أن يعيش الإنسان على وتيرة واحدة في جل تصرفاته وسلوكياته أمر جد صعب ولا يستطيع الفرد أن يطيقه ويتحمله لذلك فهو يحتاج إلى التغيير والتجديد هذه الحاجه إلى التغيير والتجديد هي فطرة وجدت في الإنسان وخلقت معه فطرة تقول له بضرورة التغيير في نمط حياته حتى لا يصاب بالملل والضعف وحتى تزداد الهمه و العزيمة وإذا كان هذا هو الحال في مجالات الفرد الدنيوية ومصالحه اليومية فلابد أن يصل هذا التغيير إلى الواقع الديني للفرد المسلم0
الفرد المسلم وانطلاقا من قول المولى سبحانه وتعالى:( إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) مطالب بالتغيير في برنامجه الدعوي ،تغيير يزيد الهمه ويبعث الطاقة ويحفزه إلى بذل مزيد من الجهد والعمل لخدمة دين الله عزوجل ،كيف لا وهو صاحب الرسالة العظمى والهدف الأسمى وهو المطالب لإعادة المجد ، يحتاج إلى نفس قويه وروح يحدوها الأمل وتتشرب الطموح روح لا تعرف للمستحيل طريق ولا للخور ميدان ،هذه النفس لا يمكن أن تصنع إلا في ميدان يتحلى بالتغيير والتجديد تغيير يرقى بالفرد روحيا وإيمانيا وسلوكيا ،رقيا تجد أثره قبل كل شيء نفسه التي بين جنبيه ثم ينطلق ذلك الأثر ليصل اقرب الاقربين حوله بعد ذلك يتجاوز حدود الأقارب إلى الناس كافة حاملا خير هدى في خير قالب مستعملا لا أفضل وسيله وأفضل اسلوب راجيا تغيير الواقع واصلاحه والرقي به0
هذا التغيير يجب ان يوازيه تغير في الأراء والأفكار المطروحة بحيث تكون ملامسته للواقع المعاش مراعية لمصالح الناس وحاجتهم ويكون مصاحبا له تغيير في الوسائل و الأساليب المتبعة لأحداث هذا التغيير0
الشاهد من ذلك ايها الاخوة إلى أن التغيير الدعوي سواء كان في طبيعة الطرح الدعوي او الوسائل المستخدمة في هذا الطرح يعد ضرورة حتمية في هذه الأيام حتى يلحق الدعاة بركب التطور الحاصل في عصرنا وحتى يحصل التغيير إلى الأفضل وهو الهدف المرجو تحقيقه
بقلم : عادل باحارثه