حضرموت اليوم / المكلا / حسان باجيل:
السجون هي أماكن تقييد للحرية يمكن ، في أحسن الحالات ، أن تكون الظروف المعيشية فيها قاسية من غذاء ومياه ونظافة ومكان للنوم تفاقم من الهموم العادية الناجمة عن الانفصال عن الأسرة والأصدقاء وكل من يحبون , ويتعرض المحتجزون لدرجات متفاوتة من الضغوط الجسدية , ناهيك عن القساوة من الناحيتين البدنية والنفسية , وتتزايد مخاطر الإصابة بأمراض كالسل وغيره من الأمراض المعدية في الأماكن المكتظة بالأشخاص المصابين بالأمراض , وغالباً ما تعاني نظم الرعاية الصحية في السجون من قلة الموارد .
فلم يكن من طلاب كلية الطب بجامعة حضرموت أن تستثني السجون في حملتها التوعوية ضد مرض السل تحت عنوان ( اقض على السل في حياتي ) والتي تمولها مؤسسة العون للتنمية ومؤسسة متطوعون , والتي تستهدف توعية اكبر شريحة ممكنة من المجتمع بالمكلا , ففي يوم الخميس 11 / 4 / 2013 م كسر الطلاب حاجز الخوف وتغلبوا على الهاجس المقتم في عقولهم الذي يهول لهم وللجميع ما سيرونه في عيون من هم في الوجه الثالث لعملة الدنيا بين الحياة والموت يعانون المرارة وينتظرون المستقبل المجهول , فبشجاعتهم طرقوا أبواب السجون , فتفاجئوا بتلقي ترحيب واسع من الجنود والسجناء , وافتتحوا بمحاضرة توعوية , بينوا خلالها خطورة مرض السل وكيفية انتقاله وما مدى انتشار هذا المرض الفتاك , وكيفية الوقاية منه , وطريقة العلاج لمن استوطن فيهم وجعل أجسامهم مستقرا له , وبعدها التقوا البعض من الحالات التي سبق تشخيصها بالمرض وهي في مراحل متقدمة ولم يحصلوا على الرعاية الكافية للعلاج من هذا المرض , فقدموا لهم بعض النصائح والإرشادات على أمل أن يتعافى المرضى بإذن الله و يتجنب الإصابة من هذا المرض من لازالت أجسامهم صحيحة منه , وفي نهاية يومهم وبعد التقاط بعض الصور واجهوا مشكلة "التصوير الممنوع" الذي فرض عليهم حذف كل الصور الملتقطة داخل السجون , كان ذلك نموذجاً مبسطاً لما أعددناه لكم من خلف القضبان , ولا نقول وداعاً ولكن نقول إلى لقاء متجدد قريب وسلاماً عاطراً مني لكم ودمتم في حفظ الله ورعايته.