في خطوة وُصفت بأنها سقوط أخلاقي وسياسي مدوٍّ، أثار الكاتب الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي هاني مسهور موجة غضب عارمة بعد أن وجّه تهنئة شخصية إلى أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمناسبة ما يُعرف بـ"عيد يوم الغفران"، أقدس الأعياد الدينية لدى اليهود.
وجاءت تهنئة مسهور ردًا على تغريدة نشرها أدرعي عبر منصة "إكس"، قال فيها:أدون هاسليحوت... سيد المغفرة. يبدأ مساء اليوم عيد يوم الغفران، أقدس أيام الشعب اليهودي... من قلب أورشليم، ومن عند حائط المبكى، نؤكد: سنبقى سدًا منيعًا في وجه الإرهاب..
ليقوم هاني مسهور بالرد قائلاً: "تقبّل الله منكم صالح الأعمال، وجعل أيامكم مباركة عامرة بالطاعات، وأعادها عليكم وعلى أسرتكم الكريمة بفيضٍ من الصحة، ودوام السعادة، وكل عام وأنتم في خيرٍ متجدد وعطاءٍ موصول."
هذا الرد، الذي جاء بأسلوب دعاء إسلامي تقليدي، وُصف من قبل ناشطين بـ"المهين"، واعتُبر تطبيعًا فجًّا وخروجًا عن الموقف العربي والإسلامي المبدئي تجاه الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وانهالت التعليقات الغاضبة، حيث علّق حساب باسم "النسري اليافعي" بالقول:اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا."
فيما كتب حساب باسم "مبارك مبخوت": "مشكلة فينا يا الحضارم المزايدة والتطرف... واليوم جاي الدور على أفيخاي وجماعته، سنجد من يزايد في محبتهم. قليل من الرزانة والثقل زين."
ووصف ناشطون الرد بأنه نفاق سياسي يتجاوز الخطوط الحمراء، ويتنكر لنضال شعب بأكمله، ويعبّر عن انحدار قيمي خطير في الخطاب السياسي والإعلامي لبعض الأصوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
واعتبر آخرون أن ما قام به مسهور لا يمثل فقط سقوطًا فرديًا، بل يشكل إساءة علنية لتضحيات الشعوب العربية والإسلامية التي قدمت دماءها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وسط تساؤلات حول حدود المجاملة والتخاذل في زمن تتساقط فيه الأقنعة