جنوب اليمن.. إلى الخلف در

تعيش هذه الرقعة الجغرافية حاله من اللاتصالح واللاتسامح منذ عقود ، ورغم ان هناك جماعة من ولاة امر المستقبل المظلم يقولون اننا تصالحنا وتسامحنا إلا أن الواقع مختلف تماماً عما يزعمون. عاش جنوب اليمن في ضائقة سياسية واقتصادية وخلل اجتماعي من ٦٧م حتى بزوغ فجر الوحدة المباركة عام ٩٠م ، ومن ابرز ملامح تلك الازمة او حالة اللاتعايش هو الصراع الدائم والمتكرر والمزمن، حتى انهم قتلوا بعضهم حين لم يجدوا من يقتلوه بعد ان يخونوه! ولا ادل من ظلامية تلك المرحلة إلا عدم وجود قبر معروف لرؤساء اليمن الجنوبي! واضف لهم حاشيتهم ومن حولهم ومن ناصرهم ، كلهم يتم إعدامهم في حفلة هولوكست كبيرة.

واليوم يعود المشهد المظلم مجدداً ، ترسم ملامحه ويخط طريقه ولا يكاد يخفى إلا على من اعمى الله بصيرته ، حاله من عدم القبول والشحناء والتخوين تسود المشهد جنوبي اليمن ، لتطل علينا الفتنة مجدداً باسماء جديدة تحمل عقول قديمة لا تؤمن بغير الصوت الواحد والرأي الواحد والقرار الواحد والبقية هم خونه ومرتزقة وكل وصف سيء يوصلهم الى المقصلة ، جماعات من الزومبي يطمحون في ادارة الحكم ، وكل سياساتهم وتفكيرهم منصب نحو هدف واحد فقط.. تصفية الجنوب من الخونة والعملاء!!
وهذا هو داء التنمية والنهوض ، فلا رخاء دون تعايش ولا نهضة دون قبول بالجميع.. لا حديث عن بناء جسور ولا طرقات ولا مطارات.. كل الحديث مركز على القتل فقط.

الابشع من هذا هي حالة الشحن المناطقي التي عمل الحراك سابقاً والانتقالي لاحقاً على تغذيتها ، فبثوا سموم الفرقة بين اوساط الشعب الواحد الذي لا يملك من امره شيئا ، وبحجج واهية من باب كلهم خونه وكلهم جواسيس ووو..

تعميم كره الشمال وكل من ينتمي له ليس امراً صائباً ابداً ، فغداً ان كتب الله على شعب جنوب اليمن الويل والثبور وحصل لا قدر الله انفصال فلن تدور سنة واحدة حتى تبدأ حفلات القتل والاعتقال والنفي ، واذا انتهوا من فئة سيعودون لفئة اخرى حتى تتحول هذه الرقعة الجغرافية الى حلبة صراع الفائز فيها من وجد له طريقاً للهرب! ولن تجدوا الا شمال اليمن الذي سيستقبلكم بعد ان تغلق السعودية وعمان عليكم حدودها وقد تبني جداراً يعزلها عنكم.. لتظلوا كقرود السعدان في صراع دائم ودامي ، ولن يبقى معكم غير طريق واحد وهو الطريق الذي خبرتموه جيداً.. انه الهروب الى شمال اليمن.

غير ان الهروب هذه المرة لن يكون كسابقتها ، فما احدثته حماقاتكم سيترك اثراً بالغاً في نفوس اهلنا في شمال الوطن ، رغم اني ارجح التسامح فيهم اكثر من الانتقام لكن الجرح غائر فنسأل الله السلامة ، ونقول لهم.. لاتقيسوا الشعب في جنوب اليمن على تصرفات قرود السعدان ، فالناس امنوا بالشراكة وكرهوا العنصرية وخاصةً بعد ماشاهدوه في عدن وماحل بها.

اليمن لن يبنى إلا بسواعد ابناءه جميعاً ، وهذا لن يتم دون قبول وتعايش بين الجميع ، حتى الحوثة إذا صلوا على رسول النبي ووضعوا السلاح وامنوا بالشراكة مع الجميع وتيقنوا ان لا حق لهم من السماء في حكم البلاد والعباد فمرحباً بهم شركاء في البناء والتمنية.

المرحلة صعبة ومعظم من يديرها ليسوا اكفاء لها ولذلك فالتكاتف مهم لتجاوز الازمة لتبقى اليمن بلداً عزيزاً كريماً ولتعد قرود السعدان لغاباتها.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص