعمى البصر والبصيرة ، لقد أدهشتم العالم بصمودكم وثباتكم ، بإخوتكم وتفانيكم , بالحفاظ على وحدة صفكم, رغم ما يبذله المنافقون لشق عصاكم ، إنكم اليوم تنتقلون من نصر إلى نصر ومن مكرمة إلى أخرى إنكم تسقطون الظلم ساعة وساعة. بأخلاقكم الرفيعة أسقطم أخلاقه الرذيلة ، بوحدة صفكم أسقطم مكائده الوضيعة  ، بإصراركم على تحقيق أهدافكم تسقطون حيله الماكرة ، بدمائكم الزكية أسقطم تكبره وغروره ، بسلميتكم أسقطم رهاناته الخاسرة ، فهنيئا لكم صمودكم وهنيئاً لكم إبائكم وهنيئاً لكم عزة نفوسكم . فالحرية لا تباع بالمال وإنما تشترى بالنفوس والأرواح .

أيها المؤمنون: كم من محنة حملت في طيها منحاً ورحمات ، وكم من أزمة انتهت بتفريج أزمات , فهاهو يعقوب بن إسحاق عليهما السلام يضرب المثل في الرضا عن مولاه، والصبر على ما يلقاه , صبر ما بعده صبر , مع الأخذ بالأسباب والقوة بالأمل، يقول لأبنائه عندما فقد ابنه الأول يوسف عليه السلام ) بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ( ثم يقول عندما فقد ابنه الثاني، وهو أعظم أملاً، وأكثر تعلقاً بربه: ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(   كل ذلك من شيخ كبير صاحب قلب وديع، ثم يقول:  ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) يقين أرسى من الجبال ، وأمل بالله لا يرقى إليه شك، بل أشد من ذلك كله أمر أبناءه فقال: ( يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )

أيها المؤمنون الثوار :

 يقول الله سبحانه وتعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). والصبر نعمة من نعم الله علينا فبالصبر يتغلب المؤمن على مصائبه , ويحتسب الأجر , والصابرون لهم أجر كبير عند الله يوم القيامة , وإنما النصر صبر ساعة , ومما أنعم الله به على المؤمن أنه في جميع أموره مأجور وفي كل أحواله محمود كما قال صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )  فلنصبر ولنحتسب كل أمورنا عند الله تعالى وما نود الإشارة إليه هو تذمر بعض الناس من الأزمة التي تمر بها بلادنا , وإصابتهم باليأس من تأخر النصر لا سيما وبلادنا تشهد أزمة في المشتقات النفطية , وإنقطاعاً للكهرباء , وارتفاعاً للأسعار ثم يأتي ويقول : هذا بسبب الثورة وهذا بسبب الأحداث , خلصونا من الأزمة ولو بإعادة النظام الفاسد , فنقول له ولأمثاله : إن هذا هو ابتلاء من الله عز وجل ليختبر صدقنا ويمتحن ثباتنا ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) إذا كنا قد تضررنا من هذه الأزمة فلا نضيع الأجر والثواب بالتذمر والتضجر , الله جلا وعلا هو من سببها وهو من سيفرجها بإذن الله تعالى , يقول الله عز وجل ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )  إخواننا في غزة أكثر من أربع سنوات يعشون تحت حصار خانق , لا دواء لا كهرباء لا بضائع لا وقود , لله درهم من صابرين , صبروا على مصائب تهد الجبال واحتسبوا الأجر من عند الواحد المنان , لأنهم عرفوا فائدة الصبر وأجره العظيم عند الله , وتغلبوا على هذه المصائب بقوة إيمانهم وثقتهم بالله سبحانه وتعالى .

 

أيها الثوار  :

الجميع ينتظر بعد الثورة أن يحدث تغييرا شاملا في البلد , تغييرا يؤدي إلى رفعة اليمن وتقدمها وازدهارها , يتطلع اليمنيون إلى أن لا تبقى بلدهم في ذيل القائمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وغيرها في كل مجالات الحياة .

يتطلع اليمنيون إلى نظام يقوم على أساس العدل والشورى انطلاقا من قول الله تعالى عندما وصف المؤمنين فقال ( وأمرهم شورى بينهم ) , عدل وشورى يتحقق فيها بالفعل الرأي والرأي الآخر لا أن يصبح رأي واحد هو المهيمن والآراء الأخرى لا يؤخذ بها ، يتطلع اليمنيون إلى نظام يقوم على أساس المؤسسات والقانون نظام يتخلصون فيه من حكم الفرد وسلطة الفرد إلى حكم المؤسسات والدستور، يتطلع اليمنيون إلى نظام يقوم على أساس فصل السلطات عن بعضها , نظام تفصل فيه السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية عن السلطة القضائية , وهذا بدوره يضمن استقلالية هذه السلطات ويبعدها عن هيمنة الحاكم ..

 

يتطلع اليمنيون إلى قضاء عادل ونزيه يحكم بالعدل ، يقف الجميع أمامه متساوين القوي والضعيف , الحاكم والمحكوم ، الرئيس والمرؤوس , يتطلع اليمنيون إلى نظام يسود فيه الأمن والأمان ويأمن فيه المواطن على نفسه وماله وهذا لا يكون إلا أن تفرض الدولة هيبتها بالقانون فإذا حل الأمان ستأتي الاستثمارات وينتعش الاقتصاد وعندها سيتحسن الوضع المعيشي للمواطن , وهذا أهم ما يصبوا إليه المواطن ، الأمن والأمان وتحسين المستوى المعيشي  للناس هي من أهم مقومات الحياة والتي امتن بها الله سبحانه وتعالى على قريش فقال :( الذي أطعمهم من جوع وأمانهم من خوف) يتطلع اليمنيون إلى نظام يحترم الكفاءات والتخصصات , نظام يضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن المحاباة الشخصية ، والعلاقات الأسرية ، بعيدا عن الحزبية الضيقة ، فالشروط التي ينبغي على أساسها اختيار المسئولين هي الكفاءة والأمانة الكفاءة هي المؤهلات العلمية التي يمتلكها ذلك الشخص والأمانة هي حفظه لأموال الشعب والأمة ، فلا يكفي المؤهل بلا أمانة ولا تكفي الأمانة بلا كفاءة كما قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام ( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) وقال أيضا على لسان ابنة شعيب عليه السلام يوم أن أبعد سقا لها سيدنا موسى عليه السلام من بئر مدين (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) يتطلع اليمنيون إلى نظام حكم لا مركزي يعطي لكل محافظة استقلاليتها في إدارة شؤونها ويعطي لها نصيبها من ثروتها النفطية والزراعية والسمكية وغيرها , إن هذه ليست أحلاماً وأماني ولكنها ستكون حقيقة على الواقع أذا أخلصت النيات وتوفرت العزيمة الصادقة لتحقيق هذه الأهداف , ( إذا كان النظام قد بني في 33 سنة فإن إسقاطه لا يمكن أن يكون في يوم أو يومين )

لاشك أن الأزمة ستنتهي بإذن الله ، وبصبر الناس ووعيهم ستدور عجلة الحياة ،  واليمن واعدة بالخير، غنية بالموارد، ممتدة الشواطئ،  وفيها من الكفاءات والخبرات من يقدر على النهوض بها، لا داعي للخوف والقلق، فإن الله الذي يرزق مليارات البشر، سيفيض بفضله على اليمنيين الذين دعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة ووصفهم بالفقه والحكمة، ومنحهم وسام الإيمان .. لنجعل إيماننا بالله كبير , وأملنا في الله عظيم لأنه مهما طال الليل فلا بد من بزوغ الفجر ومهما اشتد العسر فلابد أن يعقبه يسر وفرج بإذن الله قريب جداً .

اصبر على الدهر إن أصبحت منغمسا * بالضيق في لـجج تهوى إلى لــجج

لا تيأسن إذا ما ضقت من فــــرج * يأتي به الله في الروحــــات والدلج

فما تجرع كــــأس الصبر معتصم * بالله إلا أتـــاه الله بالفـــــرج

والله يقول بقوله يهتدي المهتدون ( يا ايها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله مزيل الهم، وكاشف الغم، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، فهو مولي النعم وصارف النقم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، صاحب الخلق الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وبارك وسلم.

يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد...

أيها الثوار أيها الأحرار :

إن من أشنع وأفضع ما فعله النظام البائد ما قام به من تسليم أبين الحرة إلى بلاطجته ليقتلوا الرجال ويرملوا النساء وييتموا الأولاد ويشردوا الشيوخ , لقد طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد فلم يكفه ما فعله بتعز الحالمة من حرق لخيم المعتصمين بل قام بتشريد أكثر من خمسة وعشرين ألف مواطن من سكان أبين الحرة , فمن هنا نعلنها صرخة مدوية ورسالة عاجلة لكل منظمات المجتمع المدني وكل الهيئات الإغاثية وكل المحسنين إلى إنقاذ وإغاثة أبين فهم أهلنا وإخواننا تجمعنا وإياهم مظلتان اثنتان : الأولى مظلة الدين الواحد , والثانية مظلة الوطن الواحد فلا ننساهم من دعائنا وبذلنا وعطائنا .

أيها الأخوة الأفاضل : إن المرحلة القادمة هي المرحلة الأهم وهي المرحلة الأصعب وهي المرحلة الأخطر فالله الله في اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى , والقرب منه , فلربما تأخر النصر بسبب ذنوبنا ومعاصينا , لا بد من توثيق الصلة بالله عز وجل , لأنها أساس النصر والتوفيق , فكما أحدثنا الثورة ضد النظام علينا أن نحدث ثورة على أنفسنا , فلنجاهد أنفسنا على الطاعة وعلى الصبر وعلى الثبات , لأن جهاد النفس أعظم من الجهاد بالنفس .

لا بد أيها الثوار من استمرار المسيرات ومواصلة المظاهرات , حتى تتحقق كل أهداف الثورة , أنهينا بفضل الله المرحلة الأولى فلا بد من مواصلة المشوار وإكمال الطريق حتى نصل بالثورة إلى بر الأمان .

 

أيها المؤمنون الأحرار :

مما تعلمه الناس في هذه الثورة المباركة الحب والتسامح والتراحم والتآخي وتقبل الآخر , فمن على هذا المنبر ومن هنا من ساحة التغيير بسيئون نرسلها دعوة , ونعلنها رسالة مدوية إلى كل فئات المجتمع اليمني بأسره , الثورة هي ثورة الجميع وملك الجميع ومن أجل الجميع , تعالوا جميعاً نبني اليمن الجديد , يمن الخير , يمن العطاء , يمن الحرية , يمن العدل , يمن المساواة , يمن الحقوق , يمن النهضة العلمية , نبني المستقبل المشرق لهذا الوطن الحبيب , آن الأوان لأن تتكاتف الجهود , وأن تتوحد الأيادي وأن تتصافح القلوب , آن الأوان لأن نترفع عن الخلافات المقيتة والمصالح الضيقة , جاءت الثورة لتقول لنا أن هناك ما هو أكبر من الأحزاب وأن هناك ما هو أكبر من الجماعات , هناك ما هو مقدم في الولاءات , إنه حب الوطن , إنها المصلحة العامة , إنه حب الخير للمسلمين عموماً , فيا عمال اليمن ويا صانعي اليمن ويا أساتذة اليمن ويا أطباء اليمن ويا مهندسي اليمن ويا فلاحي اليمن ويا أبناء اليمن لتكن همتنا عالية , وعزيمتنا شامخة , لنستجب لنداء الوطن اليوم , يوم أن نادانا لنحميه ويوم أن نادانا لنبنيه وعلينا أن نقولها وبملء أفواهنا ونسمعها العالم , لبيك يا وطني , لبيك يا بلدي , عندها ستشرق شمس اليمن الجديد الذي طال انتظارنا له طوال الفترة الماضية .

اللهم إنه لا يخفى عليك حالنا ولا مقصدنا , فيا مولانا سدد على الخير خطانا .. وثبت على الحق أقدامنا .. واربط على قلوبنا .. وانصر ثورتنا وبارك أخوتنا .. وامنحنا صبرا .. وحقق لنا ظفرا .. واصنع بنا نصرا .. واجعل غدنا خيرا من يومنا .. ومستقبلنا أفضل من حاضرنا .. وأهلك عدوك وعدونا .. وأسمع صوتنا لمن يلينا من المسلمين .. واجعل أفئدتهم تهوي إلينا لتشد من أزرنا وتشاركنا في أمرنا .. اللهم بلغنا مرادنا وحقق آملنا واغفر لنا تقصيرنا وتب علينا إنك أنت التواب الحليم .

 

اللهم تقبل شهداءنا , وداوي جرحانا , وفك أسرنا ومعتقلينا , وانصر ثورتنا , وحقق أهدافها , يارب يا قوي يا متين ,

اللهم كن لأهلنا في أبين وأرحب وتعز , الله كن معهم الله احفظهم بحفظك وأحرسهم بعينك التي لا تنام , يا رب يا قوي يا متين , عباد الله ألا صلوا وسلموا ..

 

خطبة في جمعة رفض الوصاية على الثورة  بساحة التغيير بسيئون

للأستاذ / احمد جمال جواس 8/7/2011م

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص