حمّل الصحفي فتحي بن لزرق رئيس تحرير موقع عدن الغد، المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية الأزمات المتفاقمة في محافظات جنوب اليمن، مؤكدًا أن المجلس لم يعد في موقع المعارضة كما يحاول أن يُظهر نفسه، بل هو "القوة الفعلية الحاكمة" التي تُمسك بزمام المال، والقرار، والنفوذ العسكري والأمني.
وقال بن لزرق إن المجلس الانتقالي يندفع مع كل أزمة سياسية إلى تنظيم تظاهرات، وكأنه خارج دائرة السلطة، في حين أن الواقع يثبت بجلاء أنه الحاكم الفعلي، سواء في جميع المحافظات الجنوبية أو في أغلبها على أقل تقدير.
وأضاف: "المواطنون في هذه المحافظات لا ينتظرون من المجلس أن يرفع الشعارات أو يُنظم المسيرات، بل ينتظرون منه أن يُقدّم نموذجاً حقيقياً في الحكم، يبعث الطمأنينة في نفوس الناس ويوحي بوجود مشروع وطني جدير بالالتفاف حوله".
وأشار بن لزرق إلى أن تحقيق هذا النموذج يبدأ من عدن، باعتبارها المعقل السياسي والأمني للمجلس الانتقالي، مشددًا على أن نجاح المجلس في تقديم تجربة إدارية مقنعة في عدن سيكون كفيلاً بجذب باقي المحافظات إلى صفه، دون الحاجة للتظاهر أو الاستعراض.
واعتبر أن التظاهر في حضرموت بينما تعاني عدن من انهيار في الخدمات وفشل إداري واضح، يعكس حالة من "الارتباك السياسي العميق"، متسائلاً عن جدوى أن تخرج سلطة حاكمة في مظاهرات تطالب بقبولها من الشارع، في حين أنها لم تقدّم خلال سنوات حكمها ما يُثبت أهليتها لذلك.
وختم بن لزرق بالقول: "الشرعية تُثبت بالأفعال لا بالشعارات، والحكم مسؤولية لا منصة للهتاف".