حضرموت اليوم / سيئون/ محمد باحميد :
عقد مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون مساء يوم أمس الأربعاء 27/ 3 / 2013م محاضرة تحت عنوان ((صفحات من دور الأولياء التسعة في نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا )), ألقاها الداعية علي بن محمد الحداد مدير مؤسسة دار المصطفى بجاكرتا, وذلك بحضور عدد من الأساتذة والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية .
وفي المحاضرة استعرض الداعية الحداد دور الأولياء التسعة والدعاة الحضارمة الذين حملوا على عاتقهم أمانة الدين وهمّ الدعوة الإسلامية ونشرها في دول جنوب شرق آسيا الهند وماليزيا والصين وكمبوديا وعموم جزر اندونيسيا, مشيرا إلى أن هذا الدور العظيم الذي كان في نهاية القرن السابع الهجري قد وصل بحسب ما ذكره المؤرخون الإندونيسيون والحضارمة إلى بلاد الواقواق وهي دول اليابان وكوريا, لافتا أن هذا الدور قد برز جليا في اندونيسيا ومازالت آثاره باقية حتى اليوم , فقد سميت العديد من الجامعات والمدارس والشوارع الرسمية في تلك البلاد باسم هؤلاء الأولياء التسعة وفاء لدورهم الكبير في نشر الفضيلة و القيم وتعزيز اللحمة الوطنية بين تلك الشعوب التي تعيش في أرخبيل اندونيسيا وفي كل موضع تطأها أقدامهم .
كما استعرض الداعية الحداد ملامح من تراجم الأولياء التسعة الذين من ابرزهم العلامة القاضي أحمد بن ابراهيم الغازي بن جمال الحسيني الحضرمي الذي يعتبر المرجعية الأولى لبقية الدعاة الذين بلغت اعدادهم المئات, منوها إلى أن حصر الاولياء التسعة وبروزهم , إنما كان نتيجة لجهودهم وأعمالهم النبيلة التي قاموا بها في تلك البلدان وأهمها نفع الناس وإرشادهم لا بالقوة والعنف وإنما بكريم الأخلاق وسماحة الإسلام والكلمة الطيبة التي ما زالت آثارها باقية في الأجيال المتلاحقة جيلا بعد جيل , وفي المشاهد التاريخية والقطع الاثرية التي تعتبر دليلا قاطعا لدور ابناء حضرموت في تلك البلدان .
ومن خلال المحاضرة الرائعة يفهم دور الأولياء التسعة و يتضح الدور الريادي الأول للحضارمة إقامة حوار الثقافات وتقارب الشعوب و الأمم و تأسيس العولمة الإنسانية الحضارية المثلى الأولى في عموم العالم حيث سبقوا بعولمتهم العولمة الغربية بجبروتها وانحطاطها القادمة بالسفن الحربية والمدافع والظلم والقهر بأكثر من ألف عام .
هذا وقد أثريت المحاضرة في ختامها بالعديد من المداخلات والأسئلة والاستفسارات من قبل عدد من النخب الاجتماعية والأدبية والفكرية , وقد عكست جميع هذه الأطروحات مدى أهمية المحاضرة والاستفادة منها.