ولد الحاج هائل سعيد أنعم عام 1902م بمحافظة تعز. اليمن . درس وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية وعمل بالزراعة والحياكة ورعي الاغنام قبل أن يهاجر إلى عدن والقرن الإفريقي ثم فرنسا كبحار ثم عاملا في أحد مصانعها لكنه عاد واستقر في عدن التي انطلقت تجارته منها في الاستيراد والتصدير. وله من الذكور ثمانية ومن البنات ثمان .و منذ نعومة أظفاره لم يكف عن العمل والحركة والنشاط, وعمل بضمير الانسان الحي والمؤمن التقي .
نلمس الهمة والإرادة والعزيمة لدى الحاج هائل من بداية حياته وهذه هي نقطة التحول من خلال هذه الرحلات التي كان لها الدور في صقل قدراته ,برحلة استمرت عشر سنوات خارج الوطن رغم الصعوبات فخرج منها رجلا عرك الحياة وعاد إلى تعز ثم سافر إلى الصومال وعمل فيها بتجارة الجلود وتوريدها إلى ميناء عدن لفترة سنتين .ثم عاد واستقر بعدن وفتح متجر صغير بالمعلا عام 1938م وتوسع النشاط, وعرف الحاج هائل في بدايته داخل عدن بالرجل الصالح والتاجر المحب لأصدقائه و اشتهر بحبه للصلح ذات البين .
وبذل جهود كبيره في الأعمال الإنسانية والخيرية من بناء المدارس والمستشفيات والمساجد ودعم الفئات الأكثر احتياجا وتوفير لهم المساعدات الإنسانية وعلاج مرضى السرطان وإنشاء لهم مستشفى السرطان بتعز وعدن. وساهم بدعم مدارس تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز التنمية المستدامة بالمجتمع. وفي عام 1972م عندما اجتاحت البلاد مجاعة وعانى منها الوطن من شحة المنتجات الزراعية بادر الحاج هائل سعيد باستيراد القمح وقدم الدعم لتغطية حاجة البلاد وتقديم ثمنه بالعملة الصعبة نظرا لعدم توفرها بالبنك المركزي . وحدد في كل أرباح أعماله 30% مخصصة للأعمال الخيرية من غير الزكاة التي كان يضاعفها.
لم تشغله التجارة بأن يكون له دوره النضالي في القضايا الوطنية في مقارعة الاستعمار و استبداد الأمامة , وقررت بريطانيا إبعاده من عدن إلى تعز بدعمه للثوار. وكانت له الفرصة المناسبة بزيارة القدس الشريف وتعرف على المأثر التاريخية والإسلامية.
وأسس الحاج هائل مجموعة هائل سعيد أنعم عام 1938م ,التي أصبحت 92 شركة يعمل بها أكثر من 40,000 من الموظفين في داخل الوطن وخارجه في بعض الدول ووصلت إيراداتها إلى مليارات الدولارات .وتدار من خلال عائلة الحاج هائل سعيدأنعم. بالاضافة لجمعية هائل سعيد أنعم. ونستفيد من حياة الحاج هائل العصامية والمثابرة رغم التحديات المتنوعة .نلمس حب العمل الخيري المتجذر لديه. والجمع بين النجاح التجاري والمسؤولية المجتمعية.
ودع الحياة فقيدنا الحاج هائل سعيد أنعم بعد أن أدى العمرة في 27 رمضان الموافق أبريل 1990م بمحافظة تعز عن عمر ناهز 88عاما , وهكذا يظل الحاج هائل أنعم ليس فقط كرائد للأعمال بل رمز للعطاء الإنساني الذي لايعرف الحدود لخدمة الوطن والانسانية. رحمة الله تغشاه وأسكن روحه جنات النعيم.
وخير الناس بين الورى رجل * تقضى على يده للناس حاجات
من المراجع/ كتاب الملياردير الحاج هائل سعيد أنعم. وموسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه .وموقع بوابة الإنسانية.
🖋️د. عبدالله رمضان باجهام
الباحث في العمل الإنساني
إضافة تعليق