الحمد لله العظيمِ في قدرِه، العزيزِ في قهرِه، العليمِ بحالِ العبد في سرِّه وجَهرِه، يسمَع أنينَ المظلوم عندَ ضعفِ صبرِه، ويجودُ عليه بإعانته ونصرِه، أحمده على القدَر خيره وشرِّه، وأشكره على القضاءِ حُلوِه ومُرِّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآياتُ الباهرة، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم:25]، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، جاهَد في الله حقَّ جهادِه طولَ عُمُره وسائرَ دهرِه، صلَّى الله عليه وعلى سائر أهله وأصحابه ما جادَ السحابُ بقطرِه وطلَّ الربيع بزَهره، وســلَّم تسليـــمًا كثيرًا
أما بعــــد :
عبــــــاد اللـه : - ما أعظم هذه الدين الذي تنتمي إليه هذه الأمة وما أروع أحكامه وما أحسن تشريعاته فما من خير إلا ودل أتباعه إليه وما من شر إلا وحذرهم منه وهذا في جميع جوانب حياة هذا الإنسان وفي جانب الحقوق والواجبات الإجتماعية كانت تشريعات هذا الدين وأحكامه رحمة وسعادة للناس جميعاً و كانت ضماناً لحياة مجتمع ينعم بالأمن والأمان والحب والتراحم والبذل والعطاء والإيثار والتضحية .. مجتمع قوي البنيان كثير الخير عظيم الإرادة والطموح قال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) وإن من أعظم الحقوق الإجتماعية بين الناس حق الجار وآداب الجوار فقد أكدت على ذلك الآيات البينات والأحاديث الواضحة، فحق الجار شريعة محكمة وسنة قائمة، قال الله تعالى:( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) [النساء:36]. ففي الآية الوصية بالجيران كلهم قريبهم وبعيدهم، مسلمهم وكافرهم ... وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم حق الجار تأكيدًا عظيمًا، ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر وعائشة رضي الله عنهم قالا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) ( البخاري في كتاب الأدب (6015). وهذا يدل على تأكيد حق الجار؛ فإن النبي ظن أن نهاية هذا الحرص وتلك الوصايا من جبريل عليه السلام أن يكون للجار نصيب من الميراث ... ولأهمية حق الجار في الإسلام فقد تواصى الصحابة بالإحسان إلى الجار ، حتى لو كان غير مسلم ، ما دام فردًا يعيش في المجتمع الإسلامي ، فالإسلام يريد للمجتمع أن يشمله التكافل ويعمه التراحم ، عن مجاهد قال : كنت عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وغلام يسلخ له شاة ، فقال : يا غلام ، إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي ، حتى قال ذلك مرارًا ، فقال له : كم تقول هذا ؟ ( أي لماذا تشدد علي في هذا الأمر ) فقال : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه ) ( رواه أبو داود و الترمذي ) ولقد كان العرب في الجاهلية وبعد الإسلام يتفاخرون بحسن الجوار، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار ...
اطلب لنفسك جيراناً تجاورهم ... لا تصلح الدار حتى يصلح الجار
نعم والله إن الدار لا تصلح حتى يصلح الجار:
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ... ولم يعرفوا جاراً هناك ينغص
فقلت لهـم كفـوا المـلام فإنها ... بجيرانها تغلوا الديار وترخص
وكان محمد بن الجهم جارًا لسعيد بن العاص عاش سنوات ينعم بجواره فلما عرض محمد بن الجهم داره للبيع بخمسين ألف درهم ، وحضر الشهود ليشهدوا ، قال : بكم تشترون مني جوار سعيد بن العاص ؟ قالوا : إن الجوار لا يباع ، وما جئنا إلا لنشتري الدار .فقال : وكيف لا يباع جوار من إذا سألته أعطاك ، وإن سكتَّ عنه بادرك بالسؤال ، وإن أسأت إليه أحسن إليك ، ؟ فبلغ ذلك الكلام جاره سعيد بن العاص فبعث إليه بمائة ألف درهم وقال له : أمسك عليك دارك ... وها هو أبو فراس الحمداني ، وهو في سجن الروم ، حيث فقد الأحبة والجوار فإذا به يسمع نوح حمامة بالقرب منه ، وكأنها تشكو إليه همها وحزنها لأمر ألم بها ، فاعتبرها جارة له ، وجديرة بأن يقاسمها همها وتقاسمه ألمه وبثه ، فخاطبها قائلا :
أقول وقد ناحت بقربي حمامة ... أيا جارتا لو تعلمين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا ... تعالي أقاسمك الهموم تعالي
عبــاد اللـه : - إن حقوق الجار كثيرة عديدة، وهي في الجملة دائرة على ثلاثة حقوق كبرى: الإحسان إليهم، وكف الأذى عنهم، واحتمال الأذى منهم .. أما الحق الأول فإنه الإحسان إلى الجيران، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بذلك في كتابه فقال سبحانه: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ) [النساء:36]. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره). وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الجار وجعل ذلك من لوازم الإيمان، فقال : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) ( مسلم في الإيمان (47) و إن من الإحسان إلى الجيران سلامة القلب عليهم، وحب الخير لهم، ففي البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه)( مسلم في الإيمان (45) .. وفي هذا تأكيد حق الجار، وأن الذي لا يحبّ لجاره ما يحبّ لنفسه من الخير فإنه ناقص الإيمان، وفي هذا غاية التحذير ومنتهى التنفير عن إضمار السوء للجار قريبًا كان أو بعيدًا .. و عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: قال صلى الله عليه وسلم ((يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة) (مسلم في الزكاة (1030) فرسنُ الشاة هو حافرها. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "أي: لا تحقرن أن تهدي إلى جارتها شيئًا ولو أنها تهدي ما لا ينتفع به في الغالب" الفتح (10/445) ..
والمقصود أن يتواصل الخير والود والبر بين الجيران، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)( مسلم في البر والصلة والآداب (2625) وأولى الناس بالإحسان من الجيران أقربهم منك بابًا، ففي البخاري من حديث عائشة قالت: يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال : (إلى أقربهما منك بابًا) (البخاري في الأدب (6020).
عباد اللـه : - وأما ثاني الحقوق فهو كف الأذى عنهم، ففي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعًا قال قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) (ومسلم في الإيمان (47). و عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن), قيل: من يا رسول الله؟ قال: (الذي لا يأمن جاره بوائقه) (البخاري في الأدب (6016) . أي: لا يأمن شره وخطره، وفي رواية لمسلم قال قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) (مسلم في الإيمان (46) وهذا فيه تعظيم حق الجار ووجوب كف الأذى عنه، وأن إضراره من كبائر الذنوب وعظائم المعاصي، وقد عظم الله جل وعلا إلحاق الأذى بالجار، وغلظ فيه العقوبة، ففي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : أي الذنب أعظم؟ فقال: ((أن تجعل لله ندًا وهو خلقك))، قلت: ثم أي؟ قال: ((أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك)), قلت: ثم أي؟ قال: ((أن تزاني حليلة جارك) (مسلم في الإيمان (86) ...
وأما ثالث الحقوق الكبرى فهو احتمال الأذى منهم والصبر على خطئهم والتغافل عن إساءتهم، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إن الله عز وجل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة))، وذكر في الثلاثة الذين يحبهم: ((رجل كان له جار سوء يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت) (قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/171) : رواه أحمد والطبراني ، وإسناد الطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح) ...
فهل أنت من الجيران الذين يحبهم الله ويقربهم منه ويتولى حفظهم ورعايتهم ويكتب لهم القبول في الأرض ؟ وإن كل ذلك لن يأتي إلا بحسن معاملة الجيران والصبر عليهم اللهم وفقنا لعبادتك واستعملنا في طاعتك ...
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــبة الثانيــة :
- عبــــــاد اللـه : - إن من ينظر إلى معاملة كثير الجيران لبعضهم البعض اليوم يجد عجبا ... فهناك البعد والجفاء وهناك السخرية والإستهزاء وهناك غمط الحقوق ومحاولة إلحاق الأذى وهناك النظر إلى الحرمات وكشف ستر البيوت المحصنات وهناك مشاكل الأولاد وتعسف بعضهم على بعض وهناك مشاكل النساء ومجالس الغيبة والنميمة والتي تخوض في أعراض الجيران وهناك البعد عن السؤال وتفقد الأحوال حتى أصبح كثير من الجيران لا يعلم عن جاره أي شيء حتى أسمه ومن أي البلاد هو ... إن هذا ليس من الدين وإن التقصير في حقوق الجار من المعاصي العظيمة وإن أذية الجار وسوء معاملته من الكبائر المهلكة ..
لقد أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام وصية لـأبي هريرة رضي الله عنه فقال: (من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن، أو يعلِّم من يعمل بهن؟ قال أبو هريرة : قلت: أنا يا رسول الله! فأخذ بيدي فعد خمساً، قال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحبه لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب) ( أخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجة، وقال محقق جامع الأصول : حديث حسن ). إذاً: أحسن إلى جارك تكن مؤمناً.
عبـاد اللـه : - إن حقوق الجار متعددة وكثيرة، ومما ذكره العلماء في حقوق الجار: إذا استعانك فأعنه، وإذا استقرضك فأقرضه، وإذا افتقر أعطيته، وإذا مرض فعده، وإذا أصابه خير فهنئه، وإذا أصابته مصيبة فعزه، وإذا مات فاتبع جنازته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه برائحة طعام قدرك إلا أن تغرف له منها، و من الحقوق: إيصال الخير إليه بكل الطرق، مثل كف الضرر عنه بكل طريقة، ثم البدء بالسلام وأظهر السرور بما أسره، واصفح عن زلاته، ولا تطلع على عوراته، ولا تطرح القمامة أمام بابه، ولا تضيق عليه الطريق، ولا تقف بسيارتك أمام بابه إلا بإذنه وموافقته ولا تغفل عن ملاحظة داره عند غيبته، فقد يسافر ويرجع ويجد البيت كله مسروقاً أو غي ذلك و من حقوق الجار أن تعلمه أمور دينه، وأن تنصحه وأن تذكره بالصلاة وأعمال البر وأن تعينه على ذلك وعلى الجيران أن يتعاونوا في رفع الظلم عن بعضهم البعض فقد يأتي صاحب عمارة أو جار صاحب منصب ووجاهة ويؤذي جاره بدون أدنى سبب فعند ذلك وجب التعاون والأمر بالمعروف واسعي لحل المشاكل وكف الأذى .
فقد صح عند أبي داود أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، قال: (اطرح متاعك على الطريق) (أي أنزل عفشك وأدواتك على الرصيف ) فامتثل الرجل لأمر النبي عليه الصلاة والسلام وأنزل متاعه على الرصيف، فجعل الناس يمرون به لما طرح متاعه على الطريق، ويسألونه: لماذا وضعت متاعك على الطريق؟ يقول: جاري هذا مؤذ، ولم أستطع تحمله، فجعل الناس يلعنون هذا الجار، يقولون: فعل الله به وفعل الله به، فجاء إليه جاره فقال: ارجع لا ترى مني شيئاً تكرهه.
فبعض الناس لا يخافون من الله، ولكن يخافون من الرأي العام، ومن عموم الناس، ومن ضغط المجتمع إذا اجتمع عليهم الناس، وهذا الذي نبه إليه صلى الله عليه وسلم هذا الرجل ليتخلص من أذية جاره. إن أحسن جوار في التاريخ جوار محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان نعم الجار لجاره حتى مع غير المسلمين من اليهود وغيرهم فقد لاقى منهم الأذى ومع ذلك صبر وعاملهم معاملة حسنة فأثر في سلوكياتهم بل وفي عقائدهم فمن أراد جواره صلى الله عليه وسلم في جنة عرضها السموات والأرض فليهتدي بهديه وليقتدي بسنته وليسير على طريقته وإن فلاح وصلاح أمر هذه الأمة إنما يأتي عندما تحسن تطبيق أحكام الشرع وآدابه في واقع الحياة وإننا لنؤكد على أن سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه لا تتم إلا بالقيام بهذه الحقوق وغيرها مما جاءت به شريعة الله ...
فاتقوا الله عبـــــاد الله، وأحسنوا إلى جيرانكم، مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ابذلوا لهم الخير ما استطعتم، وردوا عنهم الشر ما ملكتم، تلطفوا إليهم بالهدية والزيارة، فإن لم تجدوا خيرًا تبذلونه فلا أقل من كف الشر عنهم. .. هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56) اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين
حقوق الجار للاستاذ / عبدالله علي سليمان جود الحارثي
الجمعة 16 محرم 1434 هـ الموافق 30 نوفمبر 20102م
مسجد عمر بن الخطاب بسيئون