صدى الحنين والوفاء لآل الحسين

بقلم / خالد باشريف

 

غاب النجم وهدأ السكون، ومرّت الذكريات ترسم بطيف الخيال، صور رجل اختزل مشاعر الأحباب في رحابة صدره المتسع، ودماثة خلقه المكتسب, إنها قوة التأثير في بساطة المنطق, فسِرْجُ عزيمته لم يُحلْ منذ امتطى صهوة جواد الحق، مِن عرفته على الأقل مثالاً للهمة والصراحة، وقول الحق، وبه يصدع ويجهر يتقاصر المتطاولون أمام براعته في استنتاج واستنباط تحليل المواقف والأحداث. ويشعرك لكأنه أكاديمي المورد والمنهل, هو مدرسة في الصبر والتحدي والنظرة التفاؤلية في متابعة الأحداث.

 

تجد مكانه يُشار لك إليه بالبنان في وقوفه وتواجده في الصفوف الأولى في مواطن الرخاء والشدة, يجتذب إليه من يعرفه لأول مرّة .. سمح .. حبيب .. ألِفٌ .. مألوفٌ تجبرك معاملته محبته ... إذا كان لليأس أن يجد إلى نفوسنا طريقاً فهو أعجز أن يجد له طريقاً إلى قلب  "أبو اسماعيل رحمه الله" ففي أحلك ظلمات اليأس وموقف اليائسين يمدنا بقبس من نور الأمل, يبتسم ليعيد روح الحياة للوجوه العابسة, وإن خارت العزائم لملمها في ثقةٍ، إنها القيادة الصامتة المؤثرة والمتأثرة بسحر القدوة  ..

 

لا يحب أن يرى مَن حوله إلا عاملاً نشيطاً في أمور دينه ودنياه، خلع جلباب الجمود وعاف اليأس وحمل على عاتقه بكل اقتدار هم البلاغ والتبليغ لدعوته وفكرته الإصلاحية حسب قدراته البسيطة بحياد، ووسطية وتأثيره بذلك في نطاق أسرته وأولاده.

 

لم يفتر ولم يقنط, وعن خط سيرها لم يشطط ولم يزغ أو يحيد أو يغير أو يبدل , لقد مثّل - رحمه الله – الانعكاس الصادق لشمول المنهج في رضاً تامٍ ويقين راسخ ثابت, رحمك الله أبا إسماعيل تركت فراغاً مستجمِلاً صفاتاً عزّ أن يسده مثلك، وكلٌّ حسب قدراته على ثغر, وعزاؤنا فيك أن يبلغك الله منازل الصالحين في عليين ودرجات الأبرار المتقين .. في أمان الله استودعناك وجنة الخلد مأواك ورحمة الله تغشاك ..ونبعث صدى هذا الحنين والوفاء عزاءً لآل الحسين وكل محبيه الأوفياء .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص