حضرموت .. وافتعال الفوضى .. وتجاهل المركز

 (1)

خلال أقل من أسبوع فقط شهدت كبرى مدن حضرموت ( المكلا و سيؤن ) أحداث من العنف والفوضى أزهقت الأنفس ، وسالت الدماء ، وأحرقت الممتلكات ، وقطعت الطرق وعطلت مصالح الناس ، كما أغلقت المدارس والإدارات الخدمية .

لم تخرج الأحداث الجديدة السلطة المحلية عن صمتها المعهود دون أدنى فعل لضبط الجناة ومسببي الفوضى رغم المعرفة التامة للأجهزة الأمنية المتعددة لها ومن يقف ورائها ، إلاّ إن الإستخفاف بهذه السلطات بالمحافظة قد بلغ ذروته هذا الأسبوع ليشمل قطع الطرقات الملاصقة لمراكز الشرطة ، دون أن تحرك الأخيرة ساكناً .

(2)

ويزداد الأمر سواءً من قيام هؤلاء المتقطيع لاستخدام الأسلحة النارية في وجه المحاولات البسيطة من قبل أجهزة الأمن لفتح الطرقات  ، والأمر الأشد سواءً سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأجهزة الأمنية .

لم تتدخل الجنة الأمنية بالمحافظة ورئيسها كعادتها ، رغم قتل شخصيات عسكرية كبيرة على أيدي مسلحين يستقلون دراجة نارية ( نعم دراجة نارية وفي عز الظهر ) ليفروا بأمان وسلام وكعادتهم أيضاً  وتعلن اللجنة أسفها وتطالب بضبط النفس وتنقل تعازيها الحارة ( الباردة )  ، ليستمر المسلسل الهزلي ، لم يشأ أن يرتكب أي جريمة ، فالباب مفتوح على مصراعيه ، فالنتيجة معروفة  من السلطات بالمحافظة ( الكلام)  فقط دون ضبط للجناة والمخربين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين فنسمع بين وقت وآخر لتصرفات تعقد الأمور ولا تحلها سببها تصرفات لعسكريين.

(3)

والمضحك المبكي في آن واحد هو أن يقوم اللاجئين الصومال – وللأسف – بقطع الطريق أمام ميناء المكلا ، وأمام نقطة تفتيش للأمن المركزي ويعيقوا حركة الشاحنات من دخول الميناء والخروج منها ، حتى يدخل المحافظ ببطولته المعهودة لحل مشكلة الصومال  .

(4)

حقيقة يستقبل حضرموت أيضاً مع دخول شهر مايو( العظيم)  قطع تام لمزود خدمة الكهرباء الرئيس ( باجرش) بسبب تأخر صرف الحكومة لمستحقاته المالية ، مما ينذر بوجهة من السخط والفوضى العارمة بسبب الصيف الساخن الذي بدأ ينشب أظفاره هو الآخر شيئاً فشيئاً ليعلن عن قدومه بلهيب و رطوبة عالية كعادته ، دون أن تستعد السلطات المحلية له .

(5)

فعلى السلطات المركزية بصنعاء وفي مقدمتها الرئيس عبد ربه ، ورئيس الحكومة ، وكل الوزراء ، أن ينقذوا المحافظة من مخاطر الإنفلات التي اثبت ضعف السلطات المحلية وتهاونها مما يسيل لعاب لتيارات متربصة ، للسيطرة على حضرموت وإخراجها عن حظيرة الجمهورية لإعلانها دولة أو ولاية ، أو ... لا أدري حقيقة ، لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث إذا ظل المركز ينظر لحضرموت بهذه النظرة .

بقلم : د. عبد الله الحضرمي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص