لايصلح وطن بلا (إصلاح )

في الجنوب , وبعد أعوام من انقلاب صالح والحوثي , وسقوط الأقنعة النضالية . مازال البعض يقف من التجمع اليمني للإصلاح متوجسا حذرا , أو متشككا مرتابا , أو خصيما مبينا , متأثرين بكل نقل وتحليل يهاجم رسالة الإصلاح , ويحمل مواقفه وبرامجه مالا يحتمل من التأويل الفاسد والبهتان . فأقول لهم , مهما كان السبب الذي بنيتم عليه موقفكم من الإصلاح وأهله , إلا أنكم اتخذتم قراركم العدائي دون تبصر ولا بعد نظر .

لقد وافق ذلك شيئا محببا في نفوسكم , فسارعتم في الخصام .
كم يؤلمنا أنكم قد جعلتم شعار الوطنية لديكم " حدد موقفك من الإصلاح " , ووسام التميز فيكم " لا للإصلاح " .
وترحبون بمن أدى تلك الطقوس , ولو كانوا ممن حارب أهدافكم الانفصالية بعنف وقوة . لا يهم . ! فكل ما يهمكم حاليا ـ ويهمهم ـ تحقيق هدفكم الأسمى ! نبذ الإصلاح واستئصاله .
إننا نعلم يقينا أن ذلك هدف يسعى كثيرون حثيثا لتحقيقه , ولو كان ثمنه مزيدا من الألم والدم في جسد الجنوب وأهله . لا يهمكم ذلك مطلقا ! فقد اعتدتم الوصول لغايتكم عبر السباحة في دماء الشعب , وتحقيق أهدافكم بالسير على أشلاء الوطن .
نحن نفهم موقفكم هذا جيدا . ولكن نحب ـ معذرة ـ أن نؤكد لكم , أننا لسنا ملائكة ولا معصومين من الخطأ , ولا نظن في أنفسنا أفضلية على أحد , ولا نعتبر قراراتنا ومواقفنا صوابا مؤكدا وقولا مسددا , ولا ننظر لقياداتنا بقدسية وعبودية .
وندرك جيدا أن فينا من يجب إعادتهم إلى مرحلة التثقيف الأولي . فقد بدأ يترسخ فيهم مبدأ دريد بن الصمة : " ومَا أنَا إلا من غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ .. غوَيْتُ وإنْ تَرشُدْ غزَّيَةُ أَرْشُدِ " . ولكننا رجال مبدأ ومنهاج ، لا هوى ومزاج , نملك أدبيات المراجعة والتصحيح , ولا نخجل من الاعتراف بأخطائنا وتقصيرنا , ونناقشها ونعنف بعضنا حولها .

ولكننا لا نتجاوز وجاهة الطرح وغاية النصح , ولا نصل فيما بيننا إلى الشتم والتخوين والبهذلة على صفحات التواصل , ومجالس الأقاويل . نحن منظمون إداريا وعمليا , ونقاشنا مسؤول وجاد , نطرح الرأي بحرية وشفافية , وننتقد الكبير والصغير , وننفس عن كل ما يعتمل في صدورنا .
فإما وجدنا له جوابا شافيا , وإما تم الأخذ بما طرحناه . وفي كل حال نكون قد أدينا ما يرضي ربنا من نصح ونقد , دون تجريح وذم , ولا انشقاق وتمرد , ولا تعصب وهوى . ولو حضر أحدكم لقاء إصلاحيا من هذا النوع , لقال في نفسه يا لشدة الشقاق فيهم . ولكنه سيفاجأ بحجم عاطفة الأخوة بينهم , حين يراهم يغادرون مبتسمين , يعذر بعضهم بعضا , قد تشابكت أياديهم حبا وتقديرا , والتقت قلوبهم تآخيا وتآلفا .

الفارق بيننا وبينكم , أنكم لا تحتملون مخالفتكم ونقدكم , وتريدون الجميع أن يكونوا مثلكم . وإلا فسينالهم الشتم والتخوين والسخرية والتشويه .

أما نحن فنعلم استحالة جمع الكل على قول واحد وفكر واحد , ولذا نتعامل مع من خالفنا , نصحا وإرشادا , ولينا ويسرا , وتنازلا وصبرا , لنحقق معا خير الأرض وسلام البشر . فهل أنتم أهل لذلك الخير والسلام ؟ .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص