المقالات

حينما يأتيك من يرفع شعار "التحالف من أجل خدمتك"، فتراه يعدك بالكهرباء والماء وتحسين الخدمات الأساسية، ثم لا تلبث أن تكتشف أن كل وعوده مجرد غطاء لنهب ثرواتك وتجويع شعبك، فاعلم أنك وقعت ضحية مشروع لا يرى في وطنك إلا كنزاً منهوباً، وشعباً يمكن إلهاؤه بالبحث عن لقمة العيش ودواء الجسد، حتى يغفل عن خيانة الأرض وسرقة الموارد.

هذا ما حدث ويحدث في وطننا، البلد الذي نعلم ان كان غني بثرواته، لكنه اليوم يئن تحت وطأة الفقر والحرمان، رغم ما يقال عنه من تقديم دعم له في حين ان المواطن لم يعد يحلم بحياة كريمة، بل بات أقصى أمانيه أن تصله الكهرباء لبضع ساعات، أو يجد الماء النظيف، أو قدرة لشراء دواءً ينقذ مريضا من الموت، للاسف حُوّل المواطن إلى رهينة لحاجاته الأساسية، بينما تمر من فوقه صفقات النهب والفساد والوصاية.

ولأن المشاريع الكبرى في هذا البلد لا تكتمل إلا بواجهة سياسية، فقد تم تسليم مفاصل الحكم لشبكة من الفاسدين لا يعنيهم من الوطن شيء، سوى ما يدره عليهم من مكاسب ونفوذ، هؤلاء ليسوا قادة، بل منفذون لأجندات الخارج، أدوات لتحالفات لا تضع المواطن اليمني في حساباتها إلا كأرض مفتوحة للاستغلال.

فكانت النتيجة التي نعيشها جميعاً وطن تتآكله الخيانات، وثروات تُنهب أمام أعين الجميع، وشعب يُدفع إلى مستنقع البؤس، كي لا يرفع صوته بالسؤال أو بالمحاسبة.

نحن في اليمن لا نحتاج شعارات جديدة، بل نحتاج أن نستعيد صوتنا ووعينا، ونضع حداً للتحالفات والوصاية وأدواتها من الفاسدين، كي نعيد لهذا الوطن كرامته، ولشعبه حقه في الحياة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص