قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ذكرى اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تذكّر بأن "جريمة الحصار التي طالت عرفات لا تزال مستمرة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأضاف عضو المكتب السياسي للحركة ورئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران، في بيان بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لرحيل عرفات، أن "الحصار والاغتيال اللذين استهدفا الرئيس الراحل كانا جزءا من سياسة إسرائيلية ممنهجة لإخضاع الشعب الفلسطيني، وهي السياسة ذاتها التي تتواصل اليوم بأشكال مختلفة".
وتشهد الضفة الغربية والقدس المحتلتان منذ عامين تصعيدا إسرائيليا شاملا، تزامن مع حرب الإبادة التي شنتها تل أبيب على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شمل حصار مطبقا على مداخل القرى والمدن.
وأسفرت تلك الانتهاكات في الضفة والقدس، وفقا لمصادر حكومية فلسطينية، عن استشهاد ما لا يقل عن 1069 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف و700 آخرين، إلى جانب تهجير قرابة 50 ألف شخص واعتقال أكثر من 20 ألفا و500، بالإضافة إلى أكثر من 69 ألف شهيد و170 ألف جريح جراء حرب الإبادة على قطاع غزة.
وأشار بدران إلى أن عرفات "مضى في درب النضال من أجل انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبه"، وأكد أن الحركة تستذكر روح عرفات وأوراح كل الشهداء الذين ارتقوا بفعل الإجرام الصهيوني.
وشدد على أن "ذكرى عرفات تذكّر بواجب الوحدة الوطنية ومواصلة درب الشهداء"، ودعا إلى "صوغ إستراتيجية نضالية موحدة لمواجهة الاحتلال ومخططاته العدوانية".
"تغليب المصلحة الوطنية"
ولفت القيادي في حماس إلى أن الحركة على تواصل دائم مع مختلف الفصائل الفلسطينية للاتفاق على خطوات وطنية مشتركة لمواجهة التحديات الراهنة، خصوصا في الضفة الغربية وقطاع غزة وقضية الأسرى، داعيا إلى التعالي على الخلافات لتحقيق المصلحة الوطنية العليا.
ويحيي الفلسطينيون يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي توفي في باريس عام 2004 عن عمر ناهز 75 عاما بعد تدهور حالته الصحية خلال حصار فرضته إسرائيل على مقره في رام الله، وسط اتهامات فلسطينية بتعرضه للتسميم.
ففي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 أجرى فريق من الخبراء الروس والفرنسيين والسويسريين عملية فتح لضريح الرئيس عرفات في مدينة رام الله بهدف أخذ عينات من رفاته لتحديد أسباب وفاته الغامضة. ورغم العثور على آثار لغاز "الرادون" المشع في العينات، فإن الخبراء استبعدوا فرضية تعرضه للاغتيال.
غير أن معهد "لوزان السويسري" للتحاليل الإشعاعية كشف، في تحقيق بثته قناة "الجزيرة" في العام ذاته، عن وجود مادة "البولونيوم المشع" في رفات عرفات، مما عزز الشكوك حول احتمال وفاته نتيجة التسمم بهذه المادة السامة، التي تُستخدم في عمليات الاغتيال العالية الدقة.

